في مثل هذا اليوم، 29 أبريل من عام 2004، هزّ فيروس “ساسر” (The Sasser worm) العالم، مخلفاً وراءه أضراراً طالت أكثر من مليون جهاز كمبيوتر يعمل بنظامي التشغيل “ويندوز إكس بي” و “ويندوز 2000”.
ورغم افتقاره لحمولة مدمرة مُتعمدة، إلا أن “ساسر” نجح في إبطاء وتعطيل العديد من الأجهزة، وإعادة تشغيلها بشكل متكرّر، ناهيك عن إغراق شبكات الإنترنت بحركة هائلة.
نتج عن فوضى “ساسر” تداعيات وخيمة، فاتّجه خفر السواحل البريطاني إلى استخدام الخرائط الورقية، وفقدت وكالة أنباء فرنسية الاتصال عبر الأقمار الصناعية لساعات، بينما اضطرت شركة “دلتا إيرلاينز” لتأخير أو إلغاء رحلاتها الجوية.
ولم تقتصر الضرر على الشركات الكبرى، بل طالت جامعة ميسوري التي اضطرت لقطع اتصالها بشبكة الإنترنت. لقد تحولت حياة مليون مستخدم كمبيوتر شخصي إلى جحيم حقيقي!
الأكثر إثارة للدهشة هو أنّه تمّ التكهن بأنّ مبرمج “ساسر” هو طالب علوم كمبيوتر ألماني يدعى “سفين جاشان”، ويُعتقد أنّ “جاشان” قام بعملية هندسة عكسية لتصحيح مايكروسوفت لثغرة “LSASS” التي تمّ إصدارها قبل ذلك بشهر، مستخدماً ذلك لإنشاء “ساسر”.
أدرك “جاشان” أنّ معظم أجهزة الكمبيوتر لم يتمّ تحديثها، ممّا يعني انتشاره السريع. وفِي عيد ميلاده الثامن عشر، أطلق “ساسر” العنان لفوضاه.
لحسن حظه، توصلت السلطات الألمانية إلى أنّ “جاشان” هو من برمج الفيروس بالفعل، لكنّه كان في السابعة عشرة من عمره حينها، لذلك، تمّت محاكمته كقاصر وحكم عليه بالسجن لمدة 21 شهرًا مع وقف التنفيذ.
وبعد قضاء عقوبته، تحوّل “جاشان” إلى خبير ومستشار أمني، مُستفيداً من خبرته السابقة لتأمين شبكات الكمبيوتر بدلاً من تخريبها.