كيف تنتشر شركات الـ Unicorn في المنطقة العربية؟

لم يعد هدف رواد الأعمال يقتصر على مجرد إنشاء شركة ناشئة، ولكن أصبح الهدف الأكبر هو وجود شركات Unicorn، وهو ما تسعى إليه العديد من الدول أيضا، وخصوصا عندما نعلم أن 475 شركة Unicorn في العالم بلغت قيمتها 1.394 تريليون دولار في 2020 فقط، ولذلك تعمل بعض الدول على مساعدة الشركات الناشئة في ترك بصمة عالمية..

 

شركات Unicorn

 

يطلق مصطلح Unicorn Startup على الشركات الناشئة التي يتخطى رأس مالها مليار دولار، حيث ظهر المصطلح لأول مرة في 2013 على لسان” أيليين لي” خبيرة التمويل الأمريكية، التي استخدمت المصطلح لوصف شركات التكنولوجيا في وادي السيلكون التي تجاوزت المليار دولار سريعاً.

وحسب الإحصائيات في 2020 تستحوذ الولايات المتحدة على النصيب الأكبر من شركات Unicorn، بعدد 236 شركة ناشئة، بينما تأتي الصين في المركز الثاني بعدد 182 شركة، لتستحوذ البلدان على نحو 85% من شركات Unicorn في العالم.

 

هدف الإمارات

 

وإذا تحدثنا عن الإمارات كنموذج، وخصوصا في ظل رغبتها لتكون مركزا إقليميا للشركات الناشئة، فتهدف إلى أن تصبح موطنا لـ 20 شركة ناشئة” يونيكورن” بقيمة مليار دولار لكل منها بحلول عام 2031، وهو ما سيناقشه ملتقى الاستثمار السنوي 2022، والذي يقام بمبادرة من وزارة الاقتصاد الإماراتية، في الفترة من 29 إلى 31 مارس الجاري بمركز دبي للمعارض في إكسبو 2020 دبي.

وسيسلّط الملتقى الضوء على الشركات الناشئة التي تمثل أحد المحاور الستة للحدث السنوي، ويأتي ذلك تنويهاً بدور الشركات الناشئة في تعزيز أنشطة الاستثمار ودعم الصناعات الجديدة وطرح الأفكار المبتكرة، وسيرّكز محور الشركات الناشئة على الفرص المتاحة في القطاع إلى جانب التحديات التي تواجه العديد من أصحاب الشركات الناشئة في الوقت الراهن، وقد تم إعداده بحيث يساهم في مساعدة المستثمرين في توفير رأس المال الاستثماري في المراحل المبكرة أو التمويل الأولي المطلوب لبدء الأنشطة التجارية.

كما يرّكز الملتقى على مناقشة الطرق التي تساعد الشركات الناشئة في ترك بصمة عالمية تواكب الابتكارات التقنية المستمرة وظهور الآلات الذكية، حيث توضح الأرقام المتخصصة بأن 475 من الشركات الناشئة ما يسمى (يونيكورن) أو الشركات الناشئة عالية القيمة في العالم بلغت 1.394 تريليون دولار مجتمعة في عام 2020 وحده.

نماذج أعمال واعدة

ويمكن للعديد من الشركات الناشئة أن تطرح نماذج أعمال واعدة ومبتكرة، مع إمكانية إعادة تشكيل مستقبل قطاع الأعمال العالمي، ويسعى الملتقى إلى تقديم منصة مثالية، حيث يمكن لرواد الأعمال التواصل مع شركاء ومستثمرين محتملين، والمضي قدماً بخطوات رئيسية لتحقيق النجاح، وسيساهم هذا المحور في مساعدة المستثمرين الحريصين على إيجاد وسائل ومشاريع جديدة للاستثمار في التنمية المستدامة والمبتكرة، إضافة إلى المؤسسات الحكومية التي تبحث عن مشاريع شركات ناشئة ذات فوائد اقتصادية مجدية لقطاعاتها الاقتصادية.

وفي إطار محور الشركات الناشئة، سيقوم الملتقى بتقديم ورش عمل قبل انعقاد الملتقى وحلقات نقاشية وحوارات مع قادة عالميين لتسليط الضوء على الاستثمارات المستدامة وتحديد منهجيات الشركات الناشئة، والتركيز على المسرعات والحاضنات، كما ستساعد جلسات التعلم والتواصل في ملتقى الاستثمار السنوي في إرساء الأسس لنجاح أعمال الشركات الناشئة.

 

منهجية الشركات الناشئة

وستتضمن مجالات النقاش كيفية تطبيق “منهجية الشركات الناشئة” بشكل فعَّال، لمعالجة احتياجات العملاء وتعزيز نسب النجاح، إضافة إلى تطبيق وسيلة فعالة لتخفيف مخاطر انطلاق الأعمال.

وستكون الفرصة متاحة للشركات الناشئة المشاركة في الملتقى لعرض مشاريعها على خبراء في مجال ريادة الأعمال والتكنولوجيا وإدارة الأعمال، وستحصل الشركات الناشئة على فرصة مثالية لتلقي التوجيه من قبل خبراء في المجال ومضاعفة إمكاناتها لجذب التمويل لأنشطتها.

 

الاستثمار في الابتكار المستدام

وأصبح ملتقى الاستثمار السنوي 2022 أحد أكثر التجمعات الاستثمارية تميزاً في العالم، حيث يجمع بين شخصيات اقتصادية ومالية وأكاديمية بارزة، وسيشهد الملتقى هذا العام والذي يقام تحت شعار” الاستثمار في الابتكار المستدام من أجل مستقبل مزدهر” مشاركة وحضوراً متميزاً من الشخصيات المرموقة وواضعي السياسات والمستثمرين الرئيسيين.

وإلى جانب محور الشركات الناشئة، تشمل المحاور الأخرى للملتقى: الاستثمار الأجنبي المباشر والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومدن المستقبل إلى جانب المحافظ الاستثمارية الأجنبية ومبادرة مشاريع الخمسين.

ويهدف محور الشركات الناشئة في ملتقى الاستثمار السنوي 2022 إلى جذب رواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم، لتقديم أعمال مبتكرة والحصول على فرص مميزة لعرض أفكارهم، والتنافس على جائزة ملتقى وعلى دعم الشركات الرائدة.

وأحد الأهداف الرئيسية للملتقى هو توفير منصة استراتيجية للشركات الناشئة للتواصل مع المستثمرين والممولين من مختلف أنحاء العالم، ولذلك سيوفر الملتقى بدوره منصة متكاملة لاجتماع المشاركين والتفاعل فيما بينهم، ما سيتيح الفرصة لتبادل المعلومات والمعرفة والخبرات والمشاركات بحلقات نقاشية، للتواصل مع المشاركين الرئيسيين العالميين والتفاعل مع المستثمرين المحتملين ومع رجال الأعمال.

ويوفر الملتقى فرصة هامة لأصحاب الأفكار الخلاقة للتعلم من أقرانهم في جميع أنحاء العالم، وتسليط الضوء على أعمالهم في وجود قادة الأعمال العالميين والمستثمرين والمسئولين الحكوميين، كما سيشهد الملتقى عدداً من ورش العمل التفاعلية تشمل مواضيع متعددة مثل التخفيف من المخاطر، والتعاون المثمر بين الوكالات الحكومية ومبتكري الأعمال المبتدئين والاستثمار في تقنيات الغد، ودور الذكاء الاصطناعي في الإبداع الاستثماري، وإنترنت الأشياء، والاقتصاد الدائري، ورأس المال البشري وتأثيره الحاسم على ريادة الأعمال وغير ذلك من المواضيع ذات الصلة.

وسيحتضن الملتقى قطاعاً عريضاً من المتحدثين من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذين سيقدمون رؤاهم لكيفية تعزيز الممارسات والتوصيات، من أجل إقامة تعاون سلس بين الجهات الفاعلة التقليدية والجديدة لدعم الأعمال التجارية والابتكار، وما يجعل الشركات الناشئة مصدر جذب للمستثمرين وكذلك رواد الأعمال المؤسسين أنفسهم، هو إمكانية إطلاق هذه الشركات عن طريق التمويل الذاتي بمصاريف قليلة، وهناك وسائل عديدة لتمويل إطلاق الشركات الناشئة، مثل: التمويل الذاتي، والمستثمرين الأفراد، وشركات رأس المال المخاطر.

 

شركات Unicorn عربية

وبعيدا عن الملتقى لدينا نماذج رائدة في هذا النموذج من الشركات في المنطقة العربية، ومن تلك النماذج شركة SWVL للنقل الجماعي، والتي تأسست في القاهرة في 2017، وانتقلت إلى دبي في 2019، وفي 2021 أعلنت عن طرح أسهمها للاكتتاب الجماعي بتقييم 1.5 مليار دولار.

ولدينا نموذج آخر في مصر وهي شركة فوري للمدفوعات الرقمية Fawry، والتي تأسست في 2008، وقد أعلنت في 2020 تجاوز قيمتها السوقية حاجز المليار دولار، لتصبح أول شركة تقنية مصرية ناشئة يتجاوز تقييمها هذا المبلغ.

وفي الإمارات هناك شركة Kitopi وهي منصة مطابخ سحابية تأسست في 2018، وتوسعت في السعودية والكويت والبحرين والولايات المتحدة، وقد جمعت في 2021 تمويلا بقيمة 415 مليون دولار، لتتحول إلى شركة Unicorn.

وتعتبر شركة كريم Careem من النماذج العربية الناجحة، حيث تأسست في 2012 بالإمارات، وتوسع أعمالها لتشمل أسواقا عربية أخرى، وانضمت إلى شركات الـ Unicorn في 2019، وقد استحوذت عليها شركة أوبر بقيمة 3 مليارات دولار.