زي النهارده| زراعة أول قلب صناعي لإنسان وآبل تطلق «كويك تايم» لتشعل ثورة تطوير برامج تشغيل الوسائط المتعددة
في صباح بارد من يوم 2 ديسمبر من عام 1942، وتحت مدرجات ملعب كرة القدم بجامعة شيكاغو، أجرى إنريكو فيرمي وزملاؤه تجربة غير مسبوقة. قاموا ببناء هيكل ضخم من قوالب الجرافيت السوداء المكدسة بعناية، تتخللها قطع من اليورانيوم الطبيعي. هذا البناء، الذي بدا للوهلة الأولى مجرد “كومة” من المواد، كان في الحقيقة أول مفاعل نووي تجريبي في العالم.
عند الساعة الثالثة والثلث عصرًا، أعلن فيرمي أن التفاعل النووي المتسلسل أصبح مستدامًا ذاتيًا لأول مرة في التاريخ البشري. كانت هذه اللحظة التاريخية خطوة حاسمة ضمن مشروع مانهاتن، الذي كان يسعى لتطوير السلاح النووي خلال الحرب العالمية الثانية.

علميًا، أثبتت التجربة أن التحكم في التفاعل النووي ممكن، مما فتح الباب أمام تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية مثل توليد الكهرباء. سياسيًا وعسكريًا، شكل هذا الإنجاز الأساس لصناعة الأسلحة النووية، التي غيرت موازين القوى العالمية بشكل جذري. وتاريخيًا، أطلق هذا الحدث ما يُعرف بـ”العصر الذري”، حيث أصبح الانشطار النووي جزءًا من حياة البشرية، سواء في الطاقة أو في التحديات الأمنية.
بعد نجاح التجربة، تم تفكيك المفاعل في عام 1943، لكن أثره ظل خالدًا، واليوم، يُعتبر موقع التجربة في جامعة شيكاغو معلمًا تاريخيًا وطنيًا في الولايات المتحدة، يرمز إلى بداية رحلة الإنسان مع القوة النووية.
وفي مثل هذا اليوم، 2 ديسمبر من عام 1982، دخل الطب مرحلة تاريخية جديدة حين أصبح بارني كلارك أول إنسان يُزرع له قلب صناعي دائم، فاتحًا الباب أمام ثورة في جراحة القلب وتقنيات إنقاذ الحياة.
وبارني كلارك هو طبيب أسنان متقاعد يبلغ من العمر 61 عامًا، كان يعاني من فشل قلبي نهائي جعله غير مؤهل لزراعة قلب بشري تقليدي. في تلك الحقبة، كانت عمليات زرع القلب محدودة للغاية بسبب قلة المتبرعين وصعوبة الإجراءات، ما دفع الأطباء إلى البحث عن بدائل مبتكرة.
أجريت العملية في مركز جامعة يوتا الطبي بقيادة الجراح ويليام ديفريز، وفيها تمت إزالة قلب كلارك الطبيعي واستبداله بجهاز يُعرف باسم “جارفيك-7” (Jarvik-7)، وهو قلب صناعي مصنوع من البلاستيك والتيتانيوم، يعمل بواسطة ضاغط هواء خارجي ضخم يزن نحو 180 كيلوجرام.

عند الساعة 12 و17 دقيقة بعد منتصف الليل، توقف قلب كلارك الطبيعي، وبعد ساعات قليلة بدأ القلب الصناعي في ضخ الدم داخل جسده.
عاش بارني كلارك بالقلب الصناعي لمدة 112 يومًا، وهي فترة قصيرة لكنها شكلت إنجازًا غير مسبوق في تاريخ الطب، وواجه خلال تلك الفترة مضاعفات عديدة مثل العدوى وصعوبة الحركة بسبب ارتباطه بجهاز ضاغط الهواء الكبير، ورغم التحديات، أثبتت التجربة أن القلب الصناعي يمكن أن يحافظ على حياة الإنسان، مما فتح المجال لتطوير أجهزة أكثر تطورًا وصغرًا في الحجم.
مثلت هذه العملية نقطة تحول في جراحة القلب، حيث انتقل العالم من الاعتماد الحصري على زراعة الأعضاء البشرية إلى التفكير في حلول صناعية وتقنية، وألهمت التجربة أجيالًا من الباحثين لتطوير قلوب صناعية أكثر كفاءة، وصولًا إلى الأجهزة الحديثة التي تُزرع اليوم وتتيح للمرضى حياة شبه طبيعية، وبذلك أصبح اسم بارني كلارك رمزًا للتجارب الطبية الجريئة التي غيرت مسار العلم والطب.
وفي مثل هذا اليوم من عام 1991، أطلقت شركة آبل النسخة الأولى من برنامج “كويك تايم” (QuickTime)، لتدخل عالم الحوسبة مرحلة جديدة بقدرتها على تشغيل الفيديو والصوت مباشرة على أجهزة الكمبيوتر الشخصية.

قبل كويك تايم، كان تشغيل الفيديو على الحواسيب أمرًا معقدًا ويحتاج إلى أجهزة متخصصة. لكن مع الإصدار الأول من البرنامج، أصبح بإمكان مستخدمي أجهزة ماك تشغيل مقاطع الفيديو الملونة على نظام Mac OS System 7، وهو ما اعتُبر إنجازًا تقنيًا غير مسبوق في ذلك الوقت.
دعم “كويك تايم” تشغيل الفيديو الملون على أجهزة الكمبيوتر الشخصية، ووفر كويديكات (codecs) للرسوميات، والصور المتحركة، والفيديو، مما سمح بتجربة وسائط متعددة متكاملة، وقدم إمكانية دمج أنواع مختلفة من الوسائط مثل الصور البانورامية (QuickTime VR) والرسوم التفاعلية.
تقنيًا، فتح كويك تايم الباب أمام تطوير برامج تشغيل الوسائط المتعددة، وأصبح لاحقًا أساسًا لتطبيقات مثل iTunes وأفلام الإنترنت، وثقافيًا، ساعد في إدخال الفيديو إلى الاستخدام اليومي على الحواسيب، مما مهد الطريق لظهور منصات مثل يوتيوب لاحقًا، واقتصاديًا، عزز مكانة آبل كشركة رائدة في مجال الوسائط الرقمية، رغم التحديات التي واجهتها في التسعينيات.
استمر البرنامج في التطور عبر نسخ متعددة، وصولًا إلى “كويك تايم إكس” (QuickTime X) المدمج في أنظمة macOS الحديثة، ورغم توقف دعمه على نظام ويندوز لاحقًا، فإن إرثه ما زال حاضرًا في تقنيات تشغيل الوسائط التي نستخدمها اليوم.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2009، أعلنت شركة “روكيت سوفتوير” (Rocket Software) استحواذها على تقنيتي “فوليو” (Folio) و”إن إكس تي” (NXT) من مايكروسوفت، في خطوة عززت مكانتها في مجال إدارة المحتوى المؤسسي.
كانت منتجات فوليو وNXT تُستخدم بشكل أساسي في إدارة المحتوى الرقمي والنشر الإلكتروني، حيث وفرت أدوات لتجميع المعلومات، وتأمينها، ونشرها عبر الإنترنت.

شملت الصفقة نقل ملكية منتجات فوليو وNXT من مايكروسوفت إلى روكيت سوفتوير، ولم يتم الكشف عن قيمة الصفقة، لكنها تضمنت التزام روكيت سوفتوير بتقديم الدعم الفني والتحديثات المستقبلية لعملاء هذه المنتجات.
وتأسست فوليو في عام 1987، ومرت بعدة مراحل ملكية، قبل أن تستحوذ عليها شركة “فاست ريسيرش آند ترانسفير” في عام 2004، والتي بدورها استحوذت عليها مايكروسوفت في عام 2008.
أما NXT فقد كانت مشروعًا داخل مايكروسوفت منذ عام 2006، صُمم لمساعدة مطوري البرمجيات المستقلين (ISVs) على الانتقال إلى بيئة ويندوز سيرفر بشكل أسهل وأكثر فعالية.
بالنسبة لـ”روكيت سوفتوير”، مثلت الصفقة توسيعًا لمحفظة منتجاتها في مجال البنية التحتية المؤسسية وإدارة المحتوى، وبالنسبة للعملاء، ضمنت الصفقة استمرار الدعم والتطوير للمنتجات، بدلًا من توقفها أو إهمالها بعد خروجها من مايكروسوفت، وعلى مستوى الصناعة، عكست الصفقة توجه مايكروسوفت في تلك الفترة نحو إعادة هيكلة محفظتها التقنية والتركيز على منتجات أكثر استراتيجية.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2013، أعلنت شركة توشيبا اليابانية عن استحواذها على معظم أصول شركة OCZ للتكنولوجيا مقابل 35 مليون دولار، في خطوة عززت حضورها في سوق وحدات التخزين الصلبة (SSD).

كانت شركة OCZ Technology من أبرز الشركات المتخصصة في تصنيع وحدات التخزين الصلبة (SSD) وذاكرة الوصول العشوائي “الرامات” (RAM)، لكنها واجهت صعوبات مالية كبيرة أدت إلى إفلاسها. في المقابل، كانت توشيبا تسعى إلى تعزيز موقعها في سوق وحدات التخزين، خاصة مع تزايد الطلب العالمي على تقنيات SSD في الحواسيب والأجهزة المحمولة.
شملت الصفقة الاستحواذ على معظم أصول OCZ، بما في ذلك تقنيات وحدات التخزين الصلبة، والعلامة التجارية، وبعض براءات الاختراع، ولم يشمل الاستحواذ جميع التزامات OCZ المالية، إذ بقيت الشركة في حالة تصفية قانونية بعد إعلان إفلاسها.
بالنسبة لتوشيبا، عززت الصفقة قدرتها على المنافسة في سوق وحدات التخزين الصلبة، وأضافت خبرة OCZ في تطوير منتجات عالية الأداء، بينما مثلت الصفقة لـ OCZ نهاية مرحلة من تاريخها كشركة مستقلة، لكنها ضمنت استمرار منتجاتها تحت مظلة توشيبا.








