يظل منطق “الخبرة”، هو مايشكل هوية رواد الأعمال الناجحين في الألفية الجديدة، بما يمثل لهم من تجارب تمنحهم النجاح والفشل أيضا للتعلم من الأخطاء، والوصول لنقطة النهاية التي يعلنون فيها انتصارهم في بناء شركة ريادية تمتلك مقومات النمو والاستدامة.
وفي نشرتنا لهذا الأسبوع، التقينا أحد رواد الأعمال، الباحثين عن التفوق في مجالهم، وإحداث تغيير واقعي في عالم التجارة، مبني على علم وسلوك استثماري وليس أحلام وتمني، وهو محمد الشاذلي المدير التنفيذي لمنصة «ElSupplier» التي تعد أول منصة في مصر تربط المشترين بالموردين عبر العديد من الصناعات.
يسعى “الشاذلي” إلى تحويل منصته إلى “علي بابا” مصر والشرق الأوسط وفقا لحديثه في إطار طموح كبير يرغب في الوصول إليه تدريجيا مع الحرص على تحقيق إيرادات مرحلية تضمن له رحلة الصعود.
ويتحدث في حواره مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT عن خطوات إطلاق المنصة والتحديات التي واجهتها وخططها المستقبلية والتوسعية.
ما هي الخبرات التي ساعدت في إطلاق “ElSupplier”، خاصة وأن الشركات الناشئة تبنى في الغالب على مستوى التعليم والتجارب السابقة؟
هذه حقيقة بالفعل، فأنا عملت في شركات توريد في العديد من المنتجات، منها الأسماك والدواجن واللحوم، وجاءتني فكرة ElSupplier، من هذه المساحة التي عملت بها بسبب الفجوة التي وجدتها بين الموردين الذين يريدون تزويد عملاءهم بالمنتجات وهؤلاء العملاء، فكل شركات التوريد تبحث عن التواصل مع المطاعم والفنادق والسوبر ماركت، ففكرت في فكرة التسويق للموردين لحل هذه الإشكالية وتوفير فرصة أيضا للنجاح.
وكيف كانت البداية وتطوير الفكرة لمشروع قائم يمتلك مقومات نمو؟
بدأنا بموقع يضم الموردين ومديري المشتريات، فمن يبحث عن الآخر يجده على الموقع، ومع الوقت تطورت الفكرة، إلى أن أصبح لدينا 72 ألف مدير مشتريات و1200 مورد، وكان نموذج العمل مبنيا على الاشتراك من الموردين، حيث نسوق منتجاتهم عند مديري المشتريات، ولكن وجدنا أن من اشترك معنا 1000 فقط، وكنا نحصل على الاشتراك قبل العمل، ونحن بدأنا مبكرا في 2016، فلم يكن هناك استثمارات بنفس الشكل الموجود حاليا، وعملنا بأموالنا، ثم أخذنا استثمارا بقيمة 90 ألف دولار من مستثمر ملائكي في 2019، وعملنا بشكل جيد، ولكن جاءت أزمة كوفيد 19، ومررنا بظروف صعبة وكدنا نغلق الشركة، ولكني قدمت في Flat6labs، وحصلنا على مبلغ في حدود 85 ألف دولار ساعدنا على استكمال طريقنا، وحاليا في مرحلة جولة جديدة ستنقلنا نقلة مختلفة.
وهل غيرتم نموذج عملكم؟
تعلمنا من الأخطاء أنه في وقت الأزمات الناس لا يضعون أموالهم في السوق، وفكرنا نكون شركاء للموردين، حيث إن المورّد الذي ينضم إلينا نحصل منه على عمولة على الطلبات، وفي نفس الوقت لا تعمل كل الشركات بهذا النموذج، ولازم يكون هناك اشتراكات، وأصبحت الاشتراكات موجودة، وفيها ميزة التواصل مع العميل بشكل مباشر أكثر من البيع بالعمولة، فمن يعمل معنا بالعمولة بعد ذلك يطلب الانضمام باشتراك، ونعمل أيضا على تقديم حوافز لمن يشتري من خلالنا أكثر.
وما هي الصعوبات التي واجهتكم أثناء العمل بأموالكم بدون استثمارات؟
هي فترة علمتنا كيف نضع كل جنيه في مكانه، وجعلتنا نعتمد على إمكانيات الشركة وأن تصرف على نفسها، وليس كل مؤسس يستطيع أن يتحمل ذلك، لأننا كنا نقتص من المصاريف غير المهمة ونركز على المصاريف التي تدخل لنا أموالا، وأراها فترة مهمة لأي شركة ناشئة، حيث يتعلم مؤسس الشركة في تلك الفترة ما لا يمكن تعلمه إذا كان معه استثمارات، فقد تعلمنا العمل بأحسن طريقة وأقل أموال ممكنة، وعندما يأتي استثمار بعد هذه المرحلة يكون مؤسس الشركة لديه القدرة على معرفة كيفية توظيف أموال الاستثمار، فهي بمثابة مرحلة تأهيل لمؤسس الشركة حتى لا يكون أهوجا، ولا يحدث معه مثلما حدث مع الشركات التي أغلقت، فهناك من يحصل على استثمارات ويتمادى في التعيينات ويحضر للشركة أكبر مديرين في مصر ويحرق الأموال في البضائع، أو يسعى للوصول إلى العميل بأي ثمن، فتكون هناك خسائر مرعبة، فالمرحلة التي مررنا بها جعلنا نتجنب الوقوع في أخطاء كارثية، فلا نريد أن ننمو بأي طريقة، ففكرة النمو بهذا المبدأ أثبتت فشلها، وأعتقد أن المستثمرين أصبحوا يدركون ذلك جيدا، فحاليا المستثمر يسأل مؤسس الشركة عما سيفعله بالأموال.
هذا يجعلنا نسأل السؤال المطروح عالميا حاليا هل الشركة يجب أن تبحث عن النمو أم الربح؟
يجب أن يسير النمو مع الربح، ولا يجب أن يتم التركيز على عنصر دون الآخر، فالشركات التي اهتمت بالنمو فقط حتى على المستوى العالمي واجهت العديد من المشاكل واتجهت إلى تغيير الإدارات، فتحقيق النمو مع المكسب هو السيناريو الأفضل للشركة.
وما هي أبرز التحديات التي واجهت الشركة؟
كوننا بدأنا مبكرا فقد عانينا من تغيير فكر العميل أو المورد، والدعوة للتوجه للعالم الرقمي، فتغيير الثقافة من أصعب الأشياء التي واجهتنا، بجانب تحد آخر وهو العثور على المواهب، فمعظم الناس كانت تريد في هذا التوقيت العمل في الشركات الكبرى، ولم يكن فكر العمل بشركات ناشئة موجودا، وهذا الفكر تغير بالطبع عند الشباب، وأصبح هناك توجه للعمل في شركات ناشئة، ومن يريد أن يؤسس شركة ناشئة عليه أن يعمل في إحدى تلك الشركات 4 سنوات حتى يتعلم ثم يطلق شركته.
وكيف تنظر ElSupplier إلى المنافسة في السوق؟
المنافسة مهمة جدا، فكلنا نحصل على جزء من السوق، وحتى الآن كلنا لم نحصل من السوق على 2 أو 3%، وكلما كان هناك شركات في نفس المجال تعم الفائدة علينا جميعا وعلى العملاء.
وما هو تخطيطك لمستقبل الشركة؟
الحمد لله كل يوم نحقق نموا وينضم إلينا موردون كبار، وأصبح لدينا ملفا كبيرا للموردين، بجانب 72 ألف مدير مشتريات، وأحلم بأن تتحول ElSupplier إلى “علي بابا” في مصر، ثم تصبح علي بابا الشرق الأوسط.
ومتى يمكن أن يحدث ذلك من وجهة نظرك؟
كل شيء بتوفيق ربنا، فإذا جاءنا استثمار سوف يختصر علينا 3 أو 4 سنوات.
وماذا عن خطط التوسع لديكم؟
أتمنى أن نتوسع خارج مصر بالطبع، وأن تتاح لنا الفرصة لتحقيق ذلك، وأتمنى أن يكون التوسع في أفريقيا، فهي بها كنوز رهيبة، ولدى الشركات المصرية القدرة على غزو تلك المنطقة والاستفادة منها بشكل أكبر.