تشارك مجموعة «سيليكت إنترناشيونال» القابضة بصورة لافتة في مشروعات الدولة المصرية والمبادرات الرئاسية لتنمية المجتمعات الأكثر احتياجا والمناطق العشوائية في مصر، وأهمها مبادرة حياة كريمة، التي انطلقت برعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتقف «سيليكت إنترناشيونال»، عبر مجموعة شركاتها الفرعية، في قلب إنشاء وتطوير عدد كبير من المشروعات القومية، والتي تتنوع ما بين الصرف الصحي ومحطات التحلية ورفع المياه وغيرها، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، وتمثل في نفس الوقت رؤية الشركة للنمو والتوسع.
وفي حوار مع شادي سمير، الرئيس التنفيذي لمجموعة «سيليكت إنترناشيونال» القابضة، كشف فيه عن حجم مساهمة «سيليكت» في المشروعات القومية، وشركاء نجاح «سيليكت» بالسوق المصري والمنطقة والعالم، والتحديات الاقتصادية التي تخوضها المجموعة، ومصادر تمويل خططها للتوسع والنمو.
ما حجم مساهمة «سيليكت» في المشروعات القومية والمبادرات الرئاسية في مصر؟
تشغل المشروعات القومية والمبادرات الرئاسية، مثل حياة كريمة ومشروعات محطات المياه وغيرها، ما يقرب من 60% من محفظة عملياتنا الحالية، ونعمل حاليا في 81 مشروع في جميع أنحاء الجمهورية، تتنوع ما بين الصرف الصحي ومحطات التحلية ورفع المياه ومد المواسير والشبكات بمئات الكيلومترات.
وعلى الرغم من أن نشاط «سيليكت» تركز من البداية على الأعمال الهيدروميكانيكية، كأعمال الكهرباء وطلمبات رفع المياه والمولدات، إلا أننا قررنا الدخول إلى الإنشاءات المدنية في محطاتنا من أجل التحكم التام في توقيت وجودة التنفيذ.
كيف تنسجم استراتيجية «سيليكت» مع رؤية القيادة السياسية في مصر بصفتها واحدة من أكبر الشركات الوطنية المساهمة في تنفيذ المشروعات القومية؟
تركز مجموعة «سيليكت» على ثلاث محاور رئيسية في استراتيجيتها، وهي دعم مراحل اتخاذ القرار، ودعم ريادة الأعمال، ودعم ملف المياه في مصر، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، وتمثل في نفس الوقت رؤية الشركة للنمو والتوسع في المجالات الحيوية كالمياه وما تحتاجه من دعم للبنية التحتية الخاصة بها، وتعمل «سيليكت» على تحقيق التكامل مع استراتيجية الدولة، في إطار رؤيتها للنمو والتوسع في المجالات الحيوية كالمياه ودعم البنية التحتية الخاصة بها.
كيف أثرت بعض الظروف والتحديات الاقتصادية الحالية على أعمال المجموعة؟
هناك حجم ضخم من المشاريع المطروحة من الحكومة المصرية في جميع القطاعات التي تعمل بها «سيليكت»، ولا أبالغ إذا قلت أننا نجري مفاضلة للاختيار بينها للتأكد من تنفيذها وتسليمها في الوقت المحدد.
ومع ذلك، أثرت علينا، كما بقية الشركات العاملة في السوق المصري، بعض الظروف الراهنة مثل تذبذب العملة المحلية وارتفاع معدلات التضخم والقيود على الاستيراد، وظهر أثرها الأكبر في مدة تنفيذ المشاريع وتسليمها، والتي زادت تقريبا بنسبة 50%، لكن حجم مبيعاتنا لم يتأثر، ولم يحدث تراجع في حجم أرباحنا السنوية، وحققنا بالفعل كامل مستهدفاتنا من المشاريع لعام 2023 بالكامل خلال النصف الأول من العام، ولدينا تعاقدات بنحو 4 مليارات جنيه، لكن أصبح من الصعب العمل مع نفس العميل لأكثر من مرة واحدة في العام الواحد بسبب طول مدة التنفيذ.
لديكم شراكات وشبكة موردين عالمية لاحتياجاتكم التقنية، كيف تؤثر تقلبات السوق الحالية على التعاملات بينكم؟
هناك تفهم كبير من الشركات العالمية للوضع الحالي، فهذه التحديات موجودة عالميا ومصر جزء من العالم، لكننا محظوظون بوجود كوادر مصرية مؤثرة وذات خبرة كبيرة في مواقع المسؤولية بالعديد من الشركات العالمية، وأخص بالذكر المهندس محمد أمين، نائب الرئيس الأول لشركة Dell Technologies لمنطقة وسط شرق أوروبا والشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ولم تكن لتمتد شراكتنا مع Dell Technologies لولا جهوده وتفهمه.
وماذا عن شراكاتكم مع الشركاء داخل السوق المصري؟
لدينا تعاون كبير مع الهيئة العربية للتصنيع لإنتاج طلمبات بتصميمات عالمية تم الحصول على حقوقها من أحد مصانع أوروبا الشرقية، كما أن لوحات الكهرباء والتحكم الخاصة بمشروعاتنا يتم التصديق عليها من الهيئة العربية للتصنيع، والتي تقدم شهادات للجودة بمقاييس عالمية للمنتجات التي نتعاون فيها.
نحن نرى في «سيليكت» أنه لا داعي لاختراع العجلة، وإنشاء مصانع خاصة بنا باستثمارات عالية، ما دام لدينا مؤسسات صناعية عالية الكفاءة، ومنها الهيئة العربية للتصنيع، التي يمكنها تقديم كافة إمكانياتها وعملياتها الصناعية من أجل إنتاج احتياجاتنا بالتصميم الذي يضعه خبراؤنا ومهندسينا، كما أننا نفكر جديا في الإنتاج التجاري للطلمبات السطحية الغاطسة لطرحها في السوق المصرية، بدلا من الاقتصار على إنتاجها لاستخدامها في مشروعاتنا فقط، كما نخطط للتوسع في مجال تصنيع مكونات إنتاج المولدات الكهربائية لمحطات المياه محلياً خلال الفترة المقبلة.
وماذا عن التوسعات الجديدة لمجموعة «سيليكت» في السوق المصرية؟
نجحت المجموعة في تنفيذ مجموعة من التوسعات في السوق المصري في العديد من المجالات الواعدة، وعلى رأسها حلول المياه وتكنولوجيا المعلومات، بحجم تعاقدات أعمال بلغت 4 مليارات جنيه خلال عام 2022.
تشمل التوسعات الجديدة الخاصة بالشركة تنفيذ مشروعات في قطاع تحلية المياه كجزء من الخطة القومية لمشروع المياه، لتلبية الاحتياجات في المدن والمحافظات، مثل الشرقية ومنفلوط والإسماعيلية وبورسعيد ودمياط.
وهل يتم الاعتماد على التوسعات وضخ الاستثمارات الجديدة على الملاءة المالية للمجموعة أم هناك مصادر أخرى للحصول على تمويل؟
حرصت في «سيليكت» على ألا يتعدى الاعتماد على مصادر التمويل الخارجية، كالبنوك، سوى في 25% على الأكثر من حجم الأعمال، فالاعتماد الأكبر على ضخ الأرباح الخاصة بالمجموعة وإعادة تدويرها من أجل زيادة رأس المال، وقد تم زيادة رأس المال في المرة الأخيرة بنحو 32 مليون دولار تقريبا.
لديكم عمليات في أسواق أخرى بالمنطقة والعالم بخلاف السوق المصرية، ماذا عن الوضع في تلك الأسواق في ظل التحديات الاقتصادية هناك؟
لدينا عمليات بالفعل في أسواق أخرى بالشرق الأوسط وأوروبا بخلاف السوق المصرية، لكني أرى أن الوضع أفضل في سوقنا عن أسواق أوروبا، فأسواقنا بالمنطقة متعطشة للمزيد من المشاريع والتقنيات والحلول، بينما الوضع في السوق في أوروبا مستقر ومتعدد الخيارات وبطئ بشكل واضح، ولك أن تتخيل أن مجرد تحقيق نفس مستهدفات العام الماضي يعد إنجازا يجب أن نحسد عليه، على الرغم من عدم تحقيق نمو، وقد حققنا بالفعل 60% من مستهدفات عملياتنا في أوروبا حتى الآن، ونعتمد على الربع الأخير من العام هناك لاستكمال نسبة 100%.