يشهد قطاع التأمين نموا مطردا في التحول الرقمي خلال الفترة الماضية بعد سنوات من التباطؤ في الاستفادة من تأثير التكنولوجيا على كافة المجالات المالية، وهو مايتمثل في ابتكار نماذج أعمال جديدة وتغيير قنوات التوزيع والمنتجات.
ووفرت هذه المساحة الجديدة من النمو الرقمي فرص للعديد من الشركات واستخدام التقنيات الرقمية لإنشاء عمليات وثقافات وتجارب عملاء جديدة لتلبية متطلبات الأعمال والسوق المتغيرة، خاصة مع ارتفاع قيمة إجمالي أقساط التأمين خلال العام المالي 2022-2021 لتصل إلى 47.5 مليار جنيه ، بجانب وصول إجمالي قيمة استثمارات شركات التأمين لتصل إلى 131.5 مليار جنيه.
منصة “أمان ليك”، احدي المنصات الرقمية التي ملئت هذا الفراغ حيث ، تجمع عروض شركات التأمين وتوفرها للعملاء بشكل سهل وبسيط، بالاعتماد على التكنولوجيا وتطوير منتجات التأمين، لتلبي احتياجات قطاعات أوسع من المصريين، وقد حصلت أمان ليك على دعم واستثمارات لتحقيق رؤيتها من مؤسسات مصرية ودولية كبرى، مثل Orange Ventures الذراع الاستثمارية لمجموعة أورانج وLaunch Africa، و Plug & PlayوFalak Startups .
محمد منصور الشريك المؤسس لمنصة أمان ليك يتحدث، في حواره مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، حول الخطوات التي حققتها المنصة وأهدافها خلال الفترة القادمة وأين يذهب التحول الرقمى بصناعة التأمين فى المستقبل
كيف بدأت مشوارك الريادي قبل «أمان ليك»؟
كان لديّ بعض التجارب، فطوال حياتي أهتم بالتكنولوجيا بالرغم من دراستي للصيدلة، وكان لديّ مواقع خاصة بالراديو وتأمين السفر، وعملت في شركات كبيرة أخرى في مجال الأدوية وسائط التأمينات.
ولماذا اتجهت للمشاركة في تأسيس “أمان ليك”؟
عملنا في صناعة التأمين، فقد كنت قبلها أعمل في التأمين الطبي، ونفس الأمر بالنسبة لشركائي، ووجدنا أن هذا المجال يحتاج إلى مجهود كبير وتدخل التكنولوجيا، وأردنا عمل تأثير إيجابي في تلك الصناعة، فالعميل يأخذ وقتا كبيرا إلى أن يحصل على وثيقة التأمين، وأردنا تبسيط تجربة العملاء، ويكون هناك شفافية في المعلومات الخاصة بوثيقة التأمين، ومن هنا جاءت “أمان ليك” لتوفر الشفافية وتجربة استخدام سهلة، وفي نفس الوقت تسهل الوصول للتأمين للعملاء في كل المحافظات فلا نركز على القاهرة.
وما الذي تقدمه المنصة؟
يستطيع المستخدم اختيار نوع التأمين الذي يريده، سواء التأمين الطبي للأفراد والشركات وتأمين السيارات، ويقارن المستخدم كل عروض الشركات الموجودة، وبعد ذلك يختار الوثيقة التي يريدها ويشتريها ونرسلها إليه حتى باب البيت، وقد بدأنا في 2019، والانطلاق كان في يناير 2020.
وما هي أبرز التحديات التي واجهتكم؟
التحديات تتركز في تعليم المستخدم أن يشتري التأمين Online وهو مطمئن، فأمان ليك كان أول موقع يوفر ذلك، لذلك كان يحتاج ذلك لوقت وعمل منا من أجل طمأنة العميل بموافقات هيئة الرقابة المالية، ونتواصل مع العميل إلى أن يشتري الوثيقة الصحيحة، ومع الوقت بدأ العملاء يطمئنون أن الموقع موثوق فيه.
وكيف أقنعتم شركات التأمين نفسها للتعامل معكم؟
كان ذلك بمثابة التحدي الثاني لنا مع شركات التأمين، فالتحدي يتمثل في أن يعتادوا على وجود المعلومات بشفافية كاملة وبصورة واضحة، وأن يستطيع العميل أن يرى عروض الشركات بكل سهولة، فهذا ليس سرا، ولكنه لم يكن موجودا قبل أمان ليك، ومع العمل معنا بدأت الشركات تدرك أن هذا النموذج موجود خارج مصر، والشركات تعمل بشكل جيد من خلاله.
ولكن ألم تفكر شركات التأمين في أن أمان ليك تنافسهم؟
في البداية كانت بعض الشركات تنظر لنا على اعتبار أننا سننافسهم ونأخذ منهم حصة من السوق، ولكن مع التحول الرقمي في صناعات كثيرة ومع دور الهيئة العامة للرقابة المالية في دفع شركات التأمين للتحول الرقمي، تغيرت الصورة، فتلك الشركات لا تستطيع أن تقوم بالتحول الرقمي بدون الشركات الناشئة التي تفتح لها فرص جديدة في المبيعات وخدمات ما بعد البيع، فنحن نساعد الشركات في دفع التعويضات ومتابعتها ومتابعة أي تعديلات في الوثيقة، فكل ذلك نساعد فيه الشركات، ولذلك أدركت تلك الشركات أننا نساعدهم ولا ننافسهم.
وهل الوعي التأميني في مصر موجود بشكل كبير؟
هو تحد موجود معنا حتى الآن، فنعمل على زيادة هذا الوعي، وأن يدرك الناس أنهم يجب أن يكون لديهم تأمين في أشياء معينة، مثل التأمين الطبي أو تأمين على الحياة أو تأمين على العاملين أو على السيارات، فنعمل على زيادة الوعي من خلال إقناع الأشخاص بأن هذا التأمين يحافظ على مستوى دخلهم، فإذا حدث أي حادث يستطيع الشخص استرداد التعويض بدلا من الصرف من المدخرات.
وكيف أقنعتم المستثمرين بفكرتكم؟
الحمد لله دخل معنا مؤسسات استثمارية مصرية وأجنبية منذ 2020، وقمنا بجولة Pre- Seed، وإقناع المؤسسات أصعب من إقناع المستثمر الملاك، فالمؤسسات تحتاج أرقام ودراسات وأن يكون نموذج العمل قويا ويستطيع تحقيق أرباح، ويكون هناك توقعات لظروف السوق، والحمد لله حتى الآن المستثمرون سعداء بالنتائج التي وصلنا إليها وكانت أعلى من التوقعات، فمعدل نمو سوق التأمينات كبير، ونحن لدينا نمو مرتفع، فالمبيعات في الربع الرابع من 2022 يعادل 4 أضعاف الربع الأول، ونستهدف أن نكسر رقم مليار جنيه خلال 3 سنوات.
وما هي الميزة التي تميزكم عن المنافسين؟
كنا أول من نقوم بهذا الدور، وظهر بعدنا بعض المنصات، ولكن المنافسة مفيدة لنا وللسوق، فنحن في حاجة إلى نمو السوق، ونحن نتحدث عن أرقام ضعيفة في سوق التأمين، ونحتاج إلى مجهودات أكبر من شركة واحدة لكي ينمو هذا السوق، فالمنافسة تزيد من الوعي بأن يكون التأمين رقميا بجانب زيادة الوعي التأميني، وما يميزنا أننا أول من دخل في مجال رقمنة هذا السوق، وعشنا خطوة بخطوة كيف كان هذا التحول وما يفكر فيه المستخدم، ونعلم الخطوات القادمة، لأننا أمامنا فرص كثيرة ونحتاج إلى أن نفكر بشكل صحيح ونختار بشكل سليم، وخبرة الشركاء تجعلنا نتحرك بشكل صحيح في خطوات ناجحة.
وما هي مميزات حصولكم مؤخرا على موافقة الهيئة العامة للرقابة المالية لمزاولة نشاط وساطة التأمين؟
حصلت أمان ليك على موافقات الهيئة منذ 2020، ولكن كنا نعمل على ترخيص الوسيط الفردي مهاب أبو عيطة، والجديد لكي يكون الأمر منسقا من الورقيات والحوكمة تحولنا إلى أن أصبحنا شركة وساطة التأمين، بدلا من الترخيص الفردي، وهذا يفرق في الخدمات من ناحية العميل، فشركة الوساطة تكون أقوى، وتتيح لنا التعاقد مع شركات أكثر، والتعامل معها يكون أفضل، ومن ناحية أخرى فهذا أمان أكثر للعميل.
هل من الممكن أن تتوسعوا في أسواق أخرى؟
حاليا نركز على السوق المصري، إذ أنه به فرص كبيرة جدا، وبعد أن تنجح التجربة المصرية ونجد أن هناك مساحة للتوسع في أسواق أخرى فسوق نكرر التجربة، لكن حاليا نسعى للوصول إلى محافظات أكثر والتوسع فيها، لأن هناك محافظات لديها صعوبة في الوصول إلى التأمين، فهذا هو هدفنا، بجانب هدف زيادة الوعي، والمشوار مازال طويلا، فهناك نسبة كبيرة من المصريين ليس لديهم ثقافة تأمينية، ومع الوقت سيتغير ذلك، فأكثر من 50% من عملاء أمان ليك كانوا يشترون وثائق تأمين لأول مرة من خلالنا، ثم بعد أن وجدوا أن التجربة مرضية رشحونا للآخرين، فهذا هو الهدف، ونريد أن نقود سوق التأمين، وهذا ما نصدقه ونسعى إليه.