في مثل هذا اليوم، 14 مايو من عام 1973، أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية أول محطة فضائية مأهولة لها، سكايلاب وان (Skylab One)، على متن صاروخ ساتورن 5، في أكبر حمولة تُطلق إلى الفضاء في ذلك الوقت، بوزن يقارب 77 طنًا، ومصممة لإجراء تجارب علمية طويلة الأمد في بيئة انعدام الجاذبية.
كانت المحطة بمثابة مختبر بحثي متقدم في الفضاء، حيث أجرت فرق رواد الفضاء تجارب علمية في مجالات علوم الحياة، الفيزياء الفلكية، ودراسة الأرض، حيث تم دراسة تأثيرات الحياة في الفضاء على البشر، وإجراء تجارب في الطب والفيزياء الشمسية وعلوم المواد.
تألفت سكايلاب من عدة وحدات رئيسية، منها ورشة العمل المدارية، وحدة التهوية، وحدة الالتحام المتعددة، وتلسكوب أبولو، الذي مكّن العلماء من دراسة الشمس بشكل غير مسبوق، وقد استضافت المحطة ثلاث بعثات مأهولة، كل منها تضم 3 رواد فضاء، حيث قضى رواد الفضاء فترات طويلة في المدار، وصلت إلى 56 يومًا في أطول مهمة.
رغم نجاحها العلمي، واجهت سكايلاب تحديات تقنية، فقد تعرضت المحطة لأضرار أثناء الإطلاق، حيث فقدت درعها الواقي من الشمس، مما تسبب في ارتفاع درجة الحرارة داخلها، وقد قام رواد الفضاء لاحقًا بإصلاحها خلال مهمة سكايلاب 2.
بعد ست سنوات من الخدمة، عادت سكايلاب إلى الغلاف الجوي للأرض في 11 يوليو 1979، حيث تفككت وسقطت أجزاء منها فوق المحيط الهندي وغرب أستراليا.
جاء إطلاق سكايلاب في إطار المنافسة الفضائية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، الذي سبق بإطلاق محطة ساليوت 1 في 1971، ومثل هذا الإطلاق نهاية عصر صواريخ ساتورن 5، التي استُخدمت سابقًا في برنامج أبولو.
كانت سكايلاب خطوة مهمة في تاريخ استكشاف الفضاء، ومهدت الطريق لإنشاء محطة الفضاء الدولية، التي أصبحت لاحقًا مركزًا عالميًا للأبحاث الفضائية.