«صناعة العمران» هي مصطلح يشير إلى المجال الذي يتضمن تصميم وإنشاء المباني والمنشآت والأحياء السكنية والتجارية والصناعية والترفيهية والخدمية، بما في ذلك التخطيط العمراني والهندسة المعمارية والإنشاءات، والتقنيات الحديثة المستخدمة لتحسين البنية التحتية والبيئة المبنية.
ويتضمن هذا المجال أيضًا تحسين جودة الحياة في المدن والمجتمعات من خلال توفير بيئات مريحة وسليمة وآمنة للعيش والعمل والترفيه، وهو يعد من أهم المجالات الحيوية لتنمية المجتمعات وتحسين رفاهية سكانها.
وبلاشك تعد صناعة العمران في مصر من أهم القطاعات الاقتصادية، حيث يشكل القطاع العقاري جزءً كبيرًا من الناتج المحلي للبلاد.
وأنشأن مصر العديد من المشاريع الضخمة في هذا المجال خلال السنوات الماضية، ومنها: مشروعات الإسكان الاجتماعي، حيث تم إطلاق مشروعات ضخمة للإسكان الاجتماعي بهدف توفير سكن للفئات الدنيا من المجتمع، ومن بينها مشروعات «دار مصر» و«مشروع الصعيد الجديد»، ومشروعات البنية التحتية، حيث تم العمل على تطوير البنية التحتية في العديد من المدن المصرية، مثل مشروع «العاصمة الإدارية الجديدة» «المدينة الصناعية بالروبيكي»، وكذلك مشروعات السياحة.
وتم العمل على تطوير البنية التحتية السياحية في العديد من المناطق السياحية المصرية، مثل مشروعات منتجع شرم الشيخ والغردقة، هذا بالإضافة إلى المشاريع الصناعية، حيث أنشئت المزيد من المناطق الصناعية في مصر بهدف تعزيز الاستثمار وخلق فرص عمل جديدة.
واتخذت الحكومة المصرية العديد من الإجراءات والسياسات الاقتصادية لتعزيز صناعة العمران في البلاد، مثل تسهيل إجراءات الاستثمار وتوفير الحوافز الضريبية والتشجيع على تبني التقنيات المستدامة في التصميم والإنشاء، ومن المتوقع أن يستمر هذا التطوير في المستقبل وأن تساهم صناعة العمران في دعم النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة في مصر.
وعلى صعيد آخر تلعب صناعة العمران دورًا حيويًا في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة عن طريق توفير فرص العمل، حيث يتم إنشاء مشاريع عمرانية كبيرة ومنها الإسكان والمنشآت التجارية والصناعية وذلك يؤدي إلى توفير فرص عمل للعديد من الأشخاص، وبالتالي يحسن من مستوى الدخل والرفاهية، و الحد من الفقر.
وتمثل صناعة العمران أحد أهم ركائز النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، وبالتالي فإنها تساهم في خلق فرص للعمل والاستثمارات وتحسين الظروف المعيشية وتقليل نسبة الفقر، وكذلك تحسين البنية التحتية، حيث تعمل صناعة العمران على بناء المباني والمنشآت الضرورية لتحسين البنية التحتية في المدن والمجتمعات، مثل الطرق والجسور والشبكات الكهربائية والمياه والصرف الصحي وغير ذلك من المرافق الأساسية، بالإضافة الي استخدام التقنيات المستدامة.
كما تمثل صناعة العمران فرصة لدمج التقنيات المستدامة في تصميم وإنشاء المباني والمنشآت، مما يوفر الطاقة ويحسّن كفاءة الاستهلاك ويقلل من التلوث البيئي ويحافظ على الموارد الطبيعية، وتحسين جودة الحياة، حيث تعمل صناعة العمران على تحسين جودة الحياة في المجتمعات وتوفير بيئات مريحة وصحية وآمنة للعيش والعمل، وبالتالي تحسين نوعية الحياة ورفاهية سكان المجتمعات.
وفي النهاية، ولتحقيق الارتقاء بصناعة العمران وتحقيق مكاسب متنوعة، يجب اتباع بعض الإجراءات والخطوات المهمة والتي تشمل الاستثمار في التدريب والتطوير، يجب توفير برامج تدريبية وتطويرية للعاملين في صناعة العمران، من أجل تحسين كفاءاتهم وزيادة خبراتهم وتقديم خدمات عالية الجودة، وكذلك التركيز على الابتكار والتقنيات المستدامة: يجب العمل على تطوير تقنيات جديدة تخدم صناعة العمران وتحافظ على البيئة والموارد الطبيعية، مثل استخدام مواد بناء قابلة لإعادة التدوير ومنظومات طاقة شمسية، هذا بالإضافة إلى تحفيز التعاون والشراكات.
كما يمكن تحقيق مكاسب متنوعة من خلال التعاون مع الأطراف المختلفة، مثل الحكومة والشركات الخاصة والمجتمع المحلي، من أجل تحقيق مشاريع عمرانية ذات جودة عالية وفائدة اقتصادية واجتماعية، وايضا التوجه نحو الاستثمار في التسويق والإعلان، بحيث يمكن تحقيق مكاسب متنوعة من خلال الاستثمار في التسويق والإعلان للمشاريع العمرانية، من أجل جذب المستثمرين والزبائن والمستخدمين وتحقيق الأرباح المرجوة، هذا بجانب الالتزام بالجودة والأمان: يجب الالتزام بمعايير الجودة والأمان في جميع مشاريع العمران، من أجل تحقيق سمعة ممتازة ومكاسب مالية مستدامة وتحسين رضا العملاء.
وبتحقيق التماذج مابين كل ماسبق جميعا يمكن تحقيق مكاسب متنوعة من صناعة العمران، مثل الأرباح المالية والتنمية الاقتصادية وتحسين جودة الحياة والمحافظة على البيئة والمورد الطبيعية.
الدكتور محمد راشد
عضو غرفه صناعه التطوير العقاري باتحاد الصناعات المصرية