Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

محمد طلعت يكتب: كيف يشكّل جيل زد مستقبل القطاع المالي في مصر

في عام 2025، بلغ عدد المصريين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا نحو 21.3 مليون نسمة، أي ما يقارب 20% من إجمالي عدد السكان البالغ 107.2 مليون نسمة . وفي قلب واقع مصر السكاني يبرز جيل زد  Generation Z، الذي يُعيد بعقليته الرقمية وتطلعاته إلى السرعة والتخصيص صياغة القطاع المصرفي في مصر.

ومع وجود قاعدة شبابية بهذا الحجم، أصبح توسيع نطاق الوصول إلى الخدمات المالية ضرورة ملحّة. ووفقًا للبنك المركزي المصري، بلغت نسبة الشباب الذين يتمتعون بالشمول المالي 54.4% في يونيو 2025 . ويعكس هذا الإنجاز الإجراءات الموجهة مثل السماح بفتح الحسابات اعتبارًا من سن 15 عامًا، والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز الثقافة المالية وتوسيع نطاق الوصول. فالشمول المالي للشباب يتجاوز مجرد إتاحة الحسابات البنكية، إذ يسهم في دفع النمو الاقتصادي الأوسع من خلال دعم ريادة الأعمال، وتقوية قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وترسيخ المدفوعات الرقمية في الحياة اليومية.

وبالنسبة لجيل زد، يُفترض أن تعمل الخدمات المصرفية بنفس سرعة وسهولة التطبيقات التي يستخدمونها يوميًا. فالمدفوعات الفورية، وفتح الحسابات بشكل لحظي، والقرارات السريعة بشأن الائتمان لم تعد ميزات إضافية، بل أصبحت معايير أساسية. وللمواكبة، يجب على البنوك تبسيط إجراءات الانضمام باستخدام أدوات مثل التحقق البيومتري والملء الذكي للبيانات، بما يضمن تجربة سريعة وآمنة ومتوافقة مع توقعات هذا الجيل الرقمي.

لقد نشأ جيل زد في عالم تقوده الخوارزميات و التجارب المخصصة، وهم يتوقعون الأمر نفسه من بنوكهم. وتُظهر أبحاث شركة ماكينزي أن 71% من المستهلكين يتوقعون تجارب شخصية، بينما يشعر 76% بالإحباط عند غيابها . وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي كأداة محورية تمكّن البنوك من من الانتقال من الخدمات التقليدية إلى تجارب شخصية متكاملة، عبر تقديم نصائح ادخار مصممة وفق احتياجات كل عميل، وإتاحة فرص استثمارية تتماشى مع قدراتهم، بالإضافة إلى توفير رؤى استباقية تساعدهم على تعزيز صحتهم المالية واتخاذ قرارات أكثر وعيًا.

ويظل جيل زد واعيًا وحريصًا للغاية على مسألة الأمن السيبراني. فقد باتت أدوات مثل المصادقة الثنائية والتنبيهات الفورية لمكافحة الاحتيال تُصنَّف اليوم ضمن متطلبات الأمان الأساسية. وأي منصة تتسم بالبطء في الأداء، أو ضعف في الحماية، تُجازف بخسارة ثقة هذا الجيل سريعًا.

ولا يقل أهمية عن ذلك الدور الاستشاري الذي يتوقع جيل زد أن تؤديه البنوك. فقد أظهرت الدراسات أن الشباب يرون أن المؤسسات المالية ينبغي أن تقدّم مزيدًا من الدعم في قضايا مثل إعداد الميزانيات، إدارة الديون، والتخطيط طويل المدى. وهذا يفتح أمام البنوك فرصة استراتيجية لتجاوز حدود المعاملات والتحول إلى شركاء موثوقين. ومن خلال الجمع بين الأدوات الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية — سواء عبر المساعدين الافتراضيين، أو المنصات التعليمية عبر الإنترنت، أو الاستشارات داخل الفروع — يمكن للبنوك تمكين الشباب بالمعرفة والثقة لاتخاذ قرارات مالية مستدامة.

وفي بنك المشرق مصر، نُجسد هذه الفلسفة عبر منصات مثل Mashreq NEO  وe&Mashreq NEO، حيث أصبح فتح الحساب أكثر سهولة من أي وقت مضى  -إذ يمكن للعملاء إنشاء حساب خلال دقائق معدودة ابتداءً من سن 15 عامًا عبر تطبيق.Mashreq Egypt  ولا يتوقف التزامنا عند هذا الحد، بل نقوم بتحديث التطبيق باستمرار عبر ميزات جديدة تتجاوز الخدمات المصرفية التقليدية، لتشمل حلولًا مالية وخدمات يومية غير مصرفية أيضًا.

بالنسبة للمشرق مصر، لا يتعلق الأمر فقط بمواكبة توقعات جيل زد، بل بإعادة صياغة معايير كيفية دعم البنوك للأفراد والشركات والاقتصاد ككل. فنحن نؤمن بأن البنوك يجب أن تتطور لتصبح شركاء رقميين حقيقيين في حياة عملائها، لا مجرد موفّرين للخدمات المالية.

محمد طلعت

رئيس قطاع التجزئة المصرفية ببنك المشرق مصر

 

The short URL of the present article is: https://followict.news/f8dg