تعرضت خدمة “كلاود فلير” إلى عطل تقني، أمس الثلاثاء، أسفر عن انقطاع عالمي لخدمة الإنترنت أثر على العديد من المواقع والخدمات الرقمية المهمة، أبرزها موقع “إكس”، وروبوت الذكاء الاصطناعي “شات جى بى تى”، ليعيد هذا الانقطاع تسليط الضوء على مدى اعتماد العالم الرقمي على شركات البنية التحتية.
بداية المشكلة
بدأت المشكلة قرابة الساعة 3:30 عصر أمس الثلاثاء بتوقيت أبوظبي، فلم يتمكن العديد من مستخدمي “شات جي بي تي” ومواقع مثل شركتي “دور داش” و”إيكيا” وهيئة النقل في مدينة نيويورك، وغيرها، من الوصول إلى هذه الخدمات طيلة ساعات، وأبلغوا عن ظهور رسائل تفيد بوجود “خطأ” يتعلق بمزود “كلاودفلير”.
ورغم ذلك تمكن بعض المستخدمين من فتح بعض المواقع بعد إعادة التحديث. وبعد نحو 15 دقيقة من بدء انقطاع الخدمة، نشرت “كلاود فلير” تحديثًا يؤكد رصد المشكلة والشروع في التحقيق.
ما هي شركة كلاود فلير؟
كلاود فلير هي شركة أمريكية عالمية متخصصة في تقديم خدمات شبكة الإنترنت وحمايتها لعدد ضخم من المواقع حول العالم، وعادة ما تعمل في خلفية الشبكة دون أن يلاحظها المستخدمون، إلا أن مثل هذه الأعطال تكشف مدى اعتماد الإنترنت على بنيتها التحتية.
تهدف الشركة إلى تسريع المواقع الإلكترونية وحمايتها من الهجمات السيبرانية من خلال رصد وتحليل حركة البيانات وحماية المواقع من هجمات رفض الخدمة الموزعة، والتأكد من أن المستخدمين بشر وليسوا روبوتات خبيثة.
أسباب انقطاع الإنترنت
واجهت شركة كلاود فلير أمس الثلاثاء مشكلة مجهولة المصدر أدت إلى تعطل عدد كبير من خدماتها ومن ثم عدم تمكن مستخدمي الإنترنت من الوصول إلى تلك المواقع.
قال متحدث باسم الشركة إنهم لاحظوا زيادة مفاجئة في حركة بيانات غير اعتيادية تسببت في ظهور أخطاء عند معالجة البيانات، بينما استمرت معظم الخدمات في التدفق بشكل طبيعي.
وأوضح المتحدث أن الشركة لا تزال تحقق في سبب هذا الارتفاع المفاجئ ولا تعرف مدى ارتباطه بأعمال صيانة جرت في بعض مراكز البيانات بمناطق مختلفة مثل تايتي ولوس أنجلوس وأتلانتا وسانتياجو في تشيلي.
كلاود فلير “بوابة” للإنترنت
وصف آلان وودوارد أحد الخبراء في الأمن السيبراني، شركة كلاود فلير بأنها “بوابة” للإنترنت، إذ تحمي المواقع والتطبيقات من الهجمات، وتسرع الأداء، كما أنها جزء من شبكة صغيرة من الشركات التي تشكل العمود الفقري للإنترنت. لذلك، فإن تعطل شركة بهذا الحجم يؤثر بسرعة على آلاف المواقع والخدمات حول العالم.
هل كان الانقطاع هجومًا سيبرانيًا؟
رغم أن السبب لا يزال غير واضح، استبعد الخبراء أن يكون الانقطاع نتيجة هجوم سيبراني، مشيرين إلى أن تحميل خدمة بهذا الحجم نقطة تعطل واحدة أمر غير مرجح، ما يدل على احتمالية وجود خلل تقني أو إدارة أعطال ضمن مراكز البيانات.
كلاودفلير تعلن معالجة الخلل
أعلنت شركة “كلاودفلير”، معالجة العطل الذي تسبب في انقطاع خدمات الإنترنت على نطاق واسع أمس الثلاثاء، وتسبب في توقف خدمات مواقع التواصل الاجتماعي ومبيعات التجزئة وشبكات النقل وأدوات الذكاء الاصطناعي.
وكتبت الشركة في تحديث عبر موقعها: “تم الإصلاح، ونعتقد أن المشكلة قد حُلّت الآن، ونواصل مراقبة الأخطاء لضمان عودة جميع الخدمات إلى وضعها الطبيعي.. قمنا بتغيير أعاد خدمات لوحة المعلومات، وما زلنا نعمل على معالجة التأثير الواسع لخدمات التطبيقات”.
لكنها أضافت أن بعض العملاء قد يواجهون مشاكل في تسجيل الدخول إلى لوحة معلوماتها أو في استخدامها، مشيرة إلى أن الفريق التقني يركز على استعادة الخدمة ومعالجة المشاكل كافة التي تسبب بها الخلل.
وتابعت في تحديث لاحق، أنها ترصد تحسنًا في معالجة الأخطاء وزمن الاستجابة الذي عاد إلى طبيعته، لكن لا تزال تردها تقارير عن مشاكل متقطعة، مؤكدة أنها تعمل على تسريع عملية التعافي بشكل كامل.








