في مثل هذا اليوم، 14 نوفمبر من عام 2006، أقدمت شركة مايكروسوفت على خطوة جريئة بإطلاق مشغل الوسائط الرقمي الخاص بها، والذي أطلقت عليه اسم “زون” (Zune).
كان الهدف من هذا الإطلاق تحدي الهيمنة المطلقة لمشغل “آيبود” (iPod) من شركة أبل، وهدفت مايكروسوفت إلى أن يكون “زون” بديلا جذابا يقدم ميزات وخدمات جديدة للمستخدمين.
حظي إطلاق Zune باهتمام كبير من وسائل الإعلام والجمهور، حيث وصفه البعض بأنه “قاتل آيبود” نظراً للميزات التي يقدمها مثل الشاشة الكبيرة، وتصميمه الأنيق، وخدمة مشاركة الموسيقى (Zune Marketplace)، ومع ذلك، لم يدم هذا الزخم طويلا، فبعد أقل من خمس سنوات، أوقفت مايكروسوفت إنتاج “زون” بشكل كامل.
على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها مايكروسوفت، إلا أن “زون” فشل في تحقيق النجاح المتوقع منه، ويمكن تلخيص هذا الفشل في عدة أسباب، منها تأخر الدخول إلى السوق، حيث تأخرت مايكروسوفت في إطلاق مشغل الوسائط الرقمي الخاص بها، مما أتاح لشركة أبل فرصة ترسيخ مكانتها في السوق وبناء قاعدة عريضة من المستخدمين المخلصين.
يضاف إلى ذلك النظام الإيكولوجي المغلق لجهاز “زون”، ما يعني أن المستخدمين مقيدون بنظام التشغيل وخدمات مايكروسوفت، بينما كان “آيبود” جزءا من نظام إيكولوجي أوسع يشمل أجهزة كمبيوتر ماك وأجهزة آيفون.
أيضا، لم يكن هناك تنوع كبير في التطبيقات والخدمات المتاحة لـ “زون” مقارنة بجهاز آيبود، مما جعل الخيارات محدودة للمستخدمين، كما كانت حملات التسويق التي أطلقتها مايكروسوفت غير كافية للتنافس مع حملات التسويق الضخمة التي كانت تقوم بها أبل.
وشهدت صناعة التكنولوجيا تحولات كبيرة في تلك الفترة، حيث انتقل التركيز من أجهزة الموسيقى المحمولة إلى الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وهو ما لم تستطع مايكروسوفت التكيف معه بالسرعة الكافية.
يعتبر فشل مشغل الموسيقى Zune علامة فارقة في تاريخ مايكروسوفت، حيث أظهر عجز الشركة عن مواكبة التطورات السريعة في عالم التكنولوجيا، كما أبرز ضعفها في المنافسة مع الشركات التي تتمتع بمرونة أكبر وتركيز أكبر على المستخدم.