محمد عمارة: «Hoopoe Digital» تطور خدمات الواي فاي الذكي والتوأم الرقمي بمصر والخليج.. ونستعد لإغلاق جولة بقيمة 2 مليون دولار
يشهد سوق شبكات الواي فاي الذكية العالمي نموًا كبيرًا، ومن المتوقع أن يحقق سوق الواي فاي إيرادات هائلة تبلغ 43.2 مليار دولار في عام 2025، بينما سينمو إلى 135.6 مليار دولار بنهاية عام 2035، وفقا لدراسة Future Market Insights، وأصبح هناك إمكانية لاستغلال الإمكانيات المهدرة والمخفية في تكنولوجيا الواي فاي لتحقيق مكاسب عديدة، وهو ما يطلق عليه الواي فاي الذكي.
ويشهد سوق إدارة شبكات الواي فاي الذكية، الذي يضم شركات ناشئة تُركز على الحلول المبتكرة لشبكات الواي فاي، نموًا ملحوظًا ويجذب اهتمام المستثمرين، وقد استكشف رائد الأعمال محمد عمارة هذا المجال مبكرا، ويقدم 19 خدمة في هذا السوق، من خلال شركة Hoopoe Digital.
يتحدث محمد عمارة، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Hoopoe Digital، في حواره مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، حول رحلته الريادية وما تقدمه الشركة من خدمات، وما حققته، وأهدافها خلال الفترة القادمة.
في البداية نريد أن نتعرف على خبراتك السابقة
أنا مهندس اتصالات تخرجت من جامعة الإسكندرية عام 1999، وحصلت على ماجستير في الاتصالات والإلكترونيات من جامعة اسكندرية، عملت بعد التخرج في مجال تصميم الدوائر الإلكترونية فائقة الدقة، وهو مجال دقيق جدا، وكان عدد قليل جدا يعملون في هذا المجال في ذلك الوقت، وهو خاص بتصميم الشرائح الإلكترونية، ولم يكن هناك شركات متخصصة في تصميم الدوائر الإلكترونية في مصر بشكل كبير، وكان هناك شركة Mentor Graphic، وكان كل المتخصصين في هذا المجال يتمنون العمل بها، وفي ذلك الوقت دخلت منحة ITI، في تخصص تصميم الدوائر الإلكترونية، وكان هذه الشركة هي التي تقوم بعمل المقابلات للقبول في المنحة، وكانت فاتحة خير لي وعملت في هذه الشركة، وبعد ذلك هناك شركة أمريكية لتصميم الدوائر الإلكترونية اسمها Ellipsis Digital Systems افتتحت مقرها في مصر في 2001، وعملت فيها، ثم عملت في فرعها الرئيسي في أمريكا، فبدأت رحلة العمل من أمريكا لماليزيا لدبي، إلى أن عدت إلى مصر في 2009.
وكيف بدأت مشوارك الريادي؟
بدأت أول محاولة لتأسيس شركة في 2009، حيث شاركت 2 أصدقاء واحد مغربي وآخر إنجليزي، وأسسنا شركة في إنجلترا، وكونت الفريق في مصر، وكانت متخصصة في تصميم الدوائر الإلكترونية، ولكن لم يكن هناك خبرة في إدارة الأعمال، فكانت خبراتنا فنية، ولم توفق التجربة، وفي نفس الوقت كان لديّ أصدقاء يعملون معي في دبي وفتحوا فرعا لشركة أمريكية في مصر في نفس المجال، وطلبوا مني تأسيس وحدة أعمال خاصة بتخصصي داخل الشركة، وأصبحت هذه الشركة أشهر شركة تصميم دوائر إلكترونية في مصر واسمها Si-Vision، وتم الاستحواذ عليها من قبل شركة كبيرة، وفي 2012 أسست شركة أخرى مع انتشار مفهوم ريادة الأعمال بمصر في ذلك الوقت، واستطعت جذب استثمارات وعملت المنتج، ولكن جاءت فترة 2013 ومع قلق المستثمرين من الأوضاع في مصر فتوقفت الشركة.
وما هي الخطوات التالية التي قمت بها؟
في 2015 جاءني اتصال من شخص أمريكي بعدما سمع عن شركتي السابقة، وطلب أن نتشارك في فكرة أخرى، وجاء إلى مصر، وطلب أن أتولى الجانب التقني في الشركة، وانطلقت شركة WIFI Metropolis، وأصبحت موجودة في 6 دول، وكانت تبني شبكة واي فاي مجانية تغطي العالم، والموضوع تطور وفريق العمل زاد، وهي التي أسست الواي فاي الموجود في متحف اللوفر في باريس وأربع محطات قطار دولية في إنجلترا ومترو باريس، وبدأنا نعمل في أمريكا، ولكن كان اهتمامنا منصبا على إنجلترا وفرنسا ثم أمريكا، وعملنا واي فاي في مستشفى كبيرة في أمريكا ودخلت معنا كمستثمر في الجزء الخاص بالمستشفيات، وهذا الجزء انفصل عن الشركة وحقق نجاحا كبيرا والتهم الشركة الأم، وتطورت الشركة بصورة كبيرة، وبعد ذلك تخارجت من الشركة وعدت إلى مصر لتأسيس شركتي Hoopoe Digital في 2019 لأضع فيها كل خبراتي السابقة، وفي هذا التوقيت بدأ انتشار فيروس كورونا، وكان هناك إغلاق في العالم، وهذا أخرنا إلى 2021، ثم بدأنا شركتنا بدون تمويل، وكنا نحاول عرض منتجاتنا على شركاء يبيعون منتجاتنا كجزء من منتجاتهم.
وما هي الخدمات التي تقدمها الشركة؟
الشركة متخصصة في مجال جديد اسمه واي فاي ذكي، حيث يتم استغلال الإمكانيات المهدرة والمخفية في تكنولوجيا الواي فاي، فمثلا يمكن معرفة عدد الناس في مكان معين حتى في حالة إغلاق الهواتف، وكم مرة يحضرون في الأسبوع، وقد طورنا 19 خدمة مختلفة من خدمات الواي فاي الذكية، ووضعناها في سوق على الإنترنت ويتم تشغليها في الواي فاي في المول أو البنك أو الشركة، من ضمن الخدمات خدمة لها علاقة بالمطاعم، فتوجهنا إلى الشركات التي تقدم أجهزة الكاشير مثل فوديكس، وأصبح هناك تكامل معها، من خلال خدمة تمكن الزبون في الدخول على الواي فاي الخاص بالمطعم فيتم فتح المنيو أمامه ويتعرف على الأسعار وتعريفات الأطباق بشكل لحظي ويقوم بعمل الطلب الخاص به، ويحصل على نقاط الولاء ويستطيع الحجز أيضا، والخدمة أعجبت الشركة المنتجة لأجهزة الكاشير، وجعلت لديها قيمة مضافة للجهاز، وهكذا نبيع خدماتنا، وبمجرد شراء العميل لخدمة نقوم بتسويق الخدمات الأخرى له.
وما هي الخطوات المهمة التي حققتها الشركة؟
أصبحنا نبيع لأماكن ومولات كبيرة، وفي 2022 حضرنا مؤتمر ليب بالسعودية وتعرفنا على عملاء وأصبح لدينا موزعين داخل السعودية، وهناك شركة أوريدو في قطر طلبوا الخدمة، وبدأنا نبيع لها، وهي تعيد بيع المنتجات لأماكن كبيرة وسلاسل مطاعم عالمية ومولات بقطر، وفتحنا فرعا في الإمارات، فحاليا نتواجد في مصر والسعودية وقطر والإمارات، وأسسنا شركة قابضة في هولندا، وأصبحنا موجودين في تلك الدول، وهناك دول أخرى في الطريق، وكل ذلك لم نكن نخطط له، فقد أسسنا الشركة على أنقاض الشركة السابقة، وكنا نستخدم فيها سوفت وير خاص بشركات أخرى ولكن كان به مشاكل، ومررنا على أشهر الشركات العالمية التي تقدم السوفت وير ولكن لم يكن بالمستوى المطلوب، وبدأنا نحن نحل تلك المشكلة بأنفسنا، فنحن نعمل في سوق بكر، وهدفنا الاستحواذ على جزء من هذا السوق، فقد بدأنا في اتجاه معين ونتوسع فيه.
وماذا عن تقنية التوأم الرقمي التي تقدمونها وفازت بمسابقة عالمية خاصة بالعمرة؟
بدأنا مؤخرا هذه التقنية، حيث نفصّل الأماكن بشكل ثلاثي الأبعاد، فعندما يدخل العميل على الواي فاي في المول يظهر أمامه مكانه على الخريطة، ويستطيع عمل بحث عن أي مكان داخل المول ويتحدث مع الخريطة ويطلب ما يريده والخريطة توجهه، ويمكن التحدث مع الخريطة ويطلب منها اختيار طاقم ملابس في حدود إمكانياته، والخريطة تحدد له أماكن الشراء والأسعار، فالواي فاي بهذه الطريقة يجمع كل المعلومات عن العميل من خلال تدريب نموذج ذكاء اصطناعي يفهمه، فالتوأم الرقمي نسخة من المكان، وطُلب منا المشاركة في مسابقة عالمية خاصة بالعمرة، وشارك فيها شركات من جميع أنحاء العالم في المدينة المنورة.
وماذا كان المطلوب من الشركات المشاركة؟
تطوير خبرة الزيارة والعمرة والحج لضيوف الرحمن، ونحن قدمنا مشروع بناء توأم رقمي للحرمين، وطُلب منا من قبل عمل نموذج داخل مخيمات الحج من قبل وزارة الحج والعمرة، للتعرف على الحجاج غير النظاميين، وبنينا النموذج الذي يساعد عن طريق الواي فاي على معرفة الحجاج بشكل قانوني وغير قانوني، فالموضوع كان شديد التعقيد وبنينا نموذجا أعجبهم، وطلبوا منا المشاركة في المسابقة، وخصوصا أن هناك بعض المشاكل يمكن حلها، فمثلا إذا كان هناك حجاج لديهم مرض السكري فيحتاجون إلى معرفة أقرب حمام غير مزدحم، أو أقرب السلالم الكهربائية، فكل ذلك يمكن تحديده من خلال التوأم الرقمي، ويستطيع الحاج إرسال استغاثة للدفاع المدني، فجمعنا كل الخدمات لتكون مناسبة للحرمين، وكنا من الشركات الفائزة.
وما هي التطورات الحالية داخل الشركة؟
بدأنا نحقق الانتشار، وحاليا نعيد بناء البيت من الداخل، من خلال تنظيم كل الإدارات، ولا أريد أن يؤثر غيابي على الشركة، فنعيد توزيع الأدوار من الداخل، ونعيد صياغة ملكية الشركة ونسعى لجذب استثمارات، فنعيد رسم شكل الشركة بشكل احترافي وشكل إداري مناسب للتوسع، فنحن في مرحلة التوسع، فنحن حاليا 7 أفراد في الشركة، وفي كل الفروع 12 فردا، ونحتاج إلى التوسع بشكل أكبر.
وهل هناك شركات منافسة تقدم نفس الخدمات؟
ليس هناك شركات تقدم ما نقدمه، وهناك شركات تقدم خدمات الواي فاي من خلال خدمة أو اثنين، وهناك من يقدم خدمات الواي فاي المجاني في المطارات والفنادق والمولات، ولكن هذه خدمة وسط 19 خدمة نقدمها، فنحن نجعل الناس تستخدم الواي فاي بدلا من الأقمار الصناعية، ونحول الواي فاي نفسه إلى أقمار صناعية، فلا يوجد أي شركة تقدم خدمة التحرك داخل المول أو المطار بشكل حي ومن خلال الخريطة مثلنا، فهناك شركات بالخارج تقدم هذه الخدمات، ولكي يتم قبولنا في شركة أوريدو نافسنا شركات عالمية، وفزنا بعد تقديم عرض فني ومالي أفضل، كما أننا لدينا ميزة عن الشركات العالمية تتمثل في المرونة، لدينا مرونة التغيير في المنتج بما يناسب كل عميل، وهذا منحنا دفعة للتعامل مع عملاء كبار، بجانب خدمة ما بعد البيع.
وهل حصلت الشركة على استثمارات؟
انطلقنا لمدة 3 سنوات كنت أنا المستثمر الوحيد في الشركة، والتحقنا ببرنامج investIT مع Flat6labs، وهدفه جذب المستثمرين، وهناك مستثمر سعودي مهتم بالاستثمار معنا، ونستهدف جمع 2 مليون دولار، وحاليا في مرحلة إغلاق الجولة.
وكم عدد العملاء الذين يستخدمون خدماتكم؟
لدينا أكثر من 2 مليون عميل يستخدمون الخدمات، ونتعامل مع أكثر من 50 جهة.
وما هي أهدافكم خلال الفترة القادمة؟
أولا نعيد بنية الشركة، بحيث تسمح لنا بالنمو السريع في المرحلة القادمة، من خلال إعادة تنظيم البيت من الداخل، وثانيا عقد تحالفات مع كيانات ضخمة مثل أوريدو، بحيث تبيع تلك الشركات منتجاتنا، لأن لديها قدرة رهيبة على البيع، وهذا سيسمح لنا بالانطلاق والبيع في أي مكان بالعالم، خصوصا أن نموذجنا هو B2B SaaS، ونفكر في قتل بعض منتجاتنا أو إلغاءها حتى لا تتحول إلى منتجات زومبي، فنريد التركيز على المنتجات التي أثبتت تواجدها في السوق.
وهل هناك تطورات ستشهدها المنتجات؟
نحن نسعى لاستغلال إمكانيات الذكاء الاصطناعي، فيما يسمى ذكاء الأماكن، فحاليا هناك ما يسمى المنزل الذكي أو Smart Home، فيستطيع الشخص التحكم في أشياء في المنزل، ولكن المرحلة التالية أن يتحول المنزل إلى ما يشبه ChatGPT، حيث يأخذ المنزل القرار مثل فتح الستائر عندما يستيقظ صاحب المنزل، ونستطيع على سبيل المثال تحديد جنسية زائري أي مكان واللغة والنوع، فإدارة التشغيل تستطيع تحدد أفضل مكان في المول يوضع فيه شاشة إعلانات، فحولت المول لكائن حي، وكل ذلك يتختلف عن ChatGPT، لأنه ليس لديه قدرة على تقديم معلومات عن أماكن خاصة، فهو متدرب على البيانات الموجودة على الإنترنت، فمعلومة مثل توافر منتج معين داخل محل أحذية لن تكون موجودة على ChatGPT، ولكننا على علم بها لأن هناك ترابط مع المحل، وحاليا أيضا نعمل على الربط مع ملاعب في السعودية لتتحول إلى ملاعب ذكية، حيث سيكون بإمكان الجمهور مشاهدة المباراة من خلال الخريطة ويعرف أماكن الحمامات وهل مزدحمة أم لا، وكل متفرج يستطيع طلب أي شيء وهو في الكرسي الخاص به، فنحن نستخدم الواي فاي ليجمع المعلومات ويدرب عليها الذكاء الاصطناعي بحيث يجعل المكان نفسه ذكيا.