دفعت التحولات التي شهدها قطاع الاتصالات والتكنولوجيا المصري خلال الفترة الماضية وانتقاله من حقبة الخدمات التقليدية إلى عصر الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي، إلى ضرورة الاستفادة من الفرص غير المسبوقة التي يوفرها هذا التطور في الاقتصاد الرقمي، عبر وضع السياسات الضرورية وإطلاق العديد من المبادرات لبناء المهارات الرقمية لدى الشباب والأجيال الجديدة، واتباع ما يلزم في هذا الشأن لخدمة مشروعات الحكومة الإلكترونية وما تنفذه الشركات المصرية والأجنبية المتخصصة من مشروعات.
لذلك فإن إعداد المواهب في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سيلعب دوراً محوريا في استدامة الموارد البشرية لكافة الشركات العاملة في مجالات متعلقة بالتحول الرقمي الذي تنفذه الدولة المصرية، ويساهم في تعزيز مهارات القوى العاملة مما يصب في مصلحة استراتيجية الدولة التنموية الهادفة إلى دمج تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بشكل كامل في دعم مستهدفات خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية ورفع مستوى الوعي لدى فئات المجتمع وإنشاء بيئة أعمال تشجع على الإبداع والابتكار.
وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تقوم على تنفيذ عمليات التدريب والتأهيل بخطوات جادة في عدة اتجاهات تشمل إطلاقها العديد من المبادرات في إطار عدة محاور تشمل المسارات المهنية، وتوفير برامج تدريبية تقنية وتطبيقية في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وإتاحة الخدمات والشهادات المعتمدة بالتعاون مع القطاع الخاص، ودعم أعمال العمل الحر، ودعم مهارات الإبداع وريادة الأعمال، وإتاحة بيئة تكنولوجية تطبيقية داعمة للتوجهات التكنولوجية الحديثة، إلى جانب الشراكات مع القطاع الخاص لدمج التكنولوجيات والتقنيات الحديثة في خدمة القطاعات الاقتصادية كالتعليم والصحة والخدمات المالية والمصرفية والنقل، وغيرها من القطاعات المختلفة.
لكن هل تتناسب هذه المبادرات مع التوسع الذي يشهده القطاع على مستوى المشروعات وخطط الدولة الطموحة في عمليات التحول الرقمي والتي تشمل إنشاء المدن الذكية وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة، و بناء مصر الرقمية والوصول إلى مجتمع مصري يتعامل رقميا في كافة مناحي الحياة، وأيضا تعزيز تنمية البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتحسين الخدمات الرقمية في الجهات الحكومية.
استراتيجية بناء القدرات
بقراءة تصريحات الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أمام مجلس النواب، فإن الدولة تستهدف خلق كوادر تكنولوجية فى كافة المجالات حيث يتم العمل على تدريب 115 الف متدرب بتكلفة 400 مليون جنيه في العام المالي الجاري وفقا لمنهج هرمى يتدرج فى مستوياته بدءا بإتاحة برامج تدريب أولية، ثم برامج تدريب تكنولوجى متوسط من خلال مدارس التكنولوجيا التطبيقية، يليها برامج تدريب تكنولوجي متقدم ومنها برنامج تدريب متخصص في الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع كلية علوم الحاسب بفرنسا ومبادرة مستقبلنا رقمي.
تابع الوزير “يتم التدرج في المنهج الهرمي حتى الوصول إلى اتاحة تعليم جامعي متخصص في التكنولوجيات الحديثة من خلال جامعة مصر المعلوماتية وهي أول جامعة معلوماتية متخصصة في أفريقيا والشرق الأوسط ويتم إنشاؤها في مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة باستثمارات 8 مليار جنيه، ثم التدرج وصولا إلى قمة الهرم من خلال تنفيذ مبادرة بناة مصر الرقمية التي تستهدف منح ماجستير عملي متخصص لألف دارس سنويا.
وعلى صعيد محور رعاية الإبداع؛ أوضح الدكتور عمرو طلعت أنه تم إنشاء مركز البحوث التطبيقية لتطوير حلول بالذكاء الاصطناعي في عدة مجالات ومنها الزراعة والصحة والتخطيط العمراني؛ حيث ساهمت جهود مصر في هذا المجال في تقدم ترتيبها العالمي في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي لتحتل المركز 56 عالميا في 2020 مقارنة بالمركز 111 في 2019؛ مشيرا إلى أنه يتم تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة باستثمارات أكثر من 2 مليار جنيه، كما يتم العمل على نشر مراكز إبداع مصر الرقمية لاتاحة التدريب التقني المتخصص وبرامج لرعاية الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال للشباب بالمحافظات؛ لافتا إلى أنه تم إطلاق مبادرة فرصتنا.. رقمية لتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة والمهنيين المستقلين والتي يتم من خلالها تخصيص نسبة 10% من مشروعات مصر الرقمية لهذه الشركات.
من جانبها وصفت داليا الجزيري الرئيس التنفيذي لقطاع الموارد البشرية بشركة اتصالات مصر، هذه المبادرات المتنوعة بالإيجابية في تنمية القدرات والمهارات لدى العاملين بمجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لافتة إلى أن الدولة وضعت تنمية الموارد البشرية ركناً أساسياً في رؤية مصر 2030 لتقليل الفجوة بين الدراسة الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل التي تتجدد بسرعة.
التكامل بين القطاع الخاص والحكومة
وأشارت داليا الجزيري إلى التكامل بين الحكومة والقطاع الخاص هو شرط نجاح منظومة التدريب والتأهيل للأجيال الجديدة الراغبة في العمل بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منوهة إلى إلى أن مصر يتخرج من جامعاتها أكثر من نصف مليون خريج سنويا، منهم 50 ألف طالب في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهو ما يشير إلى أن 10% تقريبًا من الخريجين سنوياً مهتمين بعالم الاتصالات والتكنولوجيا وهو أمر جيد وتلك النسبة في تزايد مستمر، حيث أن التكنولوجيا بمفهومها الواسع هي المستقبل لتقدم الدول.
وتتوسع الدولة في إنشاء الجامعات التكنولوجية والتي ترتكز على التعليم الفنى والتكنولوجيا التطبيقية، مع العمل على رفع كفاءة البنية التحتية المعلوماتية للجامعات المصرية لتصبح جامعات ذكية، مؤهلة للاندماج في منظومة التحول الرقمي، وزادت موازنة التعليم العالي بنسبة 160% خلال السنوات الست الماضية، ووصل حجم الاستثمار في الجامعات الحكومية خلال 6 سنوات إلى 48 مليار جنيه.
توقع القادم في سوق العمل
من جانبه، قال عماد السنباطي نائب الرئيس التنفيذى لقطاع الموارد البشرية بشركة أورنج، أن العمالة الجاهزة في هذا القطاع ضرورة ملحة لاستدامة أعماله وتحقيق التنمية والتطور المنشود، مؤكدا على ضرورة أن يكون يكون هناك تنسيق بين كافة الجهات التعليمية من ناحية والجهات المعنية بصناعة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات من ناحية أخرى لتوقع القادم في سوق العمل حتى 2025 على أقل تقدير واحتياجات السوق من حيث المهارات المهنية لينعكس ذلك علي المناهج التعليمية والتدريبات العملية.
ويبلغ عدد العاملين في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حوالي 281 ألف مهني ساعدوا في تحقيق القطاع معدل نمو 16% وناتج محلي للقطاع يقدر بـ125 مليار جنيه، وارتفعت مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي من 3.2% إلى 4.4% ومستهدف 5% خلال العام المالي الحالي و8% خلال ثلاثة أعوام.
وتشير دراسات لمراكز توظيف بحثية عالمية إلى أن الصناعة تتجه نحو أنماط مختلفة في التوظيف داخل الشركات خلال الخمسة أعوام المقبلة سواء في الدول المتقدمة أو الأسواق الناشئة، مشيرة إلى أن دول كمصر والسعودية والإمارات، سيتجهون إلى ما يسمى بالتوظيف النوعي في الخدمات الجديدة التي سيعملون بها وعلى رأسها شبكات الألياف الضوئية FTTH والذكاء الاصطناعي وهو ما يحتاج إلى تدريب وتأهيل في هذه المجالات الحيوية.
وقالت نجلاء قناوي رئيس قطاع الموارد البشرية بشركة فودافون مصر، أن الشركات العاملة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تعمل معظمها علي تقديم العديد من البرامج والمبادرات المختلفة والتي تسعى جميعها إلى تطوير وتنمية القدرات والمهارات وذلك بهدف تلبي الاحتياجات المختلفة الناتجة عن عملية التحول التكنولوجي السريع وذلك جنبا إلى جنب مع مبادرات الدولة ، مشيرة إلى أن التواصل والتنسيق بين كافة الأطراف المعنية بتأهيل وتدريب الشباب على المهارات الرقمية ضرورى لخدمة أهداف القطاع وأيضا خطط الدولة الرقمية.
ولفتت إلى توجهات الدولة لدمج تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في القطاعين العام والخاص ونشر واستخدام التكنولوجيا، يحتاج إلى مبادرات وبرامج تدريبة تتيح للعاملين في المجال وأيضا الأجيال الجديدة اكتساب مهارات وخبرات جديدة تتناسب مع متطلبات سوق العمل في المستقبل والإدراك الكامل لإمكاناتهم للمساهمة في تشكيل مستقبل الدولة المصرية.
4 شراكات جديدة لتعزيز مهارات الطلاب
وشهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هذا الأسبوع الإعلان عن شراكات جديدة وتوقيع مذكرات تفاهم بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأربعة من كبرى الشركات العالمية المطورة للتكنولوجيا العاملة فى مصر في إطار استكمال خطط التدريب والتأهيل وهم شركة دِل تكنولوجيز، وفودافون مصر، وكاسبرسكى، وهواوى تكنولوجيز بهدف تعزيز مهارات الشباب الملتحقين بمبادرة بُناة مصر الرقمية التى أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنمية قدرات المتفوقين من خريجى كليات الهندسة والحاسبات والمعلومات وصقلهم بالعلم والخبرات العملية اللازمة ليحظوا بمقتضاها على درجة الماجستير المهنى فى إحدى التخصصات المتعمقة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
واتفق ممثلو هذه الشركات على الالتزام بتحقيق رؤية الدولة نحو تنويع الاقتصاد عبر تنمية المهارات والابتكار للأجيال الجديدة ومساعدة الطلاب على تطوير المهارات الأساسية فى المجالات الناشئة مثل علوم البيانات والحوسبة السحابية وتحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي ومهارات الأمن الرقمى ؛ وتحديد التحديات وتقديم الحلول المعتمدة على التقنيات الجديدة ونماذج الأعمال المبتكرة، بالإضافة إلى تطوير حاضنات الأعمال الداعمة للشركات الناشئة وتقديم استشارات تقنية ورعاية وتمويل لمشروعات التخرج.
وتهدف مبادرة بُناة مصر الرقمية الى إعداد نخبة متميزة من المتخصصين فى علوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على نحو غير مسبوق من خلال برنامج تعليمى متكامل يتم خلاله التعاون مع كبرى الجامعات الدولية لصقل القدرات التقنية للشباب الملتحقين فى المبادرة، وتنمية المهارات الشخصية بالتعاون مع كبرى الشركات والمؤسسات الدولية العاملة فى مجالات تنمية المهارات الإدارية، وكذلك التعاون مع كبرى الشركات المتخصصة لتنمية القدرات اللغوية ليتمكن الشباب من التواصل مع غيرهم من مختلف دول العالم؛ إلى جانب إتاحة التدريب العملى الذى يتطلب إقامة شراكات مع الشركات العالمية الرائدة فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
موظفون بمهارات رقمية خاصة
على جانب أخر يشكل عنصر تدريب وتأهيل موظفي الدولة على المهارات الرقمية جزء رئيسي من استراتيجية الدولة للتحول الرقمي الكامل ودعم رؤيتها في توفير بيئة أعمال عالمية عالية الكفاءة خاصة مع التحول الذي تشهده الحكومة على مستوى الأعمال وأيضا الخدمات المقدمة التي ترغب في تحويلها إلى إلكترونية بشكل كامل خلال السنوات المقبلة.
ويشكل انتقال الحكومة للعاصمة الإدارية الجديدة نواة انطلاق حقيقية في هذا التوجه، حيث يمثل التدريب والتأهيل محورا استراتيجيا لعملية الانتقال، وشمل التدريب محور تنمية الثقافة الرقمية طبقاً للمستويات الوظيفية، ومحور تنمية المهارات الرقمية استرشاداً بنتائج تقييم العاملين، ثم محور تطبيقات العاصمة، والذي يعتمد على البرامج الفنية الخاصة بالتطبيقات ونظم التشغيل والعمل داخل العاصمة، وأخيراً محور تنمية مهارات العاملين بوحدات نظم المعلومات والتحول الرقمي.
وأنشأت وزارة الاتصالات أكاديمية دعم وحدات نظم المعلومات والتحول الرقمى استكمالا لما تم البدء به من تأسيس لوحدات التحول الرقمي داخل كافة الوزارات وهيئات الحكومة حيث تهدف الأكاديمية إلى بناء قدرات العاملين بهذه الوحدات وفتح حوار متواصل وتبادل الخبرات بين المسؤولين عن إتمام التحول الرقمى في كافة جهات الدولة.
من جانبه قال هاني محمود مستشار رئيس الوزراء للإصلاح الإداري، أن الدولة تعمل على رفع المهارات لدى كل الموظفين حتى لا يواجه أحد منهم صعوبة فى التعامل مع التكنولوجيا الحديثة بالعاصمة الإدارية الجديدة ، أو حتي في التعامل مع خدمات الحكومة الالكترونية التي أطلقتها الدولة عبر منصة مصر الرقمية، مشيرا إلى أن الدولة تكلفت الكثير من الأمول لإعادة تأهيل الموظفين وهو مايجب تلافيه في المستقبل عبر تدريب الطلاب قبل التخرج على التكنولوجيات الحديقة ليتلائم مع الأساليب الحديثة التي تساهم في حصوله على فرصة عمل مناسبة.
وأشار إلى ضرورة استغلال حالة الزخم التي حققتها الدولة المصرية على مستوى دمج التكنولوجيا في قطاعات الأعمال الحكومية، لافتا إلى أن التطور في قطاع تكنولوجيا المعلومات كصناعة تسهم في زيادة إجمالي الناتج المحلي في مصر كما يفرض تحديات كبيرة أمام مخططي التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتوفير الكوادر البشرية المواطنة للاضطلاع بمسؤولياتهم في إدارة العمليات المعلوماتية .
كورونا تفرض تغيرا إيجابيا
ولفتت دراسة خاصة بالبنك الدولي إلى أن جائحة كورونا فرضت تغيرا ايجابيا أيضا في صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سينعكس على أنماط التدريب والتأهيل للتتلائم مع المعطيات الجديدة، في ظل زيادة استهلاك خدمات الاتصالات والتكنولوجيا بسبب تغير أنماط التعامل في قطاعات الأعمال وأيضا الترفية ، وتشير الاستحواذات وزيادة رأسمال الشركات العاملة في تقديم خدمات من هذه النوع إلى فرص نمو غير اعتيادية في هذه المجالات كما أن ملايين من المستخدمين حول العالم سيكونون أكثر ارتباطًا ودراية بالأدوات الرقمية، و ستكتسب شركات الاتصالات خبرة مباشرة وستوفر الحاجة إلى عاملين في مجال الألات الروبوتية وأدوات الذكاء الاصطناعي والاستخدامات الجديدة لتكنولوجيا الجيل الخامس وانترنت الأشياء.
وأشارت الدراسة إلى أن ملف ريادة الأعمال وتدريب وتأهيل الشباب على المشروعات الرائدة أصبح ضرورة ملحة في ظل اعتماد الاقتصاد العالمي على المشروعات الابتكارية لتحقيق معدلات نمو مناسبة، وتوفير فرص عمل مناسبة تتلائم مع معطيات المستقبل الذي تسيطر عليه التكنولوجيا بشكل كامل.
وهو ما أكده المهندس محمد عكاشة مؤسس صندوق Disruptech المتخصص في الاستثمار بشركات التكنولوجيا المالية الناشئة، والذي يرى إن نموذج الاستثمار في الشركات الناشئة يبدأ من الحاضنات والتي توفر التدريب والتأهيل المناسبين ثم الانتقال إلى مسرعات الأعمال، بعدها إلى صناديق الاستثمار، موضحًا أن مصر بها حاضنات، إلا أن مسرعات الأعمال حتى الآن لم تصل لمرحلة النضوج التي تمكنهم من الحكم وتقييم الأفكار المناسبة للسوق عملياً وقدرتها على الاستمرارية والنجاح.
وأكد على ضرورة تحفيز بيئة الابتكار التكنولوجي في مصر من خلال تطوير مهارات رواد الأعمال وزيادة فرص نجاح وتنفيذ أفكارهم الابتكارية، وتوسيع انتشار المشروعات الناشئة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في محافظات مصر المختلفة تعليم المبتكرين ورواد الأعمال آليات إدارة الابتكار وصياغة أفكارهم وطرق تحويلها إلى شركات ناشئة ومشروعات تجارية ناجحة.
وتعمل هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ” ايتيدا” بالعديد من الأنشطة في تدريب وتأهيل رواد الأعمال عبر برامج محفزة أو عبر توقيع مذكرات تفاهم مع العديد من الشركات العالمية من خلال أليات تشمل التدريب الفني والتوجيه والإرشاد والتسويق بهدف تحقيق نماذج ناجحة تواكب متطلبات الأعمال.
وأكد المهندس عمرو محفوظ الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، أن مصر تولى اهتماما كبيرا بالاستثمار في العقول الشابة من خلال اطلاق عدد ضخم من البرامج التي تهدف الى بناء قدرات الشباب وتحفيزهم على العمل الحر؛ مشيرا إلى أنه يتم العمل حاليا على نشر مراكز ابداع مصر الرقمية في مختلف المحافظات بهدف توفير التدريب التقني للطلاب والشباب حديثى التخرج، وتشجيع الابداع التكنولوجي وريادة الأعمال.
وأشار إلى أن برامج التدريب والتأهيل ساهمت في نمو ونضج منظومة ريادة الأعمال والإبداع التكنولوجى فى مصر وجعل الشركات الناشئة أكثر استعدادًا وصمودًا أمام التحديات الناجمة عن وباء فيروس كورونا والذى بدوره كان محفزًا لتسريع عمليات التحول الرقمى وتبنى جميع القطاعات لاستراتيجيات جديدة تحفز على استخدام الحلول الرقمية.