زي النهارده| ابتكار روبوت المحادثة «أليس بوت» وصناعة الألعاب تدخل مرحلة جديدة بإطلاق «وورلد أوف ووركرافت»
في مثل هذا اليوم، 23 نوفمبر من عام 1944، شهدت مدينة الله آباد في الهند ميلاد أبهاي بوشان، الذي سيصبح لاحقًا أحد أعمدة الثورة الرقمية العالمية، وقد ارتبط اسم بوشان، المهندس الكهربائي وخريج المعهد الهندي للتكنولوجيا – كانبور، ثم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، بإنجازات شكلت البنية التحتية الأساسية للإنترنت.
وضع بوشان، أثناء دراسته في MIT، الأسس التقنية لبروتوكول نقل الملفات (FTP)، الذي مكّن لأول مرة من تبادل الملفات بين الحواسيب عبر الشبكات، وظل هذا البروتوكول حجر الزاوية في عمليات نقل البيانات لعقود، ولا يزال مستخدمًا حتى اليوم.
كما شارك بوشان في صياغة النماذج الأولى لبنية TCP/IP، التي أصبحت العمود الفقري للاتصال عبر الإنترنت، ووفرت الأساس لتكامل الشبكات العالمية.
إلى جانب بروتوكول نقل الملفات (FTP)، ساهم بوشان في تطوير المعايير الأولى للبريد الإلكتروني، مما أتاح التواصل الرقمي قبل أن يصبح البريد الإلكتروني أداة يومية، وشغل مناصب بارزة منها رئاسة مؤسسة IIT-Kanpur، وكان أمينًا لمنظمة (Indians for Collective Action)، كما تولى رئاسة شركة “أسكوير” (Asquare Inc.)، جامعًا بين الابتكار التقني والعمل المجتمعي.
في عام 2023، تم إدراج اسم أبهاي بوشان في قاعة مشاهير الإنترنت (Internet Hall of Fame)، اعترافًا بدوره الريادي في بناء شبكة المعلومات العالمية.
وفي 23 نوفمبر من عام 1995، سجّل التاريخ خطوة فارقة في مسيرة الذكاء الاصطناعي، حين ابتكر الباحث الأمريكي ريتشارد والاس برنامج A.L.I.C.E، المعروف باسم “أليس بوت” (Alicebot)، وقد كان هذا البرنامج من أوائل المحاولات الجادة لتطوير روبوت محادثة قادر على التفاعل مع البشر باستخدام معالجة اللغة الطبيعية.
بدأ والاس، الحاصل على الدكتوراه في علوم الحاسوب من جامعة كارنيجي ميلون، تطوير A.L.I.C.E في عام 1995، مستلهمًا من برنامج ELIZA الكلاسيكي الذي ظهر في الستينيات.
واعتمد “أليس بوت” على لغة AIML، وهي لغة مفتوحة المصدر صُممت خصيصًا لبناء شخصيات افتراضية قادرة على المحادثة عبر قواعد استجابة نصية، وفاز البرنامج بجائزة Loebner Prize ثلاث مرات (أعوام 2000 و2001 و2004)، وهي جائزة تمنح لأكثر البرامج قدرة على محاكاة الحوار البشري.
ورغم أن “أليس بوت” (Alicebot) لم ينجح في اجتياز اختبار تورينج بشكل كامل، إلا أنه شكّل أساسًا لتطوير العديد من أنظمة المحادثة الحديثة، وأسهم في ترسيخ فكرة “المساعد الافتراضي” التي أصبحت اليوم جزءًا من حياتنا اليومية، وقد ساهم أكثر من 500 متطوع حول العالم في تطوير البرنامج، مما جعله نموذجًا رائدًا للتعاون العالمي في مجال البرمجيات الحرة.
وفي 23 نوفمبر من عام 2004، دخلت صناعة الألعاب مرحلة جديدة مع إصدار لعبة “وورلد أوف ووركرافت” (World of Warcraft) من تطوير ونشر شركة “بليزارد” (Blizzard Entertainment)، وسرعان ما تحولت اللعبة، التي صدرت احتفالًا بالذكرى العاشرة لسلسلة “ووركرافت” (Warcraft)، إلى ظاهرة عالمية غيرت مفهوم اللعب الجماعي عبر الإنترنت.
وصدرت اللعبة في أمريكا الشمالية وأستراليا يوم 23 نوفمبر 2004، ثم تبعتها أوروبا في فبراير 2005، لتتوسع لاحقًا إلى آسيا ومختلف أنحاء العالم.
وتنتمي لعبة WoW إلى فئة ألعاب تقمص الأدوار متعددة اللاعبين عبر الإنترنت (MMORPG)، حيث يعيش اللاعبون في عالم افتراضي مفتوح يسمى Azeroth، ويتفاعلون مع بعضهم البعض في مغامرات ومعارك واستكشافات لا تنتهي.
خلال سنوات قليلة، تجاوز عدد اللاعبين عشرة ملايين مشترك، لتصبح اللعبة الأكثر شعبية في تاريخ هذا النوع، وتحقق أرباحًا بمليارات الدولارات، فقد قدمت WoW تجربة لعب غير مسبوقة، بفضل عالمها الغني بالتفاصيل، ومهماتها المتنوعة، ونظامها الاجتماعي الذي سمح بتشكيل النقابات والتحالفات بين اللاعبين، كما أطلقت “بليزارد” لاحقًا سلسلة من التوسعات مما حافظ على حيوية اللعبة وجذب أجيالًا جديدة من اللاعبين.
