شكر واجب.. والشكر ليس شخصياً، ولكنه من أبناء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكل العاملين به في مصر، وأراه واجباً لما نشهده من (إيمان) لدى القيادة السياسية، ممثلة في فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ودولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بالدور الإيجابي والفعال الذي تقوم به تقنيات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى تقديم الحل للكثير من مشكلات مصر المزمنة والمستمرة منذ عقود.
أعتقد أنه لا يمكن أن يختلف إثنان، ممن يتابعون ما يجري من تغيير إيجابي في مصر الآن، على أن الرؤية المستقبلية، التي وضعت لمصر، تضمنت وبشكل واضح الاستعانة بالأدوات التكنولوجية والتقنيات الحديثة في إدارة المرافق الحيوية، وتنفيذ المشروعات القومية الجديدة، بل وفي مواجهة ذلك الوحش الذي خرج علينا منذ عام، ومازلنا نحاول أن نقهره بكل ما أوتينا من وسائل علمية وتكنولوجية، وأعني به بالطبع جائحة فيروس كورونا اللعين.
ولا أخفيكم سراً بأنني، كواحد من أبناء هذا القطاع، أسعد كثيراً حين تتصدر مانشيتات التحول الرقمي الصحف اليومية، بكل أخبار تطوراته وامتداده وشموله لكافة نواحي الحياة في مصر.
نعم، لا يكاد يمر الأسبوع تلو الآخر، إلا ووجدنا هذه الكلمة موجودة في صدر الصحف، وعلى ألسنة المسؤولين، والأهم أنها في أذهان القائمين على التنمية والإصلاح والتطوير من الحكومة الحالية، وبالطبع فإنني لا أرى ذلك إلا انعكاساً لهذا الإيمان الذى أشرت إليه.
ويجدر بنا هنا أن نشير إلى الوجه الإيجابي لجائحة فيروس كورونا، أزاحها الله عن وطننا وعن كل البلاد وشفا المصابين بها ورحم الموتى كذلك فى كل أنحاء الأرض، ولكننا لا ننكر أنها قد لفتت الأنظار إلى ما يمكن أن تقوم به التكنولوجيا في حياتنا، حال اضطرارنا إلى التباعد الجسدى بيننا، وإلى التعامل عن بعد في مختلف مناحي الحياة.
لقد لعبت الوسائل التكنولوجية دورها في تسيير حياتنا، فعلمنا وتعلمنا من خلال وسائل الفيديو كونفرانس، وعقدنا الاجتماعات ومارسنا أعمالنا، كما قمنا بالشراء من المتاجر الإلكترونية، وتعودنا على وصول المندوب بما طلبناه، وكذلك نفذنا معاملاتنا المالية والبنكية من خلال تطبيقات الموبايل.
حدث كل ذلك من خلال وسائل الاتصال والتواصل التكنولوجية، واستمرت الحياة وستستمر، ولك أن تتخيل لو أن هذه الجائحة قد أصابتنا في الثمانينيات من القرن الماضي، وقبل ظهور الإنترنت والموبايل وغيرهم، فكيف كان للحياة أن تسير؟ يعلم الله.
ونعود لموضوعنا مرة أخرى، فنشير كذلك إلى حرص القيادة السياسية على إسناد دور أكبر لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في كافة الخطط الاستراتيجية الهادفة للتطوير والإصلاح في مختلف مجالات الحياة اليومية، فنحن نشهد حضوراً لهذا الدور أكبر من أي وقت مضى، كما نلمس جهوداً تقوم به الوزارة للوفاء بما يطلب منها، بل وفي الزيادة عليه من مجهودات في كثير من الأحيان، لتكون جديرة بثقة القيادة السياسية فيها.
* بقلم د/ محمد عدلي – مدير المركز المصري للحوسبة السحابية التابع لمعهد تكنولوجيا المعلومات.