تخطو مصر خطوات واسعة وبارزة في تبني التقنيات الرقمية وتعزيز الاقتصاد الرقمي، وأطلقت الحكومة العديد من المبادرات لتعزيز التعليم الرقمي وبرامج التدريب، من أجل محو الأمية التكنولوجية، وزيادة الوعي والمشاركة في الاقتصاد الرقمي.
وتماشيا مع أهداف التحول الرقمي في مصر، تحتضن الجمهورية الجديدة أبرز الشركات العالمية التي تعمل بنشاط في تطوير المشهد الرقمي، كما تسعى لتوفير الظروف الملائمة لتوطين صناعة التكنولوجيا على أرضها.
وتعد كانون واحدة من أبرز الشركات العالمية العاملة في السوق المصرية، وهي تولي مصر أهمية كبيرة، ليس فقط كونها واحدة من أكبر الاقتصادات في المنطقة، ولكنها تبشر بفرص نمو واعدة للغاية، مدعومة بموقعها الجغرافي الاستراتيجي، والقوة الشرائية لقاعدتها الاستهلاكية الكبيرة.
انطلاقا من أهمية السوق المصرية لدى شركة كانون العالمية، أعلنت كانون مؤخرا عن إطلاق مركز اتصالها في مصر، وهو المركز الأول من نوعه لـ “كانون” في وسط وشمال أفريقيا.
بهذه المناسبة، التقت بوابة الاقتصاد الرقمي FollowICT سوميش أدوكيا، مدير عام كانون وسط وشمال أفريقيا، فكان هذا الحوار.
لماذا سعت كانون إلى إطلاق مركز اتصالها في مصر، وهو الأول من نوعه في وسط وشمال أفريقيا؟
تحظى مصر بأهمية كبيرة لدى شركة كانون العالمية، وهي أهم أسواق كانون في وسط وشمال أفريقيا، وترى كانون تحولا إيجابيا لمصر كمركز أعمال إقليمي وبوابة للقارة الأفريقية، خاصة مع توقعات تحقيقها لمعدل نمو اقتصادي مثير للإعجاب بنسبة 6% تقريبا لحلول عام 2025/2026، بحسب أحدث تقارير صندوق النقد الدولي.
ولقد وجدت كانون أن الوقت أصبح مناسبا لإطلاق أول مركز اتصال لها في مصر، تحقيقا لاستراتيجيتها في أن تكون دائما أقرب إلى العملاء، وسوف يتولى المركز تعزيز وتحسين العلاقات مع عملاء كانون وشركائها، ويسهل الوصول إلى كافة المعلومات المتعلقة بعلامة كانون التجارية ومنتجاتها وخدماتها وقنواتها.
وإلى جانب الارتقاء بتجربة العملاء، وتلبية مطالبهم، سيقدم مركز اتصال كانون حلولا سريعة وردودا خبيرة على استفساراتهم باللغتين العربية والإنجليزية، وسيساهم في خلق فرص عمل، ليرسخ مكانة كانون كشركة رائدة في مجال الحلول التي تركز على العملاء، علاوة على أننا ننظر لمصر كنقطة انطلاق لباقي القارة الأفريقية.
ما رؤية كانون للتحول الرقمي الحالي في مصر، وهل يفي السوق المصري باحتياجات كانون من الكوادر البشرية المؤهلة؟
تعتبر كانون نفسها واحدة من أهم شركاء التحول الرقمي في مصر، فنحن نساهم بنشاط في تطوير المشهد الرقمي سنويا، عالميا وليس في مصر فقط، عبر استثمار 8% تقريبا من عائداتنا في البحث والتطوير، كما نعد الشركة المصنعة الأكثر إبداعا لأكثر من 37 عاما، وفقا لبراءات الاختراع المسجلة في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد سجلت كانون 2694 براءة اختراع في عام 2022.
ومن خلال باقة خدمات وحلول ومنتجات كانون المتنوعة، سواء الموجهة للشركات ومجتمع الأعمال B2B أو المستهلكين B2C، فإننا ندعم ونعزز توجه مصر نحو تبني الحلول الرقمية وتعزيز الاقتصاد الرقمي، ونلتزم بتطوير وإطلاق منتجات رائدة، مع التركيز على الممارسات المستدامة من خلال تصنيع منتجات قابلة للتدوير، وتطوير أجهزة مجددة ومعاد تصنيعها لإطالة عمرها الافتراضي.
وبخصوص الكوادر البشرية المؤهلة بالسوق المصري، فإن افتتاح مركز اتصال كانون في مصر لم يكن لينجح لولا وجود كوادر مؤهلة من بين المصريين، سواء على المستوى التقني والفني أو مستوى اللغة أو مستوى الخبرة في التعامل مع العملاء.
ما أهم ملامح شراكة كانون مع الحكومة المصرية حاليا لتقديم حلولها ومنتجاتها بالسوق المصرية؟
نحن نتابع عن كثب رؤية مصر لعام 2030، ونحرص على المشاركة في تنفيذ رؤيتها للتحول بكافة القطاعات رقميا، وخلال الفترة الماضية لاحظنا اهتماما بتطوير قطاع الرعاية الصحية في مصر، وقد تواصلنا بالفعل مع الجهات المؤثرة والمعنية، وعلى رأسها وزارة الصحة، وحرصنا على المشاركة في مناقصات رسمية لتقديم خدمات وحلول ومنتجات كانون لتطوير هذا القطاع.
ومع ذلك، تعتبر كانون هذه المشاركة خطوة في رحلة طويلة يجب أن تستمر خلال الفترة القادمة للمشاركة بحظ أكبر في تنفيذ رؤية الحكومة للتطوير والرقمنة.
أي القطاعات تركز عليها كانون من بين منتجاتها وحلولها المتعددة؟
قطاع الكاميرات هو الأول بالنسبة إلى كانون، لكننا مع ذلك شهدنا نمو أعمالنا بنحو 4 أضعاف تقريبا في قطاع الطابعات وآلات التصوير، وفي المجمل، يمكن أن نؤكد أن كانون تهتم بأي منتج يحمل علامتها التجارية على حد سواء.
هناك اهتمام عالمي بضرورة خفض الانبعاثات الكربونية والحفاظ على البيئة، كيف تشارك كانون في تنفيذ هذا التوجه؟
كانون هي جزء من المجتمع العالمي المهتم بالحفاظ على البيئة وتخفيض غازات الاحتباس الحراري، لذلك أطلقنا قطاعا متخصصا في الاستدامة في مراكزنا بلندن ودبي، ومنتجاتنا تتميز بتوفيرها الكبير في استهلاك الكهرباء دون التأثير على كفاءة تشغيلها.
ونركز في كانون على الممارسات المستدامة، من خلال تصنيع منتجات قابلة للتدوير، وتطوير أجهزة مجددة ومعاد تصنيعها لإطالة عمرها الافتراضي، كما أننا ملتزمون بتقليل استخدام البلاستيك لمرة واحدة في مواد تغليف المنتجات، ما يساهم في الاستدامة البيئية.
وفي المستقبل القريب، ولأول مرة بين الشركات المتخصصة في صناعة الطابعات، تقترب كانون من الوصول إلى وسيلة آمنة بيئيا للتخلص من “خراطيش الحبر” (Toner) المستهلكة والقديمة.
بالحديث عن الرقمنة، يتجه العالم إلى الاستغناء عن الورق والتحول رقميا، كيف تتعامل كانون مع ذلك التوجه بصفتها واحدة من أكبر مصنعي الطابعات؟
هناك توجه عالمي بالفعل للتحول رقميا والاستغناء عن الورق، لكن لا يزال هناك قطاعات وعمليات لا يمكن الاستغناء فيها عن الورق نهائيا، ومع ذلك، تستعد كانون جيدا لكل تطور يخدم الاستدامة، وتشارك بفاعلية فيه، ويضمن تعدد منتجات كانون، من الكاميرات والطابعات المنزلية والمكتبية وآلات التصوير، ثبات أقدامها في الأسواق التي تعمل بها.
بالنسبة للسوق المصرية، ما مدى تأثر كانون ببعض الاضطرابات في أسعار العملة المحلية ونسب التضخم؟
نحن نعمل في السوق المصرية من خلال شبكة من الوكلاء والموزعين، وتعتمد استراتيجية كانون على التواصل الدائم معهم لتقييم أحوال السوق والتعامل مع متغيراته، وعبر هذا التواصل الفعال والعمل المنظم، يمكننا المرور من بين الأزمات الطارئة، وتنفيذ مناورات ناجحة لتقليل تأثيرها علينا، والدليل هو مركز كانون الجيد للغاية في السوق المصرية مقارنة بجميع المنافسين، على الرغم من الظروف الاقتصادية التي يعانيها السوق.