“إذا انتظرت حتى تبني منتجًا متكاملًا قبل إطلاقه، فأنت قد تأخرت بالفعل”.
بهذه العبارة عبّر ريد هوفمان عن فلسفته في ريادة الأعمال، وهي فلسفة تجسدت في مسيرته المهنية التي بدأت بفكرة متواضعة من غرفة المعيشة، وانتهت بمنصة يستخدمها أكثر من 1.2 مليار شخص حول العالم، وبثروة تُقدّر بنحو 3 مليارات دولار.
وُلد ريد هوفمان عام 1967 في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وكان منذ صغره مولعًا بالفلسفة، كثير التساؤل حول تأثير التكنولوجيا على المجتمعات. درس في جامعة ستانفورد، ثم انتقل إلى جامعة أوكسفورد لدراسة الفلسفة، وكان يرى نفسه أكاديميًا في المقام الأول.
لكن دخوله عالم التكنولوجيا غيّر قناعاته، فوجد أن التأثير الحقيقي لا يكمن في التنظير، بل في التطبيق العملي، لذلك بدأ حياته المهنية في شركة آبل، ثم انتقل إلى شركات تقنية أخرى، لكنه لم يجد في الوظيفة ما يُشبع طموحه.
في عام 1997، أسّس أول شركة له باسم SocialNet، وهي فكرة سبقت ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها لم تنجح، ورغم الفشل، اعتبر هوفمان التجربة نقطة تحول، إذ تعلّم منها كيف يتفاعل الناس فعليًا عبر الإنترنت.
انضم هوفمان لاحقًا إلى الفريق المؤسس لمنصة PayPal، وهناك تعلّم كيفية بناء منتج يخدم ملايين المستخدمين، وتعرّف على نخبة من رواد الأعمال مثل إيلون ماسك وبيتر ثيل، وبعد بيع PayPal في عام 2002، بدأ يفكر في مشروعه التالي: “لماذا لا توجد شبكة اجتماعية مخصصة للمحترفين؟”
من هنا وُلدت فكرة “لينكدإن” LinkedIn، التي أسّسها عام 2002 من غرفة المعيشة في منزله، بمشاركة أربعة من زملائه السابقين في “باي بال”، وفي يوم الإطلاق الأول، لم يسجل سوى 20 مستخدمًا فقط، لكن هوفمان كان يؤمن أن النجاح لا يُقاس بالأرقام الأولية، بل بقوة الفكرة واستمراريتها.
مع مرور الوقت، بدأت الشركات تعتمد “لينكدإن” في التوظيف، وأصبحت المنصة الأولى عالميًا للتواصل المهني، وفي عام 2016، استحوذت شركة مايكروسوفت على لينكدإن مقابل 26.2 مليار دولار، لتُصبح جزءًا من منظومة الأعمال العالمية.