قصة ملهمة تكتبها جودي فولكنر، سيدة الأعمال الأمريكية التي قررت أن تجعل من ثروتها وسيلة للخير، لا غاية للترف. في عالمٍ يلهث خلف الأرقام، اختارت جودي أن تكتب معادلتها الخاصة: الفكرة + الإنسان = النجاح الحقيقي.
ولدت جودي عام 1943 في نيوجيرسي، وسط بيئة تجمع بين الطب والخدمة المجتمعية؛ فوالدها كان صيدليًا، ووالدتها ناشطة اجتماعية. درست الرياضيات ثم حصلت على درجة الماجستير في علوم الحاسوب، لتبدأ رحلتها المهنية من بدروم منزلها عام 1979، حيث أسست شركة صغيرة برأس مال 70 ألف دولار فقط، جمّعته من العائلة والأصدقاء.
كتبت بنفسها أول سطر برمجي لبرنامج إدارة السجلات الطبية، واضعة المريض في قلب كل تفصيلة، وتحولت شركتها إلى (Epic Systems)، إحدى أكبر شركات البرمجيات الصحية في العالم، تخدم أكثر من 300 مليون مريض، وتعتمد عليها مؤسسات مرموقة مثل “مايو كلينيك” و”جونز هوبكينز”. واليوم، تمتلك جودي 43% من الشركة، وتُقدّر ثروتها بأكثر من 7.8 مليار دولار.
لكن ماذا فعلت بهذه الثروة؟
هنا تبدأ الحكاية الأكثر إشراقًا: أعلنت جودي أنها ستتبرع بـ 99% من ثروتها للأعمال الخيرية، عبر مؤسستها التي تدعم الأطفال والأسر الفقيرة في مجالات التعليم والصحة.
تنصح جودي رواد الأعمال الشباب بأن يثقوا في رؤيتهم، ويضعوا العملاء في قلب كل قرار، ويستقطبوا المواهب ويخلقوا بيئة ملهمة. والأهم: كن مرنًا، متواضعًا، ولا تسعَ للكمال.
من بدروم بسيط إلى قرار يغيّر حياة ملايين البشر، تثبت جودي فولكنر أن أعظم الثروات ليست ما نملكه، بل ما نمنحه.
