Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

بعد ديب سيك.. الصين تصدم سوق الذكاء الاصطناعي بـ«مانوس»

لم تمر أيام على الهزة التي أحدثها نموذج “ديب سيك” في الأوساط التقنية، إلا ووجد العالم نفسه أمام نموذج صيني جديد يحمل اسم “مانوس” (Manus).

أحدث نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد “مانوس” منذ إطلاقه في الخامس من مارس الجاري ضجة كبيرة، إذ وصفه بعض الخبراء بأنه الأداة الأكثر تطورًا في عالم الذكاء الاصطناعي، فيما أبدى آخرون شكوكهم حول قدراته الحقيقية.

وانطلق “مانوس” (Manus) كأول وكيل رقمي متكامل قادر على إنجاز المهام نيابة عن المستخدمين على الإنترنت باستقلالية كاملة.

وتصدر المشهد مقطع فيديو استعراضي نشره مطورو “مانوس” على موقعه الإلكتروني، ما جذب اهتماماً هائلاً داخل مجتمع الذكاء الاصطناعي في الصين، حيث أظهر قدراته على تنفيذ مهام معقدة في العالم الحقيقي، متجاوزاً حدود النماذج التقليدية التي تقتصر على تقديم إجابات نصية.

قدرات مانوس
يعد “مانوس” نموذجاً متطوراً للذكاء الاصطناعي العام قادر على تنفيذ مجموعة واسعة من المهام العملية. ويتميز بقدرته على إنشاء مواقع إلكترونية مخصصة من خلال عملية منظمة، تبدأ باختيار القالب المناسب، ثم تصميم الهيكل، وإضافة المحتوى بطريقة احترافية، وصولاً إلى إطلاق الموقع النهائي.

كما يمتلك “مانوس” القدرة على تخطيط الرحلات بالكامل، إذ يمكنه جمع معلومات حول الرحلات الجوية المتاحة، واقتراح أفضل خيارات الطيران، مع تحديد الفنادق المناسبة حسب الميزانية والموقع، بالإضافة إلى وضع جدول زمني يشمل المعالم السياحية والأنشطة الترفيهية وأفضل المطاعم.

وفي المجال المالي، يستطيع “مانوس” تحليل أداء أسهم الشركات مثل تسلا من خلال جمع البيانات التاريخية، ودراسة تقارير السوق، وإجراء مقارنات بين أداء الشركات المنافسة مثل Nio وBYD، قبل تقديم توقعات مستقبلية تستند إلى نماذج تحليل البيانات.

كما يتمتع النموذج بقدرة فائقة على تقديم استشارات مالية متعلقة بالتأمين، إذ يقوم بتحليل وثائق التأمين المختلفة، ومقارنة شروطها، وأسعارها، ومدى شمولية التغطية المقدمة، ما يساعد المستخدمين على اتخاذ قرارات مالية مدروسة.

وامتد دور “مانوس” إلى المجال التعليمي، إذ يمكنه مساعدة المعلمين في إنشاء دورات تفاعلية مخصصة وفقاً للمناهج الدراسية، وإعداد مخططات تفصيلية للدروس، وإنشاء اختبارات ذكية لتقييم أداء الطلاب، وتصميم مقاطع فيديو تفاعلية تشرح المفاهيم المعقدة بطريقة مبسطة، بالإضافة إلى تحليل أداء الطلاب وتقديم تقارير فردية توضح نقاط القوة والضعف لكل طالب.

ويوفر “مانوس” أيضاً دعماً كبيراً لفرق التوظيف في الشركات، إذ يمكنه فرز مئات السير الذاتية تلقائياً، وتحديد المرشحين الأكثر تأهيلاً بناءً على معايير محددة، إلى جانب تقديم تقييم شامل لكل متقدم، ما يسهل عملية الاختيار واتخاذ القرارات التوظيفية.

ضجة كبيرة
أحدث “مانوس” موجة من الاهتمام في عالم التكنولوجيا، وذلك على الرغم من أن استخدامه لم يكن مفتوحاً للجميع، فتحربة مانوس كانت محدودة بنظام الدعوات، حيث بدأت أكواد الدعوة الخاصة به تُباع على الإنترنت بأسعار مرتفعة، تتراوح بين 10,000 و100,000 يوان صيني (ما يعادل 1,379 إلى 13,791 دولار أمريكي).

ويرى بعض المحللين أنه يمثل لحظة تحول في عالم الذكاء الاصطناعي، مشابهة للحظة إطلاق ChatGPT التي غيرت معايير التكنولوجيا الرقمية.

مطورو “مانوس”
يقف وراء تطوير “مانوس” الشاب الصيني شياو هونج، الذي يبلغ من العمر 33 عاماً، وهو خريج جامعة هواجونج للعلوم والتكنولوجيا، إحدى أبرز المؤسسات الأكاديمية في الصين.

بدأ شياو مسيرته المهنية في عالم التكنولوجيا من خلال تأسيس شركته الأولى Nightingale Technology، إذ نجح في تطوير عدة أدوات ذكاء اصطناعي متخصصة في تحسين الإنتاجية، مثل Yi Ban Assistant وWei Ban Assistant، واللتان حظيتا بأكثر من مليوني مستخدم.

وفي عام 2022، انتقل شياو إلى السوق العالمية بتأسيس Monica AI، وهي شركة ركزت على تطوير مساعد ذكاء اصطناعي متعدد الاستخدامات، مستهدفاً الأسواق الدولية، في خطوة استراتيجية تهدف إلى توسيع نطاق الابتكار خارج حدود الصين.

وبعد تحقيق نجاح ملحوظ، قرر شياو في ديسمبر 2024 مغادرة “Monica” والتركيز على تطوير “مانوس”، الذي يعد تتويجاً لخبراته في بناء أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة.

تحديات متوقعة

رغم الاهتمام الكبير الذي حظي به “مانوس”، لا تزال هناك العديد من التحديات التقنية والتنظيمية التي قد تواجهه.

من المتوقع أن يواجه منافسة شديدة من شركات كبرى مثل OpenAI وGoogle، التي تعمل على تطوير وكلاء ذكاء اصطناعي بقدرات مشابهة.

فالأولى بالفعل كشفت عن نموذجها للوكيل الرقمي Operator، بينما عملاق البحث يستعد حالياً لإطلاق لإطلاق أكثر من نموذج للوكلاء الاذكياء، من بينهما Project Mariner والذي يقدم وكيل رقمي ذكي داخل متصفح الويب كروم.