فور توليه مسؤوليته بالبيت الأبيض، ترددت أنباء عن نقاشات داخل الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول اقتراحات تهدف إلى تهجير سكان غزة ونقلهم إلى دول مثل مصر والأردن، كجزء من خطط متعلقة بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
هذه الاقتراحات، التي نُشرت عبر تسريبات أو تقارير إعلامية استنادًا إلى عدة مصادر، لم تُؤكّد رسميًا من البيت الأبيض، لكنها أثارت جدلًا واسعًا، وقد رفضت كل من مصر والأردن هذه الأفكار بشكل قاطع، مؤكدتين على تمسكهما بحقوق الشعب الفلسطيني ورفضهما لأي حلول تُفرغ القضية من جوهرها السياسي وتُهدر حق العودة أو تقرير المصير.
وجاءت هذه الأفكار في سياق “صفقة القرن”، المبادرة الأمريكية للسلام التي أطلقتها إدارة ترامب عام 2020، والتي تجاهلت مطالب الفلسطينيين الأساسية، وساندت إسرائيل بشدة.
جربنا توجيه السؤال المحوري للذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT الأمريكي وDeepSeek الصيني، حول كيفية التحرك ضد رغبة الرئيس الأمريكي في توطين أهل غزة في مصر والأردن، فكيف أجاب؟
اقترحت جميع خدمات الذكاء الاصطناعي اتباع نفس الاستراتيجيات، مع التركيز على الوسائل القانونية والدبلوماسية والإعلامية المشروعة من أجل إثناء الولايات المتحدة عن قرار تهجير أهل غزة إلى مصر والأردن، وتعطيل هذا القرار بذكاء دون التصادم المباشر.
الضغط الدبلوماسي الدولي
اقترح الذكاء الاصطناعي ضرورة تحريك المنظمات الدولية، حيث يتم رفع القضية إلى الأمم المتحدة، خاصة مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة، لتسليط الضوء على انتهاك القانون الدولي (مثل اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر التهجير القسري)، كما يمكن أيضًا اللجوء إلى محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية.
وأكد أيضا على ضرورة تنسيق الموقف مع مصر والأردن، وإصدار تصريحات رسمية من القاهرة وعمّان برفض استقبال اللاجئين، مع التأكيد على أن التهجير يُعدّ “تصفية للقضية الفلسطينية”، مما يزيد الضغط الأخلاقي على واشنطن.
كما يرى ضرورة حشد الدعم الإقليمي والعالمي، وبناء تحالف مع دول عربية وإسلامية، وأطراف فاعلة مثل الاتحاد الأوروبي أو الصين، لإصدار بيانات مشتركة تدين الخطط الأمريكية.
حملات الرأي العام العالمي
كما يرى الذكاء الاصطناعي ضرورة توظيف الإعلام والنشطاء، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي ووثائقيات إعلامية لإبراز المعاناة الإنسانية في غزة، وربط التهجير بالتطهير العرقي، مما يحرج الإدارة الأمريكية أمام ناخبيها، وفضح المؤامرة دوليًا، عبر تكثيف الحملات الإعلامية باللغة الإنجليزية لفضح مشروع التهجير باعتباره “تطهيرًا عرقيًا” و”جريمة حرب”، مما يضعف الدعم الشعبي الأمريكي له.
إلى جانب استخدام المنصات العالمية ونشر فيديوهات قصيرة مؤثرة توضح معاناة الفلسطينيين وأهمية بقاءهم في وطنهم، مع التركيز على منصات مثل “تيك توك” و”إنستجرام” التي تؤثر على الرأي العام خاصة الشباب الأمريكي.
بالإضافة إلى ذلك، أبرز الذكاء الاصطناعي ضرورة التعاون مع منظمات حقوق الإنسان، مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية”، لتوثيق الانتهاكات وفضح السياسات الأمريكية المتناقضة مع شعارات الديمقراطية.
الضغوط الاقتصادية والسياسية
استخدام النفوذ الاقتصادي للدول الصديقة لم يغب عن الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أنه إذا كانت هناك دول معارضة للخطة الأمريكية تمتلك شراكات اقتصادية أو استثمارات مؤثرة في الولايات المتحدة، يمكنها التلميح بمراجعة هذه العلاقات (مثل السعودية في مجال النفط).
يضاف إلى ذلك تحريك جماعات الضغط المؤيدة للفلسطينيين في الكونجرس الأمريكي، خاصة بين الديمقراطيين المعارضين لسياسات إسرائيل المتطرفة، والتهديد بإعادة ترتيب التحالفات، وإظهار استعداد بعض الدول العربية لتعزيز علاقاتها مع الصين وروسيا بدلًا من الاعتماد على أمريكا، مما يشكل تهديدًا للمصالح الاستراتيجية الأمريكية.
إلى جانب وقف التعاون الأمني والاستخباراتي، والضغط على واشنطن بوقف التنسيق الأمني الذي تحتاجه في مكافحة الإرهاب وتأمين مصالحها في الشرق الأوسط.
استغلال الانقسامات الداخلية الأمريكية
من بين اقتراحات الذكاء الاصطناعي جاء تأجيج الجدل بين الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، ودعم الأصوات داخل الولايات المتحدة التي تعتبر التهجير مخالفًا للقيم الأمريكية، مثل بعض الناشطين اليهود التقدميين أو منظمات السلام، وتفعيل اللوبيات المناهضة لإسرائيل، مثل التنسيق مع منظمات حقوقية أمريكية مثل “يهود من أجل السلام” JVP وCode Pink لممارسة ضغط داخلي ضد الإدارة الأمريكية.
إلى جانب كشف التناقضات، وتسليط الضوء على ازدواجية واشنطن في دعمها لحقوق الإنسان في أوكرانيا مقابل تجاهلها في فلسطين، مما يُضعف مصداقيتها، وتحريض المجتمع الأمريكي ضد تمويل إسرائيل من أموال دافعي الضرائب.
تعزيز الصمود الفلسطيني
كما يرى الذكاء الاصطناعي ضرورة دعم مؤسسات المجتمع المدني في غزة، وتوثيق الانتهاكات وتنظيم مقاومة سلمية تجذب التعاطف الدولي، وإعادة بناء البنية التحتية المدنية في غزة، ودعم مشاريع تعزز قدرة الفلسطينيين على البقاء في أراضيهم رغم الحصار.
وكذلك، التنسيق مع فصائل فلسطينية لتوحيد الخطاب الرافض للتهجير، مع تجنب التصعيد العسكري الذي يُستخدم كذريعة لتنفيذ الخطط، وتسليح المقاومة بالشرعية الدولية، وتعزيز خطاب المقاومة في إطار القانون الدولي وحق الدفاع عن النفس، بدلًا من مجرد المواجهة العسكرية.
إفشال المخطط على المستوى الشعبي، ونشر الوعي بين سكان غزة برفض أي محاولات تهجير، وإعداد حملات تحثهم على البقاء في أراضيهم بأي وسيلة ممكنة.
استراتيجيات “اللعب الذكي” ضد المصالح الأمريكية
كما يرى الذكاء الاصطناعي ضرورة إبراز التكاليف السياسية لواشنطن، مثل خسارة حلفاء إقليميين أو تفجير غضب شعبي يعيق مصالحها في الشرق الأوسط.
وكذلك التعاون مع قوى دولية منافسة، مثل روسيا أو الصين، لدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، مما يُربك الموقف الأمريكي.
إلى جانب استهداف السمعة الأمريكية، عبر فضح دور واشنطن في استمرار الاحتلال، مما يؤثر على صورتها كوسيط نزيه.
وحذر الذكاء الاصطناعي بضرورة تجنب التصعيد العسكري أو العنف، الذي قد يُستخدم لتبرير التهجير، والالتزام بالشرعية الدولية للحفاظ على التعاطف العالمي وتجنب العزل الدبلوماسي.
باختصار، المفتاح هو تحويل القضية إلى عبء سياسي وأخلاقي على الولايات المتحدة، عبر شبكة ضغط متعددة المستويات، مع إبقاء مصر والأردن في موقع الرفض القاطع، ولا يجب مواجهة أمريكا بشكل مباشر، بل باستخدام الذكاء الدبلوماسي، والتأثير الإعلامي، واللعب على المصالح الاقتصادية والسياسية، وإشغالها بصراعات أخرى وتقويض استراتيجيتها في المنطقة يمكن أن يعرقل تنفيذ مشروع التهجير ويجبرها على التراجع.