Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
سامسونج طولى
جايزة 160

كيف يقود الذكاء الاصطناعي ثورة الشمول المالي والتحول الرقمي في مصر؟

شهدت جلسة بعنوان «الذكاء الاصطناعي في التطبيق: كيف يغيّر طرق وصول المصريين للخدمات المالية وتعلمهم وتفاعلهم معها»، المنعقدة ضمن فعاليات معرض ومؤتمر PAFIX المصاحب لمعرض ومؤتمر القاهرة الدولي للتكنولوجيا بالشرق الأوسط وأفريقيا Cairo ICT، نقاشًا موسعًا شارك فيه عدد من أبرز المتخصصين في التكنولوجيا المالية والصيرفة الرقمية والاستشارات. اتفق المشاركون على أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد خيارا تقنيا أو إضافة حديثة إلى النظام المالي، بل أصبح عنصرًا أساسيًا يعيد تشكيل مستقبل الخدمات المالية، ويعزز الشمول المالي، ويحسّن تجربة العملاء على مستوى الجمهورية.

تطوير التجربة الرقمية للفئات غير المنخرطة مصرفياً

في بداية الجلسة، أكدت سالي عبد القادر، مدير عام إدارة التثقيف المالي في البنك المركزي المصري، أن تطوير التجربة الرقمية للفئات غير المنخرطة في المنظومة المصرفية بات ضرورة ملحة، موضحة أن الهدف لم يعد مجرد إدخالهم إلى النظام المالي، بل تمكينهم من استخدام الخدمات بوعي وفهم، وبقدرة حقيقية على تحسين جودة حياتهم. وأشارت إلى أن تطور الخدمات المالية مرّ بمراحل بدأت من الفروع التقليدية وإجراءات التعرف على الهوية بشكل مباشر، ثم انتقلت إلى الخدمات الرقمية عبر الإنترنت والتطبيقات المحمولة. ورغم أهمية هذه الخطوة، فإنها لم تعد كافية لتلبية احتياجات الشمول المالي بالمعدل المطلوب، خصوصًا مع التفاوت الجغرافي والاختلاف الكبير في مستويات الثقافة الرقمية داخل المحافظات.

وشددت عبد القادر على أن توفير خدمات مالية بجودة واحدة لكل المواطنين، سواء في القاهرة أو في أقصى الصعيد، بات هدفًا لا يمكن تحقيقه من خلال التوسع الفيزيائي وحده، الأمر الذي يجعل الذكاء الاصطناعي ضرورة حقيقية لما يوفره من قدرات في تصميم خدمات أذكى وأسهل وأكثر قدرة على حماية المستهلك.

فهم الذكاء الاصطناعي وتجاوز النظرة السطحية

ثم تحدث عاصم جلال، الشريك الإداري بشركة جلال وكراوي للاستشارات الإدارية، موضحًا أن الفهم السليم للذكاء الاصطناعي يتطلب تجاوز النظرة السطحية التي تختزل المجال في روبوتات المحادثة مثل ChatGPT. وأكد أن هذا التصور الشائع يحجب القدرات الحقيقية للذكاء الاصطناعي، موضحًا أن جوهره يتمثل في محاكاة الذكاء البشري عبر نماذج تعلم الآلة القادرة على التعلم من البيانات والتعامل مع مشكلات جديدة دون تدريب مباشر.

الرقمنة… بين رفع الكفاءة والتحول الحقيقي

وضرب جلال مثالًا بميزة التعرف على الوجه في الهواتف الذكية، التي تتعلم شكل الوجه تحت ظروف مختلفة وتتعرف عليه رغم التغيرات. كما ميّز بين الرقمنة والتحول الرقمي، مؤكدًا أن نقل الاستمارات الورقية إلى نماذج إلكترونية لا يعد تحولًا رقميًا، بينما التحول الحقيقي يعني إعادة تصميم رحلة العميل بالكامل لتقديم قيمة فعلية يلمسها المستخدم.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي داخل البنوك

وتناولت داليا سويلم، رئيسة الخدمات المصرفية الرقمية ببنك QNB مصر، الجانب العملي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي داخل البنوك. وأكدت أن دمج هذه التقنيات بات عاملًا حاسمًا في تسريع دورات العمل المصرفي وتحسين كفاءة الخدمات. وقالت إن تصميم المنتجات المصرفية الرقمية الحديثة يجب أن ينطلق من احتياجات العميل وليس من عمره أو خبرته البنكية، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادرًا على تحليل البيانات المالية بدقة وتقديم خدمات مخصصة لكل مستخدم، بما يعزز التجربة الإجمالية للعملاء ويدعم استدامة العمليات البنكية.

وأكدت سويلم أن تعزيز المشاركة المجتمعية هو ركيزة أساسية لجذب العملاء نحو الانضمام إلى النظام المصرفي، موضحة أن المرحلة المقبلة ستشهد اعتمادًا متزايدًا على حلول الذكاء الاصطناعي في إدارة المنتجات وتطوير تجربة المستخدم داخل المؤسسات المالية.

وفي مداخلة أخرى، قال محمد أبو النجا نجاتي، المستثمر ورائد الأعمال، إن مشهد الذكاء الاصطناعي عالميًا ينقسم إلى أربع طبقات تبدأ بدول المتفوقين مثل الولايات المتحدة والصين، وتنتهي بدول الجمهور التي تحتاج إلى تسريع قدراتها للحاق بالموجة. وشدد على أن الوصول الحقيقي للمستخدمين في مصر يعتمد على تعاون وثيق بين الجهات التنظيمية وشركات التكنولوجيا المالية والجهات المُمكّنة للذكاء الاصطناعي داخل البلاد.

البنية التحتية والتخزين المحلي للبيانات

وأشار نجاتي إلى أن اشتراط تخزين البيانات داخل الحدود المصرية يمثل تحديًا كبيرًا، إذ يتطلب بنية تحتية ضخمة ونماذج تشغيل تعتمد على وحدات معالجة الرسوميات لتدريب وتشغيل النماذج. وأكد أن الشراكات مع شركات مثل NVIDIA أصبحت ضرورية لتأسيس قدرات تقنية محلية قادرة على خدمة ملايين المستخدمين. واعتبر أن الهدف النهائي هو تمكين المستخدمين البسطاء من الحصول على خدمات مالية تضاهي الخدمات الموجهة لشرائح الـ Premier في البنوك.

دور الفينتك في الوصول إلى العملاء

وأوضح أن شركات التكنولوجيا المالية تمتلك قدرة أوسع على الوصول إلى شرائح كبيرة من العملاء مقارنة بالبنوك التقليدية، داعيًا إلى نموذج تتولى فيه البنوك دور الممكن بينما تقود شركات الفينتك رحلة العميل.

وفي ختام الجلسة، أكد رامي طه، نائب الرئيس التنفيذي للتجزئة المصرفية والصيرفة الرقمية ببنك الإسكندرية، أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا أساسيًا من حياة المصريين اليومية، سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوا. وقال إن الغالبية العظمى من الحضور رفعوا أيديهم عندما سألهم عن استخدامهم للذكاء الاصطناعي خلال الأربع والعشرين ساعة السابقة، وهو ما يعكس مدى تغلغل هذه التقنيات في تطبيقات الاستهلاك والخدمات البنكية والتعليمية.

التكامل بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية

وأشاد طه برؤية البنك المركزي التي جمعت البنوك والشركات المالية والتكنولوجية في منصة واحدة، مؤكدًا أن تكامل البنوك مع شركات التكنولوجيا المالية وشركات التكنولوجيا الكبرى يمثل السبيل نحو بناء قطاع مالي أكثر تطورًا واستدامة. وأوضح أن المرحلة المقبلة ستشهد ظهور نماذج أعمال جديدة بالكامل تعتمد على الذكاء الاصطناعي في فهم العملاء وتقديم خدمات مخصصة على نطاق واسع.

واتفق جميع المشاركين على أن الذكاء الاصطناعي أصبح المحرك الأكبر لتطوير القطاع المالي في مصر، وأن الجمع بين التكنولوجيا والابتكار ورؤية الدولة للتحول الرقمي سيقود إلى مرحلة انتقالية نحو نظام مالي أكثر شمولًا وكفاءة وقدرة على الوصول إلى كل مواطن دون استثناء

The short URL of the present article is: https://followict.news/1kvd