في مثل هذا اليوم، 7 ديسمبر من عام 1999، رفعت جمعية صناعة التسجيلات الأمريكية (RIAA) دعوى قضائية ضد خدمة مشاركة الملفات بين الأجهزة، الأشهر عالميا في وقتها، “نابستر” (Napster)، وذلك بدعوى انتهاك حقوق الطبع والنشر، بسبب سماحها للمستخدمين بتنزيل الموسيقى المحمية بحقوق الطبع والنشر مجانا.
انتهى الأمر بفوز جمعية صناعة التسجيلات الأمريكية (RIAA) بالقضية، وأجبرت “نابستر” Napster على تعليق عملياتها وتقديم ملف إفلاسها في النهاية، كما قامت الجمعية بتسوية الأمر مع الداعمين الماليين لشركة نابستر مقابل مئات الملايين من الدولارات.
وبينما كانت القضية، ظاهريا، تتعلق بانتهاك حقوق الطبع والنشر، فإن الصورة الأكبر كانت تشير إلى صراع حول السيطرة على سوق الموسيقى، فلم تكن جمعية صناعة التسجيلات الأمريكية (RIAA) مستعدة للشعبية المفاجئة لتنزيلات الموسيقى الرقمية التي قدمتها نابستر، كما لم تكن لديهم رؤية لاستثمار الموسيقى التي تم تنزيلها.
وكان الهدف من الدعوى، إلى جانب الدعاوى القضائية المستقبلية التي تستهدف الأفراد، هو القضاء على نشاط تنزيل الموسيقى بقدر ما كان الهدف منها الحصول على تعويضات، غير أنه لم يتم القضاء على نشاط مشاركة الموسيقى من نظير إلى نظير (peer-to-peer)، حيث ظهرت العديد من خدمات مشاركة الملفات بعد إغلاق نابستر، ولذلك، اضطرت صناعة التسجيلات في النهاية إلى الانضمام إلى خدمات تنزيل الموسيقى التجارية، مثل iTunes Music Store، ففقدوا قدرا كبيرا من السيطرة على السوق.
ومن خلال الاستفادة من النجاح الهائل الذي حققه متجر موسيقى iTunes، فرضت أبل سياسة تسعير صارمة، مما أثار ذعر شركات التسجيلات، ومن خلال إنشاء معيار تسعير فعلي للموسيقى التي يتم تنزيلها، أصبحت أبل القوة الرئيسية في صناعة الموسيقى.
وكان للنجاح الهائل الذي حققه متجر iTunes تأثيرا كبيرا أيضا في قيام أبل بإزاحة منافذ البيع بالتجزئة، كما منحت الفرصة للفنانين المستقلين عن شركات التسجيلات لتوزيع موسيقاهم وتحقيق الشعبية، ففقدت جمعية صناعة التسجيلات الأمريكية (RIAA) سيطرتها على صناعة الموسيقى بشكل كامل، وغيرت بأيديها دون أن تدري اتجاه صناعتي الموسيقى والتكنولوجيا.