“العالم بعد كورونا لن يكون هو نفس العالم قبل كورونا”، سمعنا هذه المقولة خلال الفترة الأخيرة في مجالات عديدة، لكن تأثيرها في مجال تكنولوجيا المعلومات هو التأثير الأقوى.
مصر كانت تعمل بكل مؤسساتها في السنوات الأخيرة على خطة للتحول الرقمي وذلك لقناعة الدولة أن فرصة مصر أن تكون من الدول الرائدة في الاقتصاد الرقمي هي فرصة كبيرة، وذلك لأن مصر لديها شعب أغلبه من الشباب المتاح له التواصل الرقمي من خلال الموبايل والإنترنت، وهي ميزة تنافسية لا تتوفر لكثير من الدول.
وكانت لجائحة فيروس كورونا تأثير سلبي على قطاعات كثيرة في مصر، ولكنها دفعت قطاع التكنولوجيا دفعة غير مسبوقة وغير متوقعة لأن متطلبات التباعد الاجتماعي فرضت على الحكومة والشركات والأفراد الاعتماد على التكنولوجيا في أداء الأعمال والحصول على الخدمات، وقد فوجئ الجميع بنجاح استخدام التكنولوجيا وإمكانية الاعتماد عليها، وكانت أكثر قطاعات التكنولوجيا استفادة من هذه الدفعة هي ما يسمى بخدمات “البقاء بالمنزل” كمثال التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية.
في وقت سابق من هذا العام، تنحيت من دوري القيادي في شركة فوري للمدفوعات الإلكترونية، وهي الشركة التي تجاوزت قيمتها السوقية منذ أيام المليار دولار، وأطلقت صندوق Disruptech وهو أول صندوق برأس مال مخاطر في مصر يركز على التكنولوجيا المالية والشركات الناشئة التي تركز عملها في مصر.
وكان من الواضح بالنسبة لي أن قطاعًا سريع النمو مثل التكنولوجيا المالية له القدرة على تحسين حياة ملايين المصريين، ومع الدعم الحكومي سيصبح قطاعا مربحا جدا للاستثمار المصري والعربي والأجنبي.
وقمنا بإنشاء Disruptech أساسا لمساعدة رواد الأعمال الذين دخلوا هذا المجال ليس فقط للوصول السريع إلى رأس المال، ولكن أيضًا للوصول إلى الخبرة المتخصصة لكي تزدهر شركاتهم أسرع، ونؤمن في Disruptech بدورنا في مساعدة قطاع التكنولوجيا المالية في مصر على النمو.
وقد انضم إلينا شركاء متخصصون في الاستثمار والتنمية بمجموع خبرات يفوق الـ 70 عاما في هذه المجالات، وسوف نبذل أقصى جهدنا لنساعد الشركات الناشئة في تحديد نموذج العمل الأنسب، اختيار التكنولوجيا المناسبة، التفاعل الكفؤ مع كل الجهات الأساسية للنجاح، جمع رؤوس الأموال المطلوبة من مستثمرين داخل وخارج مصر، باختصار دورنا مساعدة الشركات المصرية الناشئة في التكنولوجيا المالية على أن تحقق نجاح يساعد الملايين ويحقق أقصى عائد للمساهمين.
ونرى أن السنوات الثلاثة القادمة ستكون هي العصر الذهبي لقطاع التكنولوجيا المالية في مصر، وستشهد كثير من الاستثمار في هذه المجالات وستشهد أيضا كثير من القوانين والحوافز التي ستشجع هذا القطاع، ونأمل أن نرى مصر تعوض ما فاتها في عصر الاقتصاد الصناعي وتصبح في الريادة في عصر الاقتصاد الرقمي.
تحليل كتبه: محمد عكاشة
الشرك المؤسس لصندوق Disruptech