في الحلقة الأولى من سلسلة (كيف تتوصل لفكرة مشروع ريادي؟) تحدثنا عن كيفية تحديد المشكلة التي من خلالها يمكن أن تجد لها حلا بمشروعك الجديد وشركتك، وفي الحلقة الثانية سوف نستعرض بالخطوات كيف تحصل على فكرة لمشروعك؟
إليك طريقة مبسطة لاستكشاف مشكلة يمكن من خلالها تحديد فكرة مشروعك:
• أولاً: تحدد الشريحة المستهدفة التي تحسب أنك قادر على الوصول لها وحل مشكلتها.
• ثانياً: تبدأ في التحدث معهم وتحاول أن تفهم مشاكلهم اليومية وتحديد أولوياتهم.
• ثالثاً: تبدأ في بحث كل المخرجات من كل اللقاءات والاستجوابات التي جمعتها من هذه الشريحة وتقللها إلى مشكلة واحدة أو اثنين على الأكثر.
• رابعاً: تذهب مرة أخرى إلى الشريحة المستهدفة وتتأكد أنك فهمت المشكلة بطريقة صحيحة وأنك إذا ساعدتهم في إيجاد حلها فهم على استعداد لتجربة الحل الذي تقدمه لهم.
• خامساً: ابحث في الحلول واستخرج حل أو اثنين، في اعتقادك أنه سيكون مناسب للشريحة المستهدفة، بلور الأفكار واجعل الحل مناسب وسهل في الفهم والاستخدام وبدون معوقات، وهنا ليس من الضرورة أن يكون الحل يكمن في التكنولوجيا لكن هناك بعض الحلول تكون أسهل وأقرب للعميل وبدون استخدام تكنولوجيا أو حتى استخدامها في أقل الحدود.
• سادساً: ارجع للشريحة المستهدفة وتأكد منهم أنهم يتقبلون هذا الحل لمشكلتهم وأنهم سيجربونه معك.
من هنا أنت قد بدأت فعلاً بوجود فكرة مشروع قائمة على دراسة مستفيضة مع الشريحة المستهدفة وقائمة على مشكلة يعانون منها بالفعل وأنت متأكد أنهم سيهتمون بمشروعك ويجربونه معك وقت انطلاقك.
هذه الخطوات هي ما نسميه بالمعلومة الموثقة (Validated Learning) حيث قمنا فقط بتحديد الشريحة المستهدفة، ثم باقي الخطوات كانت عبارة عن تعلم وتوثيق Validation لكل المعلومات من العميل نفسه وهذه من أهم الخطوات لضمان أفضل نسبة نجاح لفكرة مشروعك، حيث أن أكبر نسب فشل المشاريع في العالم أن المشروع يكون يقدم خدمة أو منتج لا أحد يحتاجه ومن ثم لا أحد يهتم به عند نزوله الأسواق، لكن في هذه الحالة نحن قمنا بالدراسة الوافية وعرفنا أن المشكلة قائمة وموجودة والحل المقدم تم تقبله مبدأياً من الشريحة المستهدفة.
إذا حدث أي خلل في الطريقة السابقة فقد تكون الأسباب أن الشريحة المستهدفة من العملاء ليسوا هم من يجب أن تخدمهم، قد يكون تغيير الشريحة المستهدفة تماماً أحد الحلول الجذرية وبذلك نعيد الكرة من أولها، الأهم أن تسير على هدى المعلومات التي تم الحصول عليها من العملاء.
قد يكون أيضاً من أحد الحلول هو تغيير ليس جذريا في الشريحة المستهدفة، لكن تصغيرها قليلا وتحديدها بمحددات أكثر تتناسب مع طبيعة المشاكل التي تم دراستها ومدى مناسبة الحلول المقترحة لهم، أم العكس صحيح من خلال توسيع الشريحة المستهدفة لتشمل فئات أخرى تبين من عملية الـvalidated learning أنهم يتشاركون في نفس المشكلة ويرون الحلول المطروحة مناسبة لهم.
أيضاً قد يكون الخلل راجع لعدة أسباب أخرى ألا وهي عدم فهم المشاكل بطريقة مظبوطة، أو عدم تقبل العملاء للحلول المقدمة، أو غيرها من الأسباب الأخرى من أهم أسباب هذه المشاكل هي سؤال العملاء بطريقة مباشرة وفيها تلميح صريح بالإجابة المراد الوصول إليها وهذه من المشاكل المشهورة التي يجب تلافيها عن طريق أخذ رأي خبراء الاستبيانات وطريقة تحليلها أو الدراسة السريعة لكيفية عمل استبيان أو عمل أسئلة لعملاء Customer Interviews بطريقة ناجحة وفعالة.
من هنا يجب أن نهتم بهذه المصطلحات والمفاهيم الأساسية:
– دائماً ابحث عن المشكلة أولاً ثم ابحث عن حلها.
– يجب أن تدرس جيداً الحلول والبدائل ولا تندفع وراء شغفك لعمل حل أو مشروع معين بسبب علمك به أو خبرتك فيه أكثر.
– تذكر أن المشروع لا يقوم فقط على فكرة أو منتج أو خدمة رائعة، كل هذا جزء صغير من الشركة الريادية الجزء الأهم هو كيفية إدارة هذا المشروع من ناحية الـ Business.
– المعلومة الموثقة Validated Learning.
– دائماً تحدث مع الشريحة المستهدفة ولا تقرر بنفسك، دع عميلك يقرر ماذا يريد Talk to your customers.
– دائماً اخرج من مكان العمل واسأل العملاء عن كل صغيرة وكبيرة، هم من سيشترون منك منتجك أو خدمتك وبالتالي عليك أن تعرف ما يريدون وما لا يريدون.
– أول خطوة بعد ذلك هو بداية أصغر نموذج عملي للمشروع Minimum Viable Product (MVP) وهو ما سنتحدث عنه في المقال القادم.
تحليل بكتبه: حاتم الشماع
خبير ريادة الأعمال ومؤسس Lean startup circle