كيف تسعى سويفل للتحول للربحية بعد توقع تفاقم خسائرها إلى 90 مليون دولار؟

منذ أن دق مصطفى قنديل مؤسس شركة سويفل SWVL لخدمات النقل الذكي جرس بورصة ناسداك في مارس الماضي، وكانت التوقعات إيجابية بالنسبة لما يمكن أن تحققه تلك الشركة الناشئة، وخصوصا مع عمليات الاستحواذ التي تقوم بها على شركات ناشئة في العديد من الدول، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد منيت الشركة بالعديد من الخسائر، وهبط سعر سهم الشركة بنسبة 4.5% أخرى ببورصة ناسداك، لتصل خسائره إلى نحو 81% منذ إدراجه، ويتداول السهم حاليا بسعر 1.9 دولار، مقارنة بسعر الطرح البالغ 10 دولارات، وتتوقع الشركة تفاقم خسائرها إلى نحو 90 مليون دولار هذا العام، من 50 مليوناً في 2021، قبل أن تتحول للربحية العام المقبل.

خطة الشركة

فقد صرح يوسف سالم، المدير المالي لشركة سويفل، أن جزءا من خطة الشركة خلال الشهور القليلة المقبلة حتى تتحول الشركة إلى الربحية، هو التركيز على خطوط الرحلات صاحبة أعلى معدلات، من حيث التشغيل والربحية، لذا أوقفت الشركة بعض الخطوط المباشرة للركاب في كينيا والأردن، وبمدينة الإسكندرية في مصر، وتم الإبقاء على رحلات الشركات والمدارس والجامعات، كما قامت الشركة بخفض للعمالة بنسبة 32%، ما سيوفر على الشركة 10 ملايين دولار في 2022 ونحو 100 مليون دولار في 2023، شاملة 90 مليون دولار الكلفة الاستثمارية للتوسع بأسواق مستهدفة والتي أجلناها لحين التحول للربحية، وفقاً لسالم.

زيادة الإيرادات

وتتوقع سويفل زيادة إيراداتها إلى 141 مليون دولار هذا العام، من 100 مليون العام الماضي، قبل أن تزيد إلى نحو 400 مليون دولار في 2023، مع زيادة الحجوزات اليومية للركاب من 300 ألف إلى ما بين 500 و750 ألف حجز يومياً في 2023.

وأكد المدير المالي للشركة في تصريحات صحفية، أن شركته، التي قامت بـ4 عمليات استحواذ هذا العام في ألمانيا وتركيا والمكسيك وإنجلترا، بنحو 200 مليون دولار، ستؤجل التوسع في أسواق أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا إلى عام 2023، بدلاً من هذا العام بسبب ضعف السوق حالياً.

وتتوقع الشركة تحولها للربحية في 2023، وإن بمبلغ ضئيل، قبل أن تحقق نحو 13 مليون دولار صافي ربح في 2024، على أن تعيد ضخ الأرباح التي تحققها في إعادة تشغيل الرحلات التي أوقفتها هذا العام، بتوفير وظائف جديدة، وفقاً لسالم.

عدم القلق

وفي تصريح سابق لـ” Followict” قال الدكتور نبيل شلبي، الخبير الدولي بريادة الأعمال، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة “دار المستثمر العربي” المتخصصة في تقديم الاستشارات العالمية والتدريب بمجال ريادة الأعمال: ينتابني شعور شخصي بعدم القلق على مصير هذه الشركة العالمية التي وُلِدت في مصر، حيث بشكل عام، هناك هبوط في البورصات العالمية، ومن ضمنهم بورصة ناسداك لشركات التكنولوجيا في أمريكا، كما أن سويفل مطروحة منذ فترة ليست بكبيرة، وطبيعي جدا أن يتعرض سهمها للانخفاضات الحادة، ولعبة البورصة التي لا أفضلها ولا أجيدها، أتوقع انتظار المضاربين وصول سهمها للقاع حسب رؤيتهم، ويضخون فيها من الأموال التي تجعل سهمها يرتفع مرة أخرى، ويظل الدرس المستفاد من تجربة سويفل وغيرها من الشركات، هو ضرورة دراسة السوق المراد الاستثمار فيه، وأكبر خطأ يمكن أن ترتكبه الشركة هو عدم الدراية الكافية بالسوق المراد الانتقال إليه، وتعزيز قدرتها التنافسية هناك.