لم تمر أيام على الضجة التي آثارها نموذج “ديب سيك” الصيني في وادي السيلكون، وتراجع أسهم كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية، حتى خرج علينا نموذج صيني آخر يعد بقدرات تفوق “ديب سيك” و”تشات جي بي تي”.
ويبدو أن الخسائر التي تكبدتها صناعة الرقائق الغربية وفي مقدمتها شركة “إنفيديا” على يد “ديب سيك” لم تكن سوى القطرة التي تسبق الغيث، حيث أعلنت الصينية “مون شوت إيه آي– Moonshot AI” عن نموذجها الفريد للذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط.
وطورت “مون شوت إيه آي” نسختين من نموذجها “Kimi k1.5″، واحدة للمهام المعقدة، وأخرى للإجابات المختصرة.
ووفقًا للتقرير الفني للشركة، فإن كلا الإصدارين يطابقان أو يتفوقان على أداء النماذج الرائدة مثل “o1” من “أوبن إيه آي” و”r1″ من “ديب سيك”.
من هي مون شوت إيه آي؟
تأسست “مون شوت إيه آي” في عام 2023، وحصلت على أكثر من مليار دولار من التمويل بقيادة “علي بابا” في فبراير 2024، لتصل إلى تقييم 2.5 مليار دولار، وبحلول أغسطس الماضي، نما تقييمها إلى 3.3 مليار دولار بعد استثمار إضافي من “تنسنت”.
سر تفوق مون شوت إيه آي
يعود سبب التفوق الصيني هذه المرة إلى استخدام خوارزميات التعليم المعزز، حيث تستخدم نهج الثواب والعقاب في معالجة البيانات، وهي محاكاة لأسلوب التعلم بالمحاولة والخطأ، الذي يستخدمه البشر لتحقيق أهدافهم.
في حين أن نماذج الذكاء الاصطناعي التقليدية تعتمد على مجموعات بيانات ثابتة، يُزعم أن هذه العملية (التي تعد أحد أساليب تعلم الآلة)، تعزز قدرات النموذج على التفكير وحل المشكلات المعقدة، من خلال استكشاف وتطوير الحلول، حيث يقسم النموذج المشكلات المعقدة إلى نقاط أصغر.
نموذج كيمي
تفوق نموذج “كيمي” على نظيره الأمريكي “o1” في مجالات مثل الرياضيات والقدرة على فهم النصوص والمدخلات المرئية مثل الصور ومقاطع الفيديو، مما يجعله متعدد الوسائط، على عكس نظيره الصيني “r1”.
وهوليس مثل نماذج الذكاء الاصطناعي التقليدية، بل يتمتع بالقدرة على الجمع بين البيانات المرئية والنص والرمز لحل المشكلات المعقدة، ولذلك يتفوق “كيمي” على ” جي بي تي-4 أو”، و”كلود 3.5 سونيت”.
تم تطوير نموذج “كيمي” أيضَا بجزء بسيط من التكلفة المطلوبة لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة في الولايات المتحدة، وساهم عدم اعتماده على الحوسبة الكثيفة التي تحتاجها النماذج الغربية في خفض تكاليف التدريب مع الحفاظ على الأداء، مما يجعله أكثر سهولة في الحصول عليه من الشركات والمطورين على حد سواء.
تخوف غربي
تسبب الصخب حول أدوات “ديب سيك” في اضطراب قوي بسوق الأسهم الأمريكي، وسيطرت مخاوف من تفوق الشركات الصينية على نظيراتها الغربية في ظل قدرتها على تطوير أنظمة متقدمة بتكاليف منخفضة بشكل كبير، ومن شأن “كيمي” أن يؤكد هذه الرواية ويعمق المخاوف.