بلغت قيمة السوق العالمية لقطع غيار السيارات وملحقاتها 697.84 مليار دولار أمريكي في عام 2023، ومن المتوقع أن تحقق نموا سنويا قدره 5.7٪ خلال الفترة المتوقعة من 2024 إلى 2031، وفقا لدراسة أصدرتها data bridge market research، وفي مصر كشف تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن قيمة واردات مصر من قطع غيار السيارات وأجزاء وسائل النقل خلال أول 10 أشهر من العام الماضى، مسجلة نحو مليار و456 ألف دولار.
كل ذلك يؤكد أن هذا السوق ضخم، وبالتالي توجد به مشاكل وفرص، ولأن ريادة الأعمال دورها اقتناص الفرص وحل المشاكل، وجد رائد الأعمال عماد الدين نادر فرصة لرقمنة هذا السوق، فأطلق منصة “Get Parts” في 2020 لتوفير قطع غيار السيارات Online، وانضم إليه بعد ذلك محمد جمعة، وتستعد المنصة لجولة تمويلية خليجية.
ويتحدث عماد الدين نادر، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Get Parts، في حواره مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، حول فكرة الشركة وما تقدمه وحققته خلال الفترة الماضية، وخطواتها القادمة.
ما هي خبراتك قبل تأسيس Get Parts؟
تخرجت من كلية التجارة قسم محاسبة بجامعة الزقازيق عام 2012، وبدأت حياتي المهنية في المحاسب والإدارة المالية في شركات صناعية وتجارية بمصر وخارجها، وكنت مهتما بمجال تحليل البيانات وتخطيط موارد الموسسة، وكنت طوال الوقت أريد نقل خبراتي للآخرين، وقدمت العديد من التدريبات وورش العمل وتدريبات داخل العديد من الشركات، وفي 2019 أسست أكثر من شركة بمجال التجارة الإلكترونية في قطاعات مختلفة مثل الملابس والأحذية.
وكيف جاءت فكرة Get Parts؟
في 2020 كان لديّ سيارة قديمة وكنت ابحث عن قطاع غيار لها، ولم أجدها بسهولة، فكان هناك مجهود وصرفت كثيرا، ففكرت في إطلاق منصة إلكترونية توفر كل مستلزمات السيارات للعملاء في أماكنهم، ومن هنا أسست Get Parts، ونوفر من خلالها قطع الغيار والكاوتش والزيوت، فكل عميل يستطيع أن يجد ما يريده بمختلف الأسعار، وهناك تقييمات للقطع الموجودة، ومررنا بفترة كورونا وكانت فترة فارقة بالنسبة لنا، مع التوجه إلى الشراء Online، فساعدتنا تلك الفترة على النمو.
وما هي أبرز الأرقام التي حققتها الشركة؟
وصلنا لأكثر من 23 ألف عميل، ومعنا أكثر من 300 تاجر ومورد، حيث يضع المورد المنتج الخاص به ويمكنه وضع نفس المنتج بأسعار مختلفة، والحمد لله وصلنا أكثر من 50 ألف طلب، والحمد لله أصبحت الشركة ربحية منذ عامين، بعد الوصول إلى نقطة التعادل، وسجلت الشركة نموا سنويا بعشرة أضعاف خلال عام الماضي، ولدينا مخزن بمدينة العاشر من رمضان، وسيكون لدينا مخزنا آخر بمدينة نصر، وأصبح لدينا شراكات مع منصات دفع إلكتروني وشركات تسويقية، ونستطيع التوصيل لأي مكان في مصر، وحتى مرسي مطروح والغردقة والإسكندرية والوجه القبلي، وفترة الشحن من ساعتين إلى 3 ساعات بالقاهرة والجيزة، وبحد أقصى 48 ساعة.
وكيف تربح المنصة؟
نحقق الإيرادات من خلال شراء منتجات وبيعها خصوصا في الكماليات، والجزء الثاني من خلال العمولة التي نحصل عليها من التاجر وتصل إلى 12%، من ثمن بيع المنتج.
كيف تعاملتم مع خطوة الاستثمار؟
بدأنا بتمويل ذاتي، وعُرض علينا استثمارات ولكن لم تكن مناسبة، وحاليا نستعد لإغلاق جولة تمويلية تشارك فيها مسرعة أعمال خليجية، وتم قبول أوراقنا، ويقومون الآن بخطوة الفحص النافي للجهالة، ومن المتوقع أن تساهم هذه الجولة التمويلية في تعزيز مكانة الشركة كواحدة من أبرز اللاعبين في قطاع التجارة الإلكترونية لقطع غيار السيارات في المنطقة.
هل سيتبع ذلك التوسع بالخليج؟
حاليا نركز في السوق المصري، حيث إن هناك احتياج لما نقدمه، خصوصا مع عدم وجود منافسة كبيرة، فقد كان هناك منصة أوديجو وحصلت على استثمار بقيمة 33 مليون دولار وخرجت من مصر، وهناك منافسون آخرون لم يستطيعوا الاستمرار، ولكننا مستمرون ونسعى للتوسع بالسوق بشكل أكبر وعقد شراكات أكثر مع الموردين، بجانب استخدام الجولة في البنية التحتبة للمنصة ودعم العمليات والوصول لعملاء أكثر، وتحسين جودة الإنتاج بجانب التسويق.
وما هي أسباب عدم استمرار بعض المنصات في السوق المصري؟
كان هناك مشاكل في الشحن وشركات الشحن، وهو تحد كبير تغلبنا عليه بالشحن الذاتي، من خلال سيارات خاصة بنا أو نؤجر بعضها، بجانب التعامل مع شركات شحن في المحافظات سواء الصعيد أو الوجه البحري، ونحن 50% من مبيعاتنا تتركز في القاهرة والجيزة، ونحن نقسم السوق إلى مناطق ونقوم بتغطية بعضها، والبعض الآخر نشحن إليه من خلال شركات الشحن، ونتوسع بشكل أكبر في الشحن الذاتي خلال الفترة القادمة.
وما هي التحديات الأخرى التي واجهتكم؟
تغييرات فرق العملة وهو ما أثر على الأسعار، بجانب مشكلة تغيير ثقافة العميل وإقناعه بشراء قطع الغيار إلكترونيا، وهناك فرق بين قطع غيار حرجة لسيارة عطلت في الطريق أو منتجات يمكن انتظارها مثل الكاوتش أو المساعدين، فنحن نوصل خلال ساعتين، وإذا كان العميل يمكنه الانتظار فنحن نوصل بحد أقصى 48 ساعة.
ومن الذي ينافسكم الآن؟
المنافسون حاليا المحلات الصغيرة التي يمكن أن توصل المنتج للعميل، ولكن كل محل لديه إمكانيات محددة وليس به كل الأصناف، ونحن نتعاقد مع عشرات التجار لتوفير أكبر عدد ممكن من المنتجات بأسعار أفضل، بجانب توفير خدمات الاسترجاع وخدمة عملاء جيدة وضمان على المنتج.
وما هي أهدافكم خلال الفترة القادمة؟
نريد الوصول لمناطق أكبر في مصر، ونزود عدد العملاء، ونحصل على حصة سوقية أكبر بعد انسحاب منافسين، كما نستهدف خلال 3 سنوات التوسع بالخليج بداية من السعودية، ونستهدف تحقيق التنمية المستدامة ونزود عدد الموظفين، وتزيد قاعدة التجار وشركات الشحن، ونتوقع أن نصل إلى 200 ألف عميل في 2025، مع حجم طلبات يصل إلى مليون طلب.