محمد جاويش: «iSchool» ستكون نواة الوصول للمليون مبرمج في رؤية مصر 2030.. ونسعى للتوسع في أسواق الخليج
خلال الفترة الماضية وبالتحديد منذ بدء انتشار كورونا ظهرت أهمية تكنولوجيا التعليم، وشاهدنا العديد من المشاريع المبتكرة في هذا المجال والعديد من التقنيات التعليمية حول العالم، ولم تكن مصر بعيدة عن ذلك، فقد ظهرت بعض الشركات العاملة في تكنولوجيا التعليم.
ولكن “iSchool” أحد الشركات التي اتخذت طريقا مختلفا عن الشركات الأخرى، وركزت على تعليم الأطفال والنشئ البرمجة، وبدأت الشركة من قبل انتشار كورونا.
وخاضت “iSchool” رحلة ناجحة محققة العديد من الخطوات المميزة، منها حصولها على المركز الأول بمعرض “بزنكس” لريادة الأعمال، والفوز بالمركز الأول في مسابقة طرح المشاريع الناشئة في الاجتماع الاستثماري السنوي لوزارة الاقتصاد بالإمارات، وتم تكريمها بجائزة SEED Pitching، وحصل الشريك المؤسس محمد جاويش على جائزة مؤسس العام على منطقة شمال أفريقيا، في احتفالية الشركات الناشئة العالمية بجنوب أفريقيا في يونيو 2022 (Global Startups Awards 2021)، كما تم اختيارها للمشاركة في برنامج Plug and Play Middle East، بدعم ورعاية من وزارة الاتصالات، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلوما،، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وخاضت الشركة في تجربة مدهشة بزيارة مركز Plug and Play Tech Center في سليكون فالي.
بوابة الاقتصاد الرقمي FollowICT حاورت محمد جاويش، الشريك المؤسس للشركة، ليتحدث عن كواليس رحلة iSchool، وخططها للمستقبل في ضوء النمو الكبير في مجال تكنولوجيا التعليم.
ما هي الخبرات التي أهلتك لتأسيس شركة متخصصة في تكنولوجيا التعليم؟
أعمل في مجال التعليم التكنولوجي منذ 2014، من خلال البرمجة والـ Robotics، ودراستي في الأساس هندسة الإلكترونيات، وفي 2017 حصلت على منحة من السفارة الأمريكية للدراسة في جامعة Indiana، حيث درست ريادة الأعمال وإدارة المشروعات، ووجدت أن الموضوع اختلف معي من الهندسة إلى البيزنس، ورأيت أهمية التعليم التكنولوجي، وعندما عدت إلى مصر جاءتني فرصة للعمل مع شركة Fujisoft اليابانية، حيث إنها تنظم مسابقات في الـ Robotics، وكان فيها مشاركة للأطفال يتنافسون مع الكبار، ووجدت أن هذا الأمر متكرر في الصين، حيث سافرت الصين وعملت في تنظيم مسابقات الـ Robotics، ولكن وجدت فجوة في هذا الأمر في الشرق الأوسط، فليس هناك من يعلم الأطفال البرمجة، وليس هناك أي منهج أو استراتيجية، ولذلك قررت مع الشركاء المؤسسين مصطفى عبد المنعم وإبراهيم يوسف في 2018 تأسس شركة لتعليم البرمجة للأطفال، وبدأنا iSchool.
وهل حققت الشركة النتائج المرجوة من البداية؟
البداية كانت Offline وكان لنا تواجدنا على الأرض، ولكننا وجدنا أننا مهما حدث فلن نستطيع أن نعلم ملايين، فقررنا أن نكون Online في آخر 2019، وفي 2020 انتشر فيروس كورونا، وأصبح هناك توجه أكبر للعالم الرقمي، وانتشرت iSchool بشكل أكبر، وكثيرون بدأوا يتعاملون معنا، وأصبح لدينا 9 ألاف خريج، ولدينا طلاب من مصر والمنطقة العربية وأمريكا وكندا وألمانيا.
وهل من الممكن أن تتوسعوا في تلك الدول؟
أرى أن الـ Online قصر المسافات، ولكن سيكون لنا تواجد في السعودية والإمارات، ونقوم بعمل شراكات مع العديد من الجهات، ونعد مناهج تعليمية في المدارس، ونعمل حاليا مع مجموعة من المدارس في مصر، حيث نتواجد في المدرسة ونطور الشكل التقليدي لمعمل الكمبيوتر، ونعلم الأطفال العديد من المجالات التكنولوجية والعمل بشكل مستقل وريادة الأعمال، حتى يكون لديهم القدرة على المشاركة في ورش عمل ومسابقات دولية أو الحصول على منح.
ما الذي يميز iSchool عن المنافسين في السوق؟
ما يميزنا أننا نركز مع الأطفال فقط، وندرب من سن 6 إلى 18 سنة، ونعلمهم تكنولوجيا وبرمجة، ونركز على أكثر 10 وظائف مطلوبة، ومنها الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وكلها مجالات نؤسس عليها الأطفال، ونتماشى مع رؤى العديد من الدول، مثل رؤية 2030، فمصر تريد الوصول إلى مليون مبرمج على سبيل المثال، ولكي نصل إلى ذلك في 2030 يجب أن نعلم الأطفال الآن البرمجة حتى نعدهم ليكونوا مبرمجي 2030، فنحن نعمل على أن نكون نواة لإنجاز هذا التحدي، والحمد لله لدينا أطفال سافروا أمريكا واليابان وحصلوا على منح، وهناك طلاب أصبحوا يعملون بشكل مستقل ويحققون دخلا كبيرا، ونحاول أن نجعل من الطالب tech entrepreneur منذ الصغر.
ما هي الأخطاء التي وقعتم فيها في بدايتكم؟
ربما العمل Offline في البداية، فالتعليم الـ Online أسهل كثيرا، وخصوصا أننا نعلم التكنولوجيا فكان من المفترض التواجد Online، ثانيا ربما أخذنا وقتا طويلا في تجهيز التكنولوجيا الخاصة بنا، ولكننا كنا مضطرين نجرب كل شيء حتى نقدم أفضل شيء.
وما هي أكبر التحديات التي واجهتها؟
التحدي الأساسي هو وعي أولياء الأمور، فأغلبهم لم يتعلموا التكنولوجيا، ويجب أن نتحدث معهم ونشرح لهم ما نقدمه، وخصوصا أن هناك العديد من أولياء الأمور لا يعرفون معنى وأهمية تعليم البرمجة للأطفال، فهذا يأخذ وقتا ومجهودا، ولكن الآن الوعي بدأ يختلف، بعد أن أدرك الكثيرون أهمية تعليم البرمجة.
ولكن شركات تكنولوجيا التعليم تعاني من عدم الحصول على التمويل المناسب فكيف تعاملتم مع ذلك؟
الحمد لله ربنا أكرمنا، وخصوصا أن علاقتنا جيدة مع العديد من الجهات، وأصبحنا معروفين في السوق كمؤثرين في مجال التعليم، وفي البداية حصلنا على الدعم المادي من خلال المسابقات أو المنح، والتي ساعدتنا على السير بدون استثمار، وفي 2021 حصلنا على تمويل بقيمة 160 ألف دولار من EdVentures، وبدأنا نسير بخطوات أكبر، وجاءتنا الفرصة للمشاركة في أكثر من مؤتمر في ريادة الأعمال في العديد من الدول منها البرتغال والإمارات، وحصلت على جائزة مؤسس العام على منطقة شمال أفريقيا، في احتفالية الشركات الناشئة العالمية بجنوب أفريقيا (Global Startups Awards 2021)، كما سافرنا إلى وادي السيليكون، وبالتأكيد هناك تحد في الاستثمار، ونحن حاليا نستعد لإغلاق جولة تمويلية.
وكيف ترى مستقبل تكنولوجيا التعليم في مصر؟
هناك فرصة كبيرة جدا لهذا المجال في مصر والعالم كله، فتقريبا كل عامين يكون هناك مجال هو التريند، ففي فترة 2018 كانت فترة التجارة الإلكترونية، ثم جاءت مرحلة الخدمات اللوجستية والتوصيل، ثم التكنولوجيا المالية، وأرى أنه من 2022 إلى 2024 ستكون مرحلة تكنولوجيا التعليم والتكنولوجيا الصحية، والتمويل بدأ يزيد في هذه المجالات، وأصبح هناك متخصصون في الاستثمار في تكنولوجيا التعليم، وبالخارج وبالتحديد في أمريكا والهند وأوروبا السوق كبير، وهناك شركات unicorn خرجت من أوروبا، وأعتقد أن الشرق الأوسط سيكون عليه الدور في نمو هذا المجال.
وكيف نستطيع أن ننافس تلك الأسواق؟
لدينا فرصة كبيرة، وخصوصا أن المنتج لدينا بسعر محلي رخيص، وسعرهم بالخارج أعلى، وبشكل عام مجال الـ EDtech يعتمد على النتيجة والجودة، فيجب أن نسعى إلى تقديم منتج تعليمي مفيد، وأن تكون الجودة عالية، ويجب أن نلقي نظرة على العالم وما يقدمونه من أفضل طرق التعليم، فلا نبدأ اختراع العجلة من البداية.
وماذا عن رؤيتك لمستقبل iSchool في هذا السوق؟
نسعى إلى التعاون مع مؤسسات تعليمية وحكومات ووزارات، مثل وزارات التربية والتعليم في الخليج، ونريد مواكبة التطور التكنولوجي في المناهج، ونقدم مناهج في مجالات متخصصة مثل Cyber Security و Blockchain، ونوصّل الطلاب بالمنح الدولية والجامعات الكبيرة، ويحصلون على تدريب في كبرى الشركات مثل مايكروسوفت وجوجل، وهناك شركات unicorns بالهند بدأت تكلمنا لتعرف تفاصيل أكثر عنا، فالمنطقة العربية سوق كبير ولدينا 100 مليون طالب عربي، ونريد أن نكون رقم 1 في مجال تعليم الأطفال في المنطقة، ونصل على مستوى العالم ويكون لدينا مستخدمين أجانب.