كشفت تقارير إعلامية عالمية، إن الموظفين السابقين في “تويتر – إفريقيا” الذين تم تسريحهم كجزء من إجراء عالمي لخفض التكاليف بعد استحواذ إيلون ماسك على الشركة في أكتوبر الماضي مقابل 44 مليار دولار، لم يتلقوا أي تعويضات نهاية الخدمة لأكثر من 7 أشهر منذ ترك وظائفهم في الشركة.
وفي نهاية مايو الماضي، وافق الموظفون السابقون في “تويتر إفريقيا”، المقيمين في العاصمة الغانية أكرا، على عرض شركة تويتر بدفع تعويضات نهاية الخدمة لمدة ثلاثة أشهر، وتكلفة إعادة الموظفين الأجانب إلى الوطن والنفقات القانونية المتكبدة أثناء المفاوضات مع الشركة، ووافق الموظفين على العرض إلا إنهم لم يتلقو الأموال المتفق عليها أو أي اتصالات أخرى.
وقال موظف سابق في “تويتر إفريقيا” لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، إن إدارة شركة تويتر خدعت الموظفين بشكل غير مبرر على الرغم من قيامها بدفع مبالغ شبيهة لموظفين قامت بالاستغناء عنهم في مناطق أخرى في العالم ضمن خطتها لتسريح عدد كبير من الموظفين.
وأشار إلى أن موظفي وحدة تويتر بإفريقيا، ما زالوا في وضع صعب على الرغم من موافقتهم في النهاية على شروط تفاوضية محددة.
وقال موظفون سابقون في “تويتر إفريقيا”، إنهم وافقوا على مضض على حزمة إنهاء الخدمة بدون مزايا، على الرغم من أنها كانت أقل مما حصل عليه الزملاء في أماكن أخرى.
تابعوا “لم يكن تويتر متجاوبًا حتى اتفقنا على الأشهر الثلاثة لأننا كنا جميعًا مرهقين للغاية وتعبنا من حالة عدم اليقين، ومترددون في تحمل الأعباء الإضافية لقضية المحكمة، لذلك شعرنا أنه ليس أمامنا خيار سوى التسوية .
وتحدث الموظفون السابقون إلى شبكة سي إن إن بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم قالوا إنه طُلب منهم التوقيع على اتفاقيات عدم إفشاء كجزء من شروط الخروج الخاصة بهم.
ووفقًا لكارلا أوليمبيو، المحامية التي تمثل الموظفين السابقين في “تويتر إفريقيا”، فإن آخر اتصال من إدارة شركة تويتر أو محاميها كان في مايو الماضي ، بعد وقت قصير من الاتفاق على التسوية، ومن غير المؤكد ما إذا كان بإمكان السلطات الغانية إجبار تويتر على الامتثال للتسوية.
وأشارت إلى أنه تم تسريح عشرات من أعضاء الفريق أو نحو ذلك بعد 4 أيام فقط من افتتاح الشبكة الاجتماعية مكتبًا فعليًا في “أكرا” في نوفمبر الماضي، وقال بعضهم إنهم انتقلوا إلى غانا من دول أفريقية أخرى، واعتمدوا على وظائفهم في تويتر لدعم وضعهم القانوني في البلاد.
تابعت لكارلا أوليمبيو، لسوء الحظ ، يبدو أنه بعد تنفيذ عمليات الإنهاء الوظيفي من جانب “تويتر” بشكل غير أخلاقي في انتهاك لوعودهم وقوانين غانا، مما أدى إلى تأخير عملية التفاوض لأكثر من نصف عام ، والآن بعد أن وصلنا إلى نقطة التسوية تقريبًا ، كان هناك صمت تام منهم لعدة أسابيع ،
ويواجه تويتر وإيلون ماسك دعاوى قضائية متعددة، حيث يزعم المدعون أن الشركة فشلت في دفع تعويضات للموظفين السابقين.
وفي الأسبوع الماضي، رفع موظف أمريكي سابق دعوى قضائية جماعية مقترحة مدعيا أن شركة تويتر لم تدفع المبلغ الكامل لمزايا إنهاء الخدمة التي وعدت بها في نوفمبر الماضي قبل التسريح الجماعي للعمال.
وقال المدعي إن تويتر، وعد كبار الموظفين بإنهاء ستة أشهر من الراتب الأساسي بالإضافة إلى أسبوع واحد عن كل سنة من الخدمة ، بالإضافة إلى مزايا أخرى، وبدلا من ذلك قال المدعي إنهم حصلوا على إجمالي ثلاثة أشهر من الراتب وفقا للدعوى.
وفي أبريل الماضي، قال إيلون ماسك لبي بي سي، إنه تم تسريح أكثر من 6000 شخص منذ أن أكمل استحواذه على الشركة في أواخر أكتوبر.
وأكدت لكارلا أوليمبيو، أنها تعمل حاليا مع المتضررين على استكشاف خيارات فيما يتعلق بأسباب اتخاذ إجراء ضد تويتر في مختلف الولايات القضائية بما في ذلك غانا.
وفي أحدث تصريحاته أقر إيلون ماسك، مالك تويتر، بأن المنصة تعاني أزمة حقيقية، فما زال التدفق النقدي سلبيا بسبب انخفاض عائدات الإعلانات بما يقرب من 50% فضلا عن عبء الديون الثقيل، وهو ما لم يرق إلى مستوى توقعاته في مارس، على حد قوله.
وتوقع ماسك، بأن المنصة قد تصل إلى تدفق نقدي إيجابي بحلول يونيو. إذ قال في تغريدة على تويتر: “نحتاج إلى الوصول لتدفق نقدي إيجابي قبل أن نحظى برفاهية أي شيء آخر”.
وتشير تصريحات الملياردير الأمريكي، إلى أن إجراءات خفض التكاليف الصارمة منذ استحواذه على تويتر في أكتوبر لم تكن كافية وحدها لتحويل التدفق النقدي للمنطقة الإيجابية، كما أنها تشير إلى أن عائدات إعلانات تويتر ربما لم تتعافى بالسرعة التي تحدث عنها ماسك فيما سبق عندما قال إن معظم المعلنين عادوا إلى الموقع.
وبعد تسريح آلاف الموظفين وخفض فواتير الخدمات السحابية، قال ماسك إن الشركة قلصت مصروفاتها غير المتعلقة بالديون إلى 1.5 مليار دولار من 4.5 مليار دولار كانت متوقعة في عام 2023. ويتعين على تويتر أيضا سداد مدفوعات فوائد سنوية تبلغ نحو 1.5 مليار دولار.
ولم تتضح المدة الزمنية التي أشار ماسك لانخفاض عائدات الإعلانات فيها بنسبة 50%. وقال ماسك إن موقع تويتر يتجه لتحقيق إيرادات بقيمة ثلاثة مليارات دولار في عام 2023، انخفاضا من 5.1 مليار دولار في عام 2021.
ووُجهت انتقادات لتويتر تتهم المنصة بالتراخي في الإشراف على المحتوى، وهو ما تلاه انسحاب عدد كبير من المعلنين خشية ظهور إعلاناتهم بجانب محتوى غير لائق.
من جانب أخر ، استطاع تطبيق “ثريدز” المملوك لشركة ميتا تحقيق نجاحا ساحقا خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تجاوز 100 مليون، وتشير البيانات الجديدة إلى أن التطبيق قد حقق بالفعل خُمس قاعدة المستخدمين النشطين الأسبوعية لتويتر في جميع أنحاء العالم.
ووصل تطبيق “ثريدز” المنافس الرئيس لـ تويتر لـ 86 ضعف من قاعدة المستخدمين النشطين الأسبوعية لتطبيق Truth Social المملوك للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، والذي يعد أكبر منافس لتويتر في الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب TechCrunch.
وتشير البيانات الخاصة بشركة التحليلات data.ai أن تطبيق Threads وصل لأكثر من 150 مليون عملية تحميل ، وفقًا للتقديرات الحالية فهو أسرع بـ 5.5 ضعف من عمليات التحميل الخاصة ببعض الألعاب الشهيرة مثل Pokémon Go من شركة Niantic ، والتي سجلت الرقم القياسي لأكبر عمليات تحميل لتطبيق منذ إطلاقه في يوليو 2016.
ووجدت Data.ai أن منافس تويتر قد اجتذب جمهورًا من حوالي 93 مليون مستخدم نشط على مستوى العالم خلال الأسبوع الأول من توفره ، وذلك قبل الإعلان الرسمي عن 100 مليون اشتراك في 10 يوليو الماضي.