«كايرو آي سي تي 2025».. دورة جديدة تقود مصر بالسرعة القصوى في سباق الذكاء الاصطناعي
تسيطر اقتصاديات الذكاء الاصطناعي وتأثيراته العميقة على المشهد التكنولوجي العالمي، بواقعية التحول الذي يقوده فيما يطلق عليه “سباق مابعد الابتكار”، والسعي الحثيث للعديد من الدول والمنظمات لتحويل الذكاء الاصطناعي من تقنية واقعية تثير المخاوف إلي تقنية مصممة لخدمة الجميع، تندمج مع المسارات الاقتصادية والاجتماعية وأيضا السياسية للدول ، وتعزز من تنافسية الدول على كافة المؤشرات التنموية ما يُمهّد الطريق لعقد قادم من التحول الرقمي الغير مسبوق على المستويين الإقليمي والعالمي.
وفي ظل الاستراتيجية الطموحة التي تتبناها الدولة المصرية للتحول الرقمي للحاق بالسباق العالمي والتنبؤ بالمستقبل التكنولوجي القادم، نشهد زخما كبيرا تحركه القيادة السياسية لبناء القدرات المصرية وتنمية المواهب والمهارات الرقمية في مجالات التكنولوجيا ذات القيمة المضافة الفائقة وعلى رأسها تعزيز الذكاء الاصطناعي الموثوق والشامل وتحفيز الاستثمارات في البنى التحتية للبيانات والربط الرقمي الموثوقة والآمنة، وتعزيز الأمن السيبراني واقتصاد البيانات، وذلك بدلالات قوية يشار إليها بالبنان والقوة على المستوى التنظيمي بإطلاق إستراتيجيات وطنية ومبادرات شاملة تستهدف وضع مصر على خريطة هذا القطاع الذي يشهد طفرة عالمية في جميع المجالات والتخصصات.
ولاشك أن الحوار والنقاش المجتمعي الفعال يعد جوهر هذا التحول التكنولوجي القائم، وأحد أهم مراحل الانتقال لأفاق جديدة تتناسب مع المتطلبات والمعايير العالمية، عبر تبادل الآراء، وتعزيز التفاهم، وضمان مشاركة أوسع في صنع القرار، ومعالجة التحديات المشتركة، وتحسين السياسات، للوصول لتنمية مستدامة وعادلة اقتصاديًا واجتماعيًا وبيئيًا، وهو مايلبيه سنويا معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للتكنولوجيا لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا (Cairo ICT2025) الذي أصبح منصة إقليمية ذات تأثير دولي واسع، تجمع المبتكرين والمستثمرين، وتعنون قطاع التكنولوجيا المصري بالكثير من الشغف وتضعه في قلب المشهد بحكايات حقيقية عن مصر المتطورة القادرة على صناعة الفارق.

فمعرض كايرو أي سي تي والذي تنطلق فعاليات دورته الـ 29 اليوم بحضور رئيس مجلس الوزراء، تحت عنوان تحت شعار الذكاء الاصطناعي في كل مكان، وتنظمه شركة تريد فيرز إنترناشيونال والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بدعم من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات،ومشاركة أبرز الجهات الحكومية والبنكية والتكنولوجية في مصر، يعمل بشكل مباشر كمحفز إستراتيجي للابتكار والاستثمار بسياسات وأجندة عمل تعزز التنوع التكنولوجي في مصر وقيادة التطور التقني، وتوحيد جهود الجهات الحكومية ومراكز الابتكار والشركات لتقديم أحدث الحلول والخدمات المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يُعزز التنوّع الاقتصادي، والقدرة التنافسية العالمية لمصر .
شراكات محلية ودولية
ومن المتوقع أن يُسهم المعرض والمؤتمر هذا العام في دعم الأطر الاستراتيجية الوطنية والمحلية المتصلة بالذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2025–2030، والشراكات المحلية والدولية التي تتبناها مصر وخطتها لنشر أدوات ذكاء اصطناعي محلية الصنع في قطاعات حيوية وذلك في توقيت يشهد فيه العالم قفزات غير مسبوقة في قدرات الذكاء الاصطناعي، حيث يضع المعرض على رأس أولوياته الذكاء الاصطناعي الفيزيائي، والحوسبة الكمومية، والبنى التحتية المستدامة لمراكز البيانات، وأشباه الموصلات وتقنيات الطاقة.
ويشهد المعرض زخما كبيرا على مستوى الفعاليات والمعارض المتخصصة، حيث تنطلق النسخة الثانية من فعاليات معرض ومؤتمر AIDC الأول من نوعه في أفريقيا والشرق الأوسط، للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات والحوسبة السحابية تحت رعاية وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، ومعرض ومؤتمر بافكس الثاني عشر لتكنولوجيا المدفوعات والشمول الرقمي برعاية البنك المركزي المصري ، ومعرض كونكتا الدولي التكنولوجيا الشباب للعام الخامس إلى جانب Innovation Arena للإبداع، وفعاليات Cyber Zone للأمن السيبراني ، بما يؤكد قوة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وثقة الشركات العالمية بمستقبله عبر عقد العديد من الشراكات وطرح رؤى مبتكرة ومتجددة للاقتصاد المصري تتلائم مع معطيات المستقبل العالمي.
وما يميز معرض ومؤتمر Cairo ICT 2025 هو التكامل الفريد بين الجهات الحكومية، والشركات التكنولوجية، والمؤسسات البنكية، حيث تشارك جهات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والبنك المركزي المصري، والهيئة العامة للرقابة المالية، والجهاز القومي لتنظيم الاتصالاتNTRA ، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلوماتITEDA، والبريد المصري، والهيئة العربية للتصنيع، كما يشارك جهاز مستقبل مصر تحت لقب “ضيف الشرف” ليطرح رؤيته حول التحول الرقمي ومراكز البيانات والذكاء الاصطناعي.
ويقدّم معرض Cairo ICT2025 في نسخته الجديدة جلسات تفاعلية وعروضًا تطبيقية تواكب التطورات في الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وتقنيات الجيل الخامس، والأمن السيبراني، والمدن الذكية، وتكنولوجيا التعليم بمشاركة جناح كامل لوزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى مجالات الحوسبة السحابية، والتكنولوجيا المالية، والتقنيات الخضراء، والهوية الرقمية eKYC.
ويشهد المعرض هذا العام جلسات وورش تفاعلية وحلقات نقاشية، يشارك بها قيادات تنفيذية لكبريات الشركات والمؤسسات العالمية والمحلية، تركز عناوينها على الخدمات المصرفية المدعومة بالذكاء الاصطناعي وتأمين التمويل المستقل، و الأمن السيبراني في عصر الذكاء الاصطناعي وحماية البيانات في بيئات متزايدة التعقيد، وكيفية بناء أطر بيانات متوازنة عابرة للحدود مع منظورات دولية وتطوير قادة أمن المستقبل في ظل أزمة المواهب ، والطريق لإحداث ثورة في الخدمات الحكومية باستخدام eKYC والتوقيع الرقمي والمنصات المتكاملة، و إعادة ابتكار الأمن لعصر التهديدات التشفيرية القادم وإنترنت الأشياء لتأمين مستقبل متصل.

من جانبه صرح أسامة كمال رئيس مجلس إدارة شركة تريد فيرز إنترناشيونال، المنظمة لمعرض ومؤتمر Cairo ICT، أن النسخة التاسعة والعشرين تجمع خبرات العقود الماضية وتواكب تطورات التكنولوجيا العالمية على كافة المستويات بما يشمل جميع القطاعات الأخرى التي باتت أكثر احتياجاً للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، كما يواصل المعرض رسم وصياغة المستقبل التكنولوجي في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، حيث يشهد المعرض حراك استراتيجي على مستوى التنوع والشمول في طرح عملية التحول الرقمي في الدولة المصرية على كافة المستويات، والتي طالت كافة أوجه حركة الاقتصاد سواءا المؤسسي أو الخدمي، بواقعية ترتكز على مفهوم الرقمنة لكافة القطاعات الاقتصادية والمالية، وتوطين التقنيات المتقدمة.
طفرة التحول الرقمي
وحول التركيز على أهمية الذكاء الاصطناعي، يؤكد كمال إن الدور المحوري الذي يقوده معرض Cairo ICT في قطاع الاتصالات على مدار نحو 3 عقود لم يعد يقتصر على التأثير المباشر في تنمية القطاع فحسب، بل أصبح يمتد بتأثيره ودعمه إلى كافة القطاعات الاقتصادية الأخرى، التي تشهد طفرات هائلة في التحول الرقمي والدمج التكنولوجي لكافة عملياتها اعتماداً على الذكاء الاصطناعي، ومن ثم أصبح معرض Cairo ICT يقود نحو دعم وتحفيز الاقتصاد الحديث بالكامل ودفع االدولة المصرية لمناطحة الدول الناشئة في تغيير واجهتها للمستقبل، وتبني خطط تنفيذية وسياسات تغير واجهة الخدمات المقدمة لتسريع وتيرة التحول الرقمي والشمول المالي وفتح مسارات التطور للقطاعات الاقتصادية ، وتعزيز مستويات التشغيل وحركة الاقتصاد.
و تستهدف مصر أن تصل نسبة مساهمة الذكاء الاصطناعي للناتج المحلى الإجمالى لمصر إلى 7.7% بحلول عام 2030، حيث من المتوقع أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي في مصر إلى 1.08 مليار دولار بنهاية 2025 بزيادة 29% عن العام الماضي بحسب مؤسسة statista للأبحاث. ومن المتوقع أن يُظهر حجم السوق معدل نمو سنوي مركب خلال الفترة من عام 2025 وحتي عام 2029 بنسبة 26.26%، مما يؤدي إلى حجم سوق يبلغ 4.40 مليار دولار بحلول عام 2031.
وأعرب أسامة كمال عن سعادته بحصول معرض Cario ICT على جائزة المعرض الأكثر تأثيراً في مجال التكنولوجيا والابتكار بالشرق الأوسط وأفريقيا، ضمن جوائز “جلوبال براند أووردز” العالمية، وذلك للمرة الثانية في تاريخه بعد فوزه الأول في عام 2022، ويأتي هذا الفوز بدعم الشركاء ودعم الإعلام ودعم الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى أصبح معرض Cairo ICT هو الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط وأفريقيا، مشيرا إلى أن فعاليات المعرض ركزت على ضرورة تعزيز التعاون المحلي والمشاركة المكثفة بين جميع الأطراف المعنية لصياغة مزايا تنافسية للدولة المصرية في السباق نحو التفوق الرقمي على المستويين الإقليمي والعالمي.

ولفت أسامة كمال إلي أن هذا التكامل بين الحكومة والشركات والذي يشهده المعرض يقدم نموذجًا اقتصاديًا جديدًا، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي محركًا رئيسيًا للنمو المستدام، ويضع مصر في موقع ريادي على خريطة التكنولوجيا العالمية ويطرح الفرص المتوفرة على مستوى جذب الاستثمارات الأجنبية لمصر في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
النماذج الناجحة
ويقدم المعرض هذا العام عدداً من النماذج الناجحة في مجال الذكاء الاصطناعي، منها عرض مركز البيانات البالغ تكلفته 135 مليون دولار في العاصمة الإدارية الجديدة، الذي يظهر الدور المحوري للبنية التحتية المتطورة في دعم التحول الاقتصادي والرقمي لمصر. كما تعرض الشركات العالمية أحدث حلولها، بما في ذلك منصة IBM watsonx وقدرات الذكاء الاصطناعي والسحابة الهجينة التي تساعد العملاء في مصر ومنطقة الشرق الأوسط على تسريع تحولهم الرقمي.
ويشهد المعرض إقبالاً كبيراً من الشباب المصري الذي يشارك بابتكارات متنوعة في مجالات الذكاء الاصطناعي، مما يعكس الجهود الوطنية لبناء قدرات الشباب في قطاع التكنولوجيا المستقبلية، مما يضع مصر على خريطة الفعاليات التكنولوجية العالمية الكبرى، ويمهد الطريق لاستضافة القاهرة لفعاليات معرض ومؤتمر عالم الذكاء الاصطناعي (MEA Egypt 2026) في فبراير المقبل، والذي سيشهد تجمعاً لقادة الذكاء الاصطناعي من 60 دولة.
وينعقد المعرض والمؤتمر هذا العام برعاية كل من شركة دل تكنولوجيز ومجموعة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، و شركة WB Engineers+Consultants ، والبنك التجاري الدولي مصر CIB، وشركة هواوى، وشركة اورنچ مصر، وشركة مصر للطيران، بالإضافة إلى رعاية إيجيبت تراست وماستر كارد، وشركة ميدار، وشركة فورتينت.
كما تضم قائمة الرعاة كل من شركة سيلزفورس، ومجموعة بنية، وشركة خزنة، والبنك الأهلى المصرى، والبنك العربى الأفريقى الدولى، وبنك الإسكندرية، ومجموعة شاكر، وشركة ICT Misr و IoT Misr، ونتورك انترناشيونال، وشركة Meinhardt .
معرض الذكاء الاصطناعي
ويشهد المعرض النسخة الثانية من فعاليات معرض ومؤتمر AIDC الأول من نوعه في أفريقيا والشرق الأوسط، للذكاء الاصطناعي، والذي يناقش فيه خبراء مجال مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي أهمية الاستثمار في هذه المجالات، التي تمثل نقلة نوعية في جميع القطاعات الاقتصادية، خاصة مع وجود دعم كامل من القيادة السياسية والحكومة المصرية.
ويشمل نطاق معرض الذكاء الاصطناعي الأسواق الناشئة في قارة أفريقيا، حيث يشارك ممثلين من المنطقة حيث من المتوقع أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تضاعف العديد من الصناعات بفضل تطورات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، حسب المؤشرات الدولية.
وكشف الخبراء، أن المعرض يمثل فرصة أمام الشركات ليس فقط لتبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بل للمشاركة الفعلية في تطويرها وتوطينها، فالتعاون مع الجهات الحكومية والبحثية والتعليمية يتيح لمصر الانخراط في مشروعات بحثية تؤدي إلى ابتكارات وبراءات اختراع مشتركة، كما يمنح الشركات الناشئة المصرية فرصة لاختبار منتجاتها في بيئات عالمية، مما يعزز قدرتها على دخول الأسواق العالمية بثقة أكبر.

وأشاروا ، إلى إن حجم الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي حاليا يصل إلى 1.2 مليار دولار في دول مصر، والخليج، وشمال أفريقيا، بهدف تحقيق أثر اقتصادي يتجاوز 150 مليار دولار بحلول عام 2030 من خلال استراتيجيات وطنية وتطوير البنية التحتية، ويشمل الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي، تطوير البنية التحتية، وتدريب الكوادر البشرية، وتعليم الذكاء الاصطناعي، وهو مايحتاج معه الانفتاح على التعاون مع شركاء استراتيجين يمتلكون الخبرة والكفاءة في هذا المجال.
وأكدوا على أن فعاليات المعرض تمثل مرتكز رئيسي لتبادل الخبرات، واستكشاف الفرص الاستثمارية، وتعزيز الشراكات المحلية والدولية، مع التركيز على التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية ودعم الابتكار وريادة الأعمال ، وأيضا سيكون له أثر ايجابي على المستوى التشريعي خاصة وأن مصر في إطار إصدار تشريعات للذكاء الاصطناعي بتطبيق قانون متكامل يعمل على حماية المستخدمين وحوكمة حقيقة لتقنية الذكاء الاصطناعي.
ونوهوا ، إلى أن سباق الهيمنة والسيطرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي، لم يعد امتلاك البيانات والتقنيات رفاهية، بل سلاحاً سيادياً بيد الدول، ويبرز الذكاء الاصطناعي السيادي اليوم كدرع رقمي واقتصادي يحمي الخصوصية ويعزز الاستقلال، ويمنح الدول قدرة غير مسبوقة على توجيه الابتكار وفق أولوياتها وهويتها.
ويشهد معرض ومؤتمر AIDC هذا العام جلسات تفاعلية، يشارك بها قيادات تنفيذية وخبراء في مجالات الذكاء الاصطناعي ، تركز عناوينها على خطة مصر للهيمنة الرقمية الإقليمية وتوسيع نطاق الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات، وتغيير كيفية الوصول والتفاعل، والذكاء الاصطناعي التوليدي: ما وراء ChatGPT -، وسوق مراكز البيانات والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي في مصر، و الاستثمار في رأس المال البشري في عالم تقوده التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والابتكارات في التبريد السائل باعتبارها ثورة في الحوسبة عالية الأداء وتقنيات الجيل التالي، ونماذج الاستثمار والتمويل للبنية التحتية لمراكز البيانات في الأسواق الناشئة
كما يستعرض المؤتمر الطريق نحو منظومة الذكاء الاصطناعي العربية الموحدة عبر تعاون إقليمي من أجل الابتكار والمواهب والتأثير، ومناقشة الأطر والمسارات لبناء أنظمة ذكاء اصطناعي سيادية وخلق قيمة اقتصادية لمصر وعائد على الاستثمار في هذا المجال، وخطط مصر لتحديث الأنظمة الحكومية لتلبية احتياجات المواطنين في عالم رقمي متزايد
معرض بافكس
يشهد المعرض في دورته الحالية إقامة الدورة الثانية عشر لمعرض PAFIX للمدفوعات المالية والرقمية، بمشاركة موسعة لمجموعة من البنوك الحكومية والعالمية الرائدة والمؤسسات المالية ، لاستعراض حلولهم البنكية المعتمدة على تكنولوجيا المعلومات، وسيشهد مناقشة موضوعات جديدة خاصة بالقطاع المصرفي المصري، في ظل عملية التحول الرقمي التي يتبناها تحت مظلة البنك المركزي المصري، وانطلاق التجربة المصرفية الجديدة والمتمثلة في تدشين البنوك الرقمية، لأول مرة في القطاع المصرفي المصري، وذلك بعد سنوات من الإعداد والتجهيز وبناء القدرات الرقمية وتأهيل الكوادر البشرية والبنية التحتية التكنولوجية اللازمة لإنشاء هذا الكيان الواعد.
ومن المقرر أن تشهد فعاليات “بافكس” استعراض لخطط البنوك المصرية الشاملة لرقمنة خدماتها المالية، عبر الارتكاز على التحول الرقمي والتعاون مع شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك في إطار خطط القيادة السياسية والبنك المركزي المصري لدعم عملية الشمول المالي في مصر والتحول نحو مجتمع لانقدي، بما يساهم في انتشار وتسريع العديد من حلول التكنولوجيا الرقمية وابتكار منتجات إلكترونية تخدم فئات كبيرة من المواطنين.
ويكشف حجم مشاركة البنوك الكبرى في فعاليات المعرض خلال الدورات الأخيرة، مدى التنسيق والتكامل بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي خرجت بالعديد من الأفكار والتوصيات البناءة التي كان لها بالغ الأثر في عمليات الرقمنة بالبنوك، بالإضافة إلى توقيع العديد من الشراكات في هذا الاطار والتي تكشف مدي جدية عمليات التحول القائمة في البنوك المصرية المعتمدة على التقنيات الحديثة كالمدفوعات الالكترونية والبلوك تشين والبيج داتا ووصلت حاليا لإطلاق البنوك فروع رقمية بشكل كامل برخص رسمية من البنك المركزي المصري.

وقالت ياسمين راشد، رئيس قطاع التسويق فى إي فاينانس، إن هناك خطوات قوية نحو تعزيز الشمول المالى وتمكين المجتمع من الحصول على الخدمات الرقمية بسهولة، وأشارت إلى أنه لا يوجد تحول رقمى بدون ذكاء اصطناعى، لذلك يتم الاستثمار فى هذا المجال بقوة، مشيرة إلى العمل على التوسع فى نشر الخدمات الرقمية وتوظيف إدارة البيانات لدعم اتخاذ القرارات المبنية على المعرفة وإقامة اقتصاد رقمى شامل.
من جانبه قال روماني حافظ، رئيس قطاع التسويق والاتصالات المؤسسية بالبنك التجاري الدولي خلال فعاليات المؤتمر الصحفي التحضيري للمعرض ، أن الدورة التاسعة والعشرون للمعرض تؤكد مكانته كمنصة تجمع بين التكنولوجيا والقطاع المالي في مشهد واحد يعكس ريادة مصر في التحول الرقمي الإقليمي، موضحا أن البنك التجاري الدولي كان من أوائل البنوك التي شاركت في Cairo ICT منذ عام 2007 حين كانت العلاقة بين البنوك وقطاع تكنولوجيا المعلومات لا تزال في بداياتها.
الحقوق الرقمية للإنسان
وأشار إلى أن العالم في الوقت الحالي يعيش مرحلة جديدة من التحول التكنولوجي جعلت من الذكاء الاصطناعي جزءًا من منظومة الحقوق الرقمية للإنسان حيث أن حرية الوصول إلى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ستصبح قريبًا من حقوق الإنسان الأساسية،و لا يمكن لأي دولة أو مؤسسة أن تتحدث عن التنمية دون أن تضمن لمواطنيها أو عملائها حق الوصول إلى المعرفة الرقمية .
وأكد حافظ أن البنك التجاري الدولي يواصل ضخ استثمارات كبيرة في التكنولوجيا والبنية التحتية الرقمية في إطار خطة متكاملة تستهدف التحول إلى مؤسسة مصرفية ذكية ومستدامة تتماشى مع التطور العالمي في الخدمات المالية، منوها إلى أن البنك يستثمر في عدة محاور أساسية تشمل تطوير الأنظمة المصرفية وتحديث البنية التحتية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وحلول الأمن السيبراني، وإدارة البيانات، إلى جانب التعاون مع شركاء تقنيين محليين وعالميين لتسريع الابتكار.
وأشار إلى أن البنك التجاري الدولي يؤمن بأن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن الإنسان. بل شريكًا في تطوير الخدمات وتعزيز الكفاءة والشفافية في القطاع المالي، وحول التهديات السيبرانية قال روماني حافظ أن البنك المركزي وجه البنوك العاملة في السوق المحلية بتنفيذ تمارين محاكاة للهجمات السيبرانية (Cyber Drills) لأول مرة في تاريخ القطاع المصرفي المصري، لاختبار كفاءة أنظمة الحماية الإلكترونية واستعداد المؤسسات لمواجهة أي تهديدات رقمية محتملة.

معرض كونكتا
ويشهد فعاليات المعرض انطلاق الدورة الخامسة من معرض Connecta المتخصص في الألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية والتكنولوجيا الترفيهية بأجندة ثرية تمزج المتعة والترفيه بالتكنولوجيا، وتجمع الطلاب المبتكرين مع راود الأعمال، وتحشد الموهوبين جنبا إلى جنب مع الشركات الناشئة، تحت رعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وتمتلئ دورة هذا العام من Connecta بفعاليات تخاطب العقول الشابة والنشيطة وتخلق أجواء من الإثارة والحماس بداية من بطولة ضخمة للألعاب الإلكترونية، فضلا عن سلسلة من الأحداث المصاحبة، وعلى رأسها النسخة التاسعة من ملتقى الإبداع وساحة الابتكار Innovation Arena، والنسخة الثالثة من Cyber Zone الحدث التنافسي المبتكر في مجالات الأمن السيبراني.
ويوفر معرض Connecta أيضا منصة لعرض أحدث التطبيقات والبرامج والهواتف المحمولة والأجهزة الشخصية في مجالات التكنولوجيا الترفيهيةويكشف حصريًا عن أحدث المنتجات والحلول الرقمية للمستهلكين في هذا الصدد، كما يقدم عروضا عن الملحقات التقنية والمحافظ الرقمية والمواقع الرقمية لتمكين الزوار من الحصول على تجربة إلكترونية شبابية بامتياز وغامرة بالتسلية والتحديات والمنافسات ومتكاملة بالعلوم والخبرات وتحفيز التفكير.
وبالتوازي، تُطلق النسخة العاشرة من ملتقى الإبداع وساحة الابتكار Innovation Arena تحت رعاية وزارة التعليم العالي وصندوق رعاية المبتكرين مسابقات للشركات تستهدف بشكل رئيسي استكشاف الأفكار الناشئة ودعمها والترويج لها كما يعقد الحدث عدة جلسات وورش عمل وبرامج تدريبية متقدمة بمشاركة أكثر من 50 متحدثا، ضمن إطار متكامل يستهدف بشكل خاص تعريف رواد الأعمال بآليات التخطيط والتنفيذ لتحويل الأفكار إلى مشروعات ناجحة، بما يتضمنه ذلك من مهارات القيادة الفعالة وإدارة المخاطر والتسويق والتفاوض الفعال.








