ياسر عبد الجواد: حصول «يداوي» على 16 مليون دولار في جولة التمويل فرض علينا تحديات كبيرة والتوسع بالخليج خطوتنا القادمة
شهد قطاع التكنولوجيا الصحية تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية، إذ أصبح ضمن القطاعات التي تتواجد على رأس قائمة الاستثمارات بالمنطقة، وقد أشار تقرير صادر عن Market Data Forecast، إلى أن حجم سوق التكنولوجيا الصحية في الشرق الأوسط وأفريقيا سينمو بمعدل نمو سنوي مركب قدره 12.8٪، ليصل إلى 1806 مليار دولار بحلول عام 2025، مع إمكانية ارتفاع ذلك الرقم نتيجة استمرار التقدم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مع النمو السكاني الكبير في المنطقة.
وفي مصر يتواجد نماذج ناجحة في هذا القطاع الحيوي، على رأسها شركة «يداوي»، التي حققت نجاحا كبيرا خلال السنوات الماضية ومنذ تأسيسها في 2018، مما جعلها تحصد مؤخرا 16 مليون دولار في جولة التمويل الثانية، حيث تساعد شركائها من شركات التأمين ومقدمي الخدمات الطبية والصيدليات وشركات الأدوية والسلع الاستهلاكية، في خدمة جمهور أوسع وتقديم رحلة عميل مثالية للمرضى في أي مكان في مصر، وقد نجحت يداوي خلال 18 شهرًا في زيادة إيراداتها بنسبة 400٪، ودخلت في شراكة مع 20 شركة تأمين صحي رائدة، و3 آلاف صيدلية، وأكثر من 300 شركة في مصر.
يتحدث الشريك المؤسس ورئيس العمليات ياسر عبد الجواد في حوار خاص مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT عن التحديات التي واجهت الشركة وخطواتها القادمة عقب جذب التمويل الأخير.
إلى نص الحوار..
ما الذي جذبك للعمل في مجال الصيدلة والتأمين الصحي؟
خبرتي كلها تتركز في مجال السوفت وير وتنفيذ العمليات والمشاريع نفسها، فالشخص الذي يعمل في هذا المجال يكون لديه خبرة في السوفت وير أو التنفيذ، ولكن الجمع بين الاثنين غير متعارف عليه، وما جعلني أريد التركيز أكثر على التأمين الصحي أنا وفريق العمل هو أننا وجدنا عجزا في الخدمة التي يحصل عليها المريض، وأن تلك الخدمة يمكن أن تتحسن، فالعميل لا يريد الدخول في صعاب، وأي شيء يحسن حياة الناس يكون عليه إقبالا، فأردنا خدمة المريض بدون أن يدفع أي أموال، ومساعدة شركات التأمين الصحي، فوجدنا مساحة في هذا القطاع يمكن أن نضع فيها خبرتنا، والحمد لله نجحنا في ذلك.
هناك شركات بدأت بنموذج عمل وغيرته بعد ذلك فماذا عن يداوي؟
اعتقد أن هذا الأمر أساسي لأي شركة ناشئة، فهي تدخل السوق بتصور وفكر معين ولكن قد تجد أن احتياجات السوق مختلفة، ونحن بدأنا يداوي في 2018 على أساس أنها وسيط بين الصيدليات والعملاء الذين يطلبون أي شيء من الصيدليات من خلالنا، ولم نكن نعمل في مجال التأمين الصحي، ولكن عندما دخلنا السوق وجدنا معاناة من الصيدليات والعملاء مع التأمين الصحي، ومن هنا كبرت الفكرة، وركزنا على هذا القطاع بشكل أكبر.
معروف أن قطاع شركات التأمين الصحي صعب التعامل بداخله فكيف واجهتم ذلك؟
أحد أكبر التحديات التي واجهتنا أننا نعمل في مجال التأمين الصحي، وهو مجال مغلق، ومعظم الشركات العاملة به كبيرة وعالمية ولها نظام صعب تغييره، وعندما بدأنا كان الهدف تقديم خدمة أفضل للمريض الذي لديه تأمين صحي، بحيث يشتري الدواء أو يجد سهولة في إجراءات المستشفيات والحصول على الموافقات، فكنا نحاول تحسين العملية كلها، بحيث يحصل المريض على دواءه ويستطيع الاستفادة من التأمين الصحي، فكان علينا أن نبدأ من شركات التأمين نفسها، ولدى يداوي جزء متخصص في السوفت وير والبرمجيات التي تحتاجها شركات التأمين، والتي أقنعناها بأهمية التحول الرقمي، وركزنا على التخلص من كل العقبات التي تواجه تلك الشركات لتقديم خدمة أكبر، وهي كانت مهمة صعبة، وخصوصا أننا كنا في حاجة إلى إثبات أنفسنا وأن نذهب لشركات كبيرة في هذا القطاع ونقنعهم بالعمل معنا.
وما هي التحديات الأخرى التي واجهتكم؟
فكرة أن يكون لدينا قبولا وسط المرضى والمتعاملين مع التأمين الصحي لكي يستخدموا يداوي كان أمرا صعبا في الفترة الأول، ولكننا عملنا على مواجهة كل التحديات التي واجهتنا، لأننا نسعى إلى تسهيل حياة المرضى.
وكيف استطاعت يداوي التعامل مع المنافسة في السوق؟
لا يوجد سوق ليس به منافسة، فنحن في سوق كبير، ولكننا استطعنا أن نكون أكبر شركة مصرية تتعامل مع شركات التأمين الصحي، لتميز خدماتنا وفريق العمل الذي يعمل معنا.
وما هي أهدافكم بعد الحصول على 16 مليون دولار في جولة التمويل؟
داخليا في مصر نريد أن نكمل التعامل مع شركات التأمين الخاصة ونخدم عملائها، فتلك الشركات تغطي 10٪ من سكان مصر، وحاليا نحن أكبر شركة تخدم هذا القطاع، فنريد النمو بشكل أكبر، وخارج مصر نستهدف التوسع، ولدينا خطط للتواجد بالخليج، بداية من الإمارات والسعودية.
هل هذا الاستثمار خلق لكم تحديات جديدة؟
بالطبع فالمستثمرون لا يمنحون التمويل هدية، لكن ينتظرون أضعاف الأموال التي وضعوها، ولذلك لدينا تحد لتحقيق نجاح مضاعف، فكل استثمار نحصل عليه يزيد رأس مال الشركة وفي نفس الوقت يخلق تحديات أكبر من أجل زيادة إيراداتنا وحجم تعاملاتنا، وإذا لم نفعل ذلك فلن نجد مستثمرا مهتما بالاستثمار معنا في أي جولة أخرى، فيجب أن يكون لدينا جدية في العمل ونحقق كل ما اتفقنا عليه مع المستثمرين.