على عكس ما يعتقد معظمنا، لا تقتصر فوائد تقنية الجيل الخامس (5G) على السرعة الفائقة لنقل البيانات، فقائمة إنجازات الجيل الخامس تضم السيارات ذاتية القيادة والطب عن بعد والواقع الافتراضي والمعزز (VR/AR) وإنترنت الأشياء (IoT)، وغيرها من الإمكانيات المذهلة.
منذ 2016 تقريبا، والعالم يتحدث عن الجيل الخامس (5G)، وكيف يمكن لهذه التقنية أن تغير حياتنا جذريا، سواء من خلال ربط كل شيء حولنا بشبكة أسرع بنحو 100 مرة من الاتصال بشبكة الهواتف المحمولة، أو أسرع بـ 10 مرات من أسرع خدمة إنترنت منزلي في العالم، وصولا إلى سرعة الاستجابة الفائقة، ونطاق التغطية الواسع مترامي الأطراف، الأمر الذي يثري صناعات السيارات ذاتية القيادة والطائرات دون طيار (الدرونات) وغيرها، وكما يقول جيفرسون وانج، المتخصص في قطاع الاتصالات المحمولة في شركة IBB للاستشارات: “إذا فكرت في السرعة فقط، فلن تدرك السحر الذي يمكن للجيل الخامس القيام به!”.
وأصبح واضحا، خاصة مع اللمسات النهائية لإطلاق خدمات الجيل الخامس في مصر مؤخرا، حرص شركات الاتصالات على الانتقال إلى تقنية الجيل الخامس (5G) والأجيال التالية، فمع تباطؤ أعمال الهواتف الأساسية، تتوق الشركات إلى تقنيات جديدة تثير الحماس، وتسعى لتوصيل المزيد من الأجهزة والتقنيات معا، وكما صرح تيم باكستر، رئيس وحدة سامسونج في الولايات المتحدة، في عام 2017: “نحن على قناعة تامة بأن تقنية الجيل الخامس هي الثورة القادمة”، ومع كل جيل جديد للاتصالات، لا زالت الثورة مستمرة!
الجراحة عن بُعد
إلى جانب السرعة، تكمن أكبر فوائد تقنية الجيل الخامس (5G) في انخفاض زمن الوصول، أي قصر فترة التأخير بين إرسال الجهاز إشارة إلى الشبكة وتلقيه استجابة. مع أن هذا التأخير قد لا يكون ملحوظًا بالضرورة، إلا أنه يحدث مع تقنية الجيل الرابع LTE. أما شبكة الجيل الخامس فتقضي عليه تقريبًا، مما يعني أن الجراح قد لا يحتاج إلى التواجد في نفس الغرفة مع المريض مستقبلًا.
على سبيل المثال، استخدمت إريكسون، بالتعاون مع شركة “نيورو ديجيتال تكنولوجيز” الناشئة وأطباء من كلية كينجز كوليدج لندن، تقنية لتوضيح كيفية استخدام جراح لسماعة رأس الواقع الافتراضي وقفاز خاص للتحكم في ذراع روبوتية تُجري عملية جراحية حقيقية في مكان آخر.
جُهز القفاز بمحركات تعمل بتقنية ردود الفعل اللمسية، تُصدر أزيزًا عند لمس العضو في المريض، مما يمنحك إحساسًا بأنك تلمسه بالفعل.
تُطلق الشركات على هذه الفكرة اسم “إنترنت المهارات” (Internet of Skills)، الذي يُمكّنك من نقل خبرتك لمسافات بعيدة في الوقت الفعلي باستخدام الروبوتات وتقنية ردود الفعل اللمسية. بدون اتصال الجيل الخامس الفوري، لكان هذا النظام بأكمله مستحيلًا.
إنترنت ينقل الإحساس
تُعدّ ردود الفعل اللمسية مثالاً واحداً على كيفية تأثير اللمس في شبكة الجيل الخامس. فمع ردود الفعل اللمسية، ستتمكن من نقل الإحساس اللمسي للتجربة، مما يُحسّن جودة الصور والأصوات في تجربة الفيديو.
وضعت إريكسون جهازاً آخر في مقعد السائق لسيارة تبعد 50 كيلومتراً، وبفضل نظام ردود الفعل المدمج في الكرسي، يمكنك أن تشعر بنفسك وأنت تتجاوز مطبات السرعة أو تصطدم بعوائق الطريق.
وكما يؤكد المتخصصون، فإنه لكي تلمس وتشعر بالأشياء على بُعد أميال، تحتاج إلى زمن انتقال منخفض، وسيكون لذلك تطبيقات في المجال الصناعي، بما في ذلك وجود بشر يُشرفون على تجميع الروبوتات. إنها المرة الأولى التي ستكون فيها الشبكة أسرع من عقلك.
السيارات ذاتية القيادة
في حين تستثمر شركات مثل جوجل وأوبر في السيارات ذاتية القيادة حاليًا، لا يعتقد الكثيرون في هذا المجال أن المركبات ذاتية القيادة بالكامل ممكنة بدون شبكة الجيل الخامس.
تعني هذه الشبكة سريعة الاستجابة والتغطية الشاملة أن السيارات ستتمكن من استخدام شبكة الجيل الخامس للتواصل مع السيارات الأخرى وأجهزة الاستشعار المنتشرة في المدينة، من مصابيح الشوارع إلى محطات الوقود، وبذلك لا يقتصر الأمر على السيارات فحسب، بل يتعلق بتصميم المدن وتقنياتها، وهو ما ينقلنا إلى الفوائد الكثيرة التي يحققها الجيل الخامس للمدن الذكية وأجهزة إنترنت الأشياء (IoT).
الطائرات دون طيار
وبالمثل، ستُطلق تقنية الجيل الخامس (5G) العنان للقدرات الحقيقية للطائرات دون طيار (المسيرات أو الدرونات)، ولك أن تتخيل طائرة مسيرة مزودة بكاميرا فيديو تحلق فوق مدينة أو موقع نفطي، وكيف تتيح شبكة الجيل الخامس التحكم الدقيق في الطائرة دون طيار، مع إرسال فيديو عالي الدقة.
الواقع الافتراضي
إن التميز الذي يحظى به الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) أو تقنيات الميتافيرس يعود في جزء كبير منه إلى الجيل الخامس، الذي يسمح لك بالدردشة والتفاعل في الوقت الفعلي مع عوالم افتراضية يتم بثها مباشرةً.