اتفق العديد من المحللين والوكالات على أن العلامة التجارية لشركة “تويتر” تلقت بالفعل ضربة موجعة منذ استحواذ “إيلون ماسك” عليها نهاية أكتوبر الماضي، وآخر تلك الضربات التي قد تعصف بالشركة وتؤدي إلى خسائر بمليارات الدولارات في قيمة العلامة التجارية هو إعلان تغيير الإسم التجاري وشكل منصة تويتر إلى X.
ونقلت “بلومبرج”، عن محللين ووكالات مختصة في العلامات التجارية، أن هذه الخطوة محت ما يتراوح بين 4 و20 مليار دولار من قيمة العلامة التجارية للشركة.
قال ستيف سوسي،مدير اتصالات العلامات التجارية في شركة Siegel & Gale، إن الأمر استغرق أكثر من 15 عاماً لبناء هذا القدر الهائل من الملكية في جميع أنحاء العالم، ومن ثم فإن خسارة الاسم التجاري لتويتر يمثل ضربة مالية موجعة للشركة.
ووصف محللون ووكالات علامات تجارية إعادة تسمية المنتج بأنه “خطأ فادح”، إذ قال مؤسس وكالة Fazer للعلامات التجارية تود إيروين إن “تويتر” إحدى أشهر العلامات التجارية في مجال وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت “بلومبرج” إلى أن العديد من شركات التكنولوجيا الأخرى أعادت تسمية نفسها في السنوات الأخيرة، فتحولت Google إلى Alphabet للسماح للشركات المختلفة بداخلها بأن تكبر من دون أن تكون مرتبطة بالبحث. كما تحولت فيسبوك إلى ميتا للتأكيد على التزام الشركة بخاصية الميتافيرس، لكن في جميع الأحوال ظل اسم المنتج كما هو.
وأكدت شركة Brand Finance الاستشارية لتقييم العلامات التجارية، أن العلامات التجارية تساوي الكثير، إذ أن قيمة تويتر تقدر بنحو 4 مليارات دولار، فيما تقدر فيسبوك بنحو 59 مليار دولار وإنستجرام بنحو 47.4 مليار دولار.
كما تقدر جامعة فاندربيت قيمة العلامة التجارية لموقع تويتر بـ15 مليار إلى 20 مليار دولار، ما يماثل تقديرها للعلامة التجارية لتطبيق “سناب شات”.
وتقدر brand Finance أن العلامة التجارية لـ”تويتر” خسرت 32% من قيمتها منذ العام الماضي، ومع تغير تصور العلامة التجارية، لاذ المعلنون بالفرار، متخوفين من إثارة ماسك للجدل واحتضانه للمغردين الذين انتهكوا قواعد المحتوى.
وقالت المحللة في شركة Insider Intelligence، ياسمين إنبيرج، لـ”بلومبرج” إن العلامة التجارية للمنصة “متداخلة بدرجة كبيرة مع الاسم التجاري الشخصي لماسك، سواء مع أو بدون الاسم X، وإن الكثير من أسهم العلامة التجارية الراسخة لتويتر تراجعت كثيراً بالفعل في أوساط المستخدمين والمعلنين.
فيما قال ألين آدامسون، المؤسس المشارك في مجموعة Metaforce للتسويق واستشارات العلامات التجارية للوكالة، إن ما حدث “غير منطقي إطلاقاً من وجهة نظر الأعمال التجارية والعلامات التجارية”، مضيفاً: “بالنسبة لي، سيسجل التاريخ تراجع العلامة التجارية كأحد أسرع عمليات تفكيك الشركات والأسماء التجارية على الإطلاق.
وحذرت “بلومبرج” من وجود خطر على أهداف ماسك المستقبلية، مشيرة إلى أن إدخال الخدمات المصرفية والمدفوعات في التطبيق سيتطلب ثقة العميل، ما يصعب تحقيقه من خلال منتج يحمل علامة تجارية جديدة تماماً”.
وأعلن ماسك، الذي تراجعت قيمة شركته بدرجة كبيرة بالفعل منذ شرائه لها مقابل 44 مليار دولار في أكتوبر الماضي، عن هذا التحول مساء السبت، وظهر، صباح الاثنين، شعار أسود جديد على شكل X، صممه أحد المعجبين خلال عطلة نهاية الأسبوع.