في مثل هذا اليوم، 24 أبريل من عام 1984، شهد عالم التكنولوجيا حدثًا مهمًا من شركة أبل (Apple)، حيث طرحت جهاز Apple IIc، وهو أول محاولة جادة للشركة لإنتاج كمبيوتر محمول، كما أعلنت عن مبيعات جهاز ماكينتوش (Macintosh)، وأوقفت رسميًا إنتاج سلسلة Apple III الفاشلة.
تميز كمبيوتر Apple IIc بتصميم خفيف الوزن (حوالي 3.4 كجم) مع مقبض للحمل، مما جعله أقرب لفكرة “الكمبيوتر المحمول” في ذلك الوقت، رغم أنه لم يكن يحتوي على بطارية داخلية أو شاشة مدمجة.
جاء الجهاز بمعالج MOS 6502 بسرعة 1.023 ميجا هرتز، وذاكرة 128 كيلوبايت قابلة للترقية، ودعم للألوان والرسومات.
لقي الجهاز إقبالًا كبيرًا، حيث تلقى التجار 52,000 طلب شراء في اليوم الأول فقط، مما عزز مكانة سلسلة Apple II كأحد أكثر أجهزة الكمبيوتر نجاحًا في التاريخ.
في نفس المؤتمر الصحفي، أعلنت أبل عن بيع أكثر من 60,000 وحدة من جهاز ماكينتوش منذ إطلاقه في 24 يناير 1984 (أي خلال 3 أشهر فقط).
صمع كمبيوتر ماكينتوش ثورة بفضل واجهته الرسومية (GUI) والفأرة، لكن ارتفاع سعره (2,495 دولار) حدّ من انتشاره في البداية.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت أبل إيقاف إنتاج Apple III، الذي كان موجهًا للسوق التجاري كمنافس لجهاز كمبيوتر “آي بي إم” IBM، حيث عانى الجهاز من مشاكل تقنية كبيرة، منها ارتفاع الحرارة وتصميم غير موثوق، مما أدى إلى فشله في السوق.
باع كمبيوتر Apple III حوالي 120,000 وحدة فقط في 4 سنوات، مما تسبب في خسائر تُقدَّر بـ 60 مليون دولار.
يمثل 24 أبريل 1984 لحظة فارقة في مسيرة أبل، حيث أكد نجاح Apple IIc استمرار قوة سلسلة Apple II (التي بيع منها أكثر من 6 ملايين وحدة لاحقًا)، وكذلك بداية صعود ماكينتوش، الذي سيصبح عماد الشركة في المستقبل، إلى جانب نهاية Apple III، الذي يُعتبر من أكبر إخفاقات أبل في عصرها الذهبي.
اليوم، يُذكر هذا الحدث كدرس في الابتكار والإدارة، حيث تمكنت أبل من التعافي من فشل Apple III، والاستفادة من نجاحات أخرى لتصبح واحدة من أعظم الشركات التقنية في العالم.