في مثل هذا اليوم، 27 يناير من عام 2010، أطلقت شركة أبل جهازها اللوحي الثوري “آيباد” iPad، في حدث تاريخي غيّر وجه صناعة التكنولوجيا وأعاد تعريف مفهوم الحوسبة المحمولة.
يمثل الإعلان عن جهاز آيباد اللوحي بمثابة لحظة فارقة ليس فقط لشركة أبل، ولكن أيضًا لسوق الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية بشكل عام.
قبل إطلاق آيباد، كانت سوق الأجهزة الإلكترونية تهيمن عليها أجهزة الكمبيوتر الشخصية (PC) والهواتف الذكية، ومع ذلك، كان هناك فراغ في السوق بالنسبة لجهاز يجمع بين إمكانيات الكمبيوتر المحمول وسهولة استخدام الهاتف الذكي، ومن هنا جاءت فكرة آيباد، التي كانت تُعتبر بمثابة حلقة وصل بين الهاتف الذكي (آيفون) والكمبيوتر المحمول (ماك بوك).
وكشف ستيف جوبز، الرئيس التنفيذي لشركة أبل في ذلك الوقت، عن جهاز آيباد خلال مؤتمر صحفي في سان فرانسيسكو، ووصف الجهاز بأنه “جهاز سحري” يمكنه تغيير طريقة تفاعل الناس مع التكنولوجيا.
جاء آيباد بشاشة تعمل باللمس مقاس 9.7 بوصة، وواجهة مستخدم بسيطة تعتمد على نظام iOS، وقدرات متعددة مثل تصفح الإنترنت، ومشاهدة الفيديوهات، والقراءة الإلكترونية، وتشغيل التطبيقات.
على الرغم من أن بعض النقاد شككوا في ضرورة وجود جهاز مثل آيباد، إلا أن الإقبال الجماهيري كان كبيرًا، وتم بيع أكثر من 300 ألف جهاز في اليوم الأول من طرحه، وأكثر من مليون جهاز في غضون 28 يومًا فقط، وسرعان ما أصبح آيباد رمزًا للابتكار والأناقة التكنولوجية.
أحدث آيباد ثورة في سوق الأجهزة اللوحية، وأجبر الشركات المنافسة مثل سامسونج ومايكروسوفت على تطوير أجهزة لوحية خاصة بها، كما أدى نجاح آيباد إلى تسريع انتقال الصناعة من أجهزة الكمبيوتر الشخصية التقليدية إلى الأجهزة المتنقلة، مما أدى إلى تراجع مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية على المدى الطويل.
حتى يومنا هذا، لا يزال آيباد يُعتبر المعيار الذهبي للأجهزة اللوحية، وقامت أبل بتطوير عدة إصدارات من الجهاز، بما في ذلك iPad Pro وiPad Air وiPad Mini، مما وسع نطاق استخداماته من الاستخدام الشخصي إلى الاستخدامات المهنية في مجالات مثل التصميم والتعليم والطب.
وفي مثل هذا اليوم، 27 يناير من عام 1994، اتخذ جيم كلارك، المؤسس المشارك لشركة “سيليكون جرافيكس” Silicon Graphics Inc. (SGI)، خطوة جريئة بمغادرته الشركة التي ساعد في تأسيسها لبدء مشروع جديد أطلق عليه اسم “موزايك للاتصالات” Mosaic Communications.
كانت هذه الخطوة نقطة تحول في تاريخ التكنولوجيا، حيث أدت في النهاية إلى تأسيس شركة “نتسكيب للاتصالات” Netscape Communications Corporation، التي لعبت دورًا محوريًا في نشر شبكة الويب العالمية وتغيير طريقة تفاعل الناس مع الإنترنت.
وجيم كلارك هو رائد في مجال التكنولوجيا، كان قد أسس شركة “سيليكون جرافيكس” في الثمانينيات، والتي أصبحت معروفة بتقنياتها المتطورة في مجال الرسومات الحاسوبية.
مع ذلك، وبحلول أوائل التسعينيات، بدأ كلارك يبحث عن تحديات جديدة، وفي ذلك الوقت، كانت شبكة الويب العالمية في مراحلها الأولى، وكانت تُعتبر تقنية واعدة لكنها لم تكن منتشرة على نطاق واسع بعد.
بعد مغادرته سيليكون جرافيكس، قرر كلارك الاستثمار في فكرة جديدة تتمحور حول تطوير متصفح ويب سهل الاستخدام وقوي، وقد قام بالتواصل مع مارك أندريسن، الذي كان أحد المطورين الرئيسيين لبرنامج Mosaic، وهو أول متصفح ويب رسومي ناجح تم تطويره في المركز الوطني لتطبيقات الحوسبة الفائقة (NCSA) بجامعة إلينوي، ووافق أندريسن على الانضمام إلى كلارك، وتم تأسيس Mosaic Communications في أبريل 1994.
وبسبب نزاع حول حقوق استخدام اسم “Mosaic”، تم تغيير اسم الشركة لاحقًا إلى Netscape Communications Corporation، وقام الفريق بتطوير متصفح جديد أطلقوا عليه اسم Netscape Navigator، والذي سرعان ما أصبح المتصفح الأكثر شعبية في العالم بفضل سرعته وسهولة استخدامه.
في أكتوبر 1994، أطلقت “نتسكيب” Netscape الإصدار الأول من Netscape Navigator، الذي تم توزيعه مجانًا للأفراد والاستخدام غير التجاري.
كان هذا القرار استراتيجيًا، حيث ساعد في جذب ملايين المستخدمين وجعل المتصفح الأداة الرئيسية للوصول إلى الإنترنت، وبحلول منتصف التسعينيات، كان Netscape Navigator يسيطر على أكثر من 70% من سوق المتصفحات.
ساعدت نتسكيب في تسريع انتشار شبكة الويب العالمية من خلال جعل الإنترنت أكثر سهولة وملاءمة للجمهور العام، كما أدت نجاحات الشركة إلى زيادة الاهتمام التجاري بالإنترنت، مما فتح الباب أمام ثورة “دوت كوم” في أواخر التسعينيات.
على الرغم من أن نتسكيب واجهت لاحقًا منافسة شرسة من مايكروسوفت مع متصفح “إنترنت إكسبلورر” Internet Explorer، إلا أن إرثها لا يزال قائمًا، وقد تم إصدار شفرة Netscape Navigator كمصدر مفتوح في عام 1998، مما أدى إلى ولادة مشروع “موزيلا” Mozilla، الذي طور لاحقًا متصفح “فايرفوكس” Firefox. بالإضافة إلى ذلك، ساعدت Netscape في تأسيس العديد من المعايير والتقنيات التي لا تزال تستخدم في تطوير الويب حتى اليوم.