في مثل هذا اليوم، 22 يناير من عام 1984، بثت شركة أبل للكمبيوتر Apple Computer إعلانها التلفزيوني الشهير “1984” خلال الربع الثالث من مباراة Super Bowl XVIII، والذي قدمت فيه جهاز ماكينتوش Macintosh لأول مرة.
هذا الإعلان، الذي أخرجه ريدلي سكوت، أصبح واحدًا من أكثر الإعلانات تأثيرًا في تاريخ الإعلانات التلفزيونية، ويعتبر لحظة فارقة في عالم التكنولوجيا والتسويق.
الإعلان، الذي استوحى أفكاره من رواية جورج أورويل “1984”، كان يصور عالمًا كئيبًا يسيطر عليه “الأخ الأكبر”، بينما تظهر بطلة الإعلان لتقذف مطرقة على شاشة كبيرة، رمزًا لتحرير البشرية من السيطرة. في النهاية، يظهر شعار أبل Apple وجهاز ماكينتوش Macintosh كبديل ثوري للتكنولوجيا.
على الرغم من أن الإعلان اشتهر ببثه خلال Super Bowl، إلا أن هناك معلومة أقل شهرة وهي أن الإعلان تم بثه لأول مرة في الساعة 1 صباحًا يوم 15 ديسمبر 1983 في توين فولز، أيداهو.
كان هذا البث المبكر مجرد إجراء شكلي لتأهيل الإعلان للترشح لجوائز الإعلانات لذلك العام، كما تم عرض نسخة مدتها 30 ثانية في دور السينما بدءًا من 17 يناير 1984.
البث خلال Super Bowl هو ما جعل الإعلان يحظى باهتمام واسع، وبتكلفة إنتاج بلغت حوالي 900 ألف دولار أمريكي، وتكلفة بث تقدر بـ 800 ألف دولار، كان الإعلان استثمارًا جريئًا من أبل، ومع ذلك، نجح في جذب انتباه الملايين، وأصبح حديث الساعة في الأيام التي تلت البث.
لم يكن إعلان “1984” مجرد عرض لمنتج جديد، بل كان بيانًا ثقافيًا وتكنولوجيًا. جهاز ماكينتوش، الذي تم تقديمه بعد ذلك بثلاثة أيام في 24 يناير 1984، كان أول كمبيوتر شخصي يتمتع بواجهة مستخدم رسومية وفأرة، مما جعل الحوسبة في متناول الجميع وليس فقط للمتخصصين.
هذا الإعلان والإطلاق اللاحق لـ Macintosh وضعا الأساس لثورة الحواسيب الشخصية وأثبتا أن أبل قادرة على الابتكار والتحدي، حيث تم تقديم منتج غير الطريقة التي نتفاعل بها مع الحواسيب، وأصبح إعلان “1984” رمزًا للإبداع والجرأة التسويقية.