أصبحت التجارة الإلكترونية جزءا لا يتجزأ من حياتنا كلنا، وقد قُدِّر حجم هذا السوق عالميا بنحو 25.93 تريليون دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 83.26 تريليون دولار بحلول عام 2030، وفي مصر يشهد هذا القطاع طفرة كبيرة، وبحسب مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، فقد بلغ حجم التجارة الإلكترونية في مصر نحو 121 مليار جنيه في عام 2022، وشهد معدلات نمو كبيرة على مدار السنوات الماضية.
وبالرغم من ذلك مازال هناك العديد من المشاكل التي تواجه هذا القطاع، وهنا يأتي دور رواد الأعمال، ومنهم محمد إبراهيم، والذي خاض رحلة مع التجارة الإلكترونية وصلت إلى محطة شركة Board Pins، والتي تقدم للتجار منصة واحدة تضم جميع مقدمي الخدمات الذين يحتاجونهم في تجارتهم الإلكترونية.
يتحدث محمد إبراهيم، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة “بوردبينز” (Board Pins)، في حواره مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، حول رحلته مع التجارة الإلكترونية وما تقدمه الشركة وخططها للمرحلة القادمة.
كيف بدأت رحلتك في عالم التجارة الإلكترونية؟
بدأت من خلال تأسيس شركة “باجر”، وهي منصة كانت تضم شركات الشحن وتتيح للتاجر شحن بضاعته مع أكثر من شركة من خلال واجهة واحدة. استمرت المنصة في العمل أكثر من ثلاث سنوات ونصف وحققنا نتائج جيدة، لكننا شعرنا أن الوقت قد حان للانتقال إلى المرحلة التالية، فأسسنا “Board Pins”.
ما الذي دفعك لتأسيس شركة Board Pins بعد تجربة “باجر”؟
خلال تجربة “باجر” اكتشفنا أن التحديات التي تواجه التجار لا تتعلق فقط بالشحن، بل تمتد إلى خدمات أخرى مثل خدمة العملاء والتسويق والإنتاج. هناك من يريد بدء عمله في التجارة الإلكترونية من الصفر ويحتاج إلى دعم متكامل، خصوصًا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع أسعار المنتجات المستوردة، ما يتطلب تعزيز الإنتاج المحلي. لذلك جاءت فكرة “Board Pins” لتساعد التاجر منذ الخطوة الأولى وحتى البيع الفعلي.
كيف تقدم المنصة الدعم للتجار؟ وما الذي يميزها؟
نحن نوفر للتجار منصة واحدة تضم جميع مقدمي الخدمات الذين يحتاجونهم في تجارتهم الإلكترونية، من شركات الشحن والمصانع والمسوّقين إلى المحامين والمحاسبين. هذا يقلل الوقت والمخاطر، لأننا لا نضم أي مقدم خدمة إلا بعد التأكد من عمله رسميًا. كما نعتمد على الذكاء الاصطناعي في بعض أعمالنا لمساعدة التاجر على اتخاذ قرارات أفضل ومقارنة الأسعار بسهولة.
هل توجد شركات أخرى تقدم نفس نوع الخدمة في السوق المصري؟
حتى الآن لا يوجد منافسون مباشرون، وهو ما يجعل عملنا أصعب لأننا نحتاج إلى توعية السوق بما نقدمه. وجود منافس أحيانًا يسهل الطريق، لكننا نقدم خدمة جديدة كليًا، وهذا يتطلب وقتًا حتى يدرك العملاء قيمتها.
وما الذي حققته الشركة حتى الآن؟
أطلقنا المنصة رسميًا، ونعمل حاليًا على إضافة مقدمي الخدمات في أربعة أقسام رئيسية: الشحن، التسويق، التصنيع، والمحاماة. المنصة تعمل كنظام ثنائي (2-Sided Platform) يخدم كلًا من التجار ومقدمي الخدمات. لدينا حاليًا أكثر من 120 تاجرًا و80 مقدم خدمة على المنصة، ونواصل توسيع قاعدة المستخدمين وتحسين تجربة المنصة بشكل مستمر، وتخرجت الشركة من برامج Mint Incubator by EGBank، و500 Global Startups، وبرنامج جسر من مؤسسة مصر الخير، حيث ساعدنا ذلك في تطوير نموذج العمل، وتوسيع شبكة العلاقات، والتواصل مع المستثمرين والموجهين.
هل بدأت الشركة مرحلة جذب الاستثمارات؟
نعم، بدأنا التحضير لجولتنا التمويلية الأولى (Seed Round) بقيمة 500 ألف دولار، والمقرر إطلاقها خلال الربع الأول من عام 2026. تلقينا بالفعل عدة اتفاقات مبدئية مع مستثمرين محليين وإقليميين، وننتظر اختيار المستثمر الرئيسي لإغلاق الجولة.
ما الهدف من هذه الجولة التمويلية؟
التمويل سيُستخدم في التسويق والمبيعات والدعم الفني، بالإضافة إلى تطوير المنتج والوصول إلى عدد أكبر من التجار، وتحليل مشكلاتهم لحلها بفعالية. نحاول أيضًا سد الثغرات في المنتج وتحسين تجربة المستخدم للوصول إلى الشكل النهائي الذي يناسب السوق قبل التوسع.
وما هي أهداف الشركة خلال الفترة القادمة؟
نعمل على تطوير المنتج والوصول إلى عدد أكبر من التجار، ونحل المشاكل المختلفة، أما عن خطوة التوسع خارجيا فننتظر لتحقيق أرقام جيدة في مصر ثم ندرس قرار التوسع، والأقرب التوسع بالسعودية والإمارات، فهدفنا إعادة صياغة تجربة التاجر الإلكتروني في المنطقة.
						




						

