قديماً في القرون الوسطي، كان هناك ما يعرف بـ”الفرسان السبعة”، مهمتهم الأساسية حماية القصر والثروات. كان “الفرسان السبعة” قديما قادة مختارين بعناية من المحاربين تجمعهم صفات أساسية، وهي الذكاء والشجاعة في الميدان والقيادة التيكتيكية وفنون الخدع الحربية.
يمر الزمن والتاريخ ونعيش في عالم تسيطر عليه أدوات تكنولوجيا المعلومات، وأصبحت البيانات والمعلومات هي الثروة الحقيقية للدول، ونظراً للاعتماد على وسائل الاتصال الرقمية، التي تعتمد على قنوات اتصال رقمية وتطبيقات ومنصات تواصل مباشر تعتمد على أنظمة الذكاء الاصطناعي، والقادرة على رصد سلوك المستخدمين والتنبؤ بسلوك متوقع أو حتى طبيعة المستخدم: ماذا يشاهد، وهل يحب شراء منتجات معينة ساعات عمله، وفي أوقات الراحة، وحتى الحالة المزاجية.
كل هذا جميل ويسهل علينا الحياة اليومية، ونستمتع بأن الأجهزة المتصلة بالإنترنت تستطيع فهمنا وتقدم لنا ما نحتاجه باقل مجهود.
في نفس الوقت، نحتاج في زمننا هذا إلى “الفرسان السبعة” لنحمي ثروتنا الحقيقية من البيانات والمعلومات من مخاطر أن تصبح متاحة لمن يدفع أكثر، وهنا يجب أن أذكر من هم الفرسان السبعة في 2022، إنهم قوة بشرية قوية تمتلك القدرة على فهم المخاطر والتعامل معها، هم من يمتلكون خطط وخدع تستطيع أن تتصدى لأهل الشر من ذوي الأقنعة السوداء المعروفين بالمخترقين.
“الفرسان السبعة” هم من يمتلكون القدرة على التخفي والوصول للأدلة الرقمية لرصد من يحاول تعطيل أنظمة أو الوصول لبيانات ذات قيمة.
“الفرسان السبعة” هم من يمتلكون القدرة على التعلم وفهم الأدوات التكنولوجية والعمل بذكاء، وكعادة الفرسان قديماً، فإنهم يستمتعون دائما بعملهم، ويستمتعون بقدراتهم العقلية، فما بالك بشباب يمتلك القدرة العقلية والحرفية في توظيف القدرات التكنولوجية الهائلة في حماية البنية الأساسية والمعلوماتية.
هنا أتحدث، ونحن في العام 2022، نستطيع أن نؤكد على وجود شباب مصري تعلم وما زال يتعلم فنون ومهارات وأدوات “مركز عمليات الأمن السيبراني”، وكذلك الاستجابة السريعة لأي مخاطر تهدد نطاقات اتصال رقمية، مثل المواقع الإلكترونية وقواعد البيانات والأنظمة والأجهزة المتصلة والبنية التحتية الحرجة.
وبشكل دائم، في المؤتمرات الدولية، يطل علينا شباب مصري مدرب ويمتلك أدواته في حماية البنية المعلوماتية، والتي هي الثروة الحقيقية للمجتمعات.
وفي النهاية دائما ننصح كل من يهتم بمجال الأمن السيبراني أن يتعلم دائما المهارات الأساسية، وكذلك الأدوات التكنولوجية، وفهم وتحديث مستمر لكل ما يتم ويستجد في نطاقات تكنولوجيا المعلومات، ويفهم المخاطر، ويجيد سيناريوهات المحتملة ليمتلك القدرة على الحماية.
تحليل كتبه: د. محمد الحارثي
استشاري تطوير الأعمال والإعلام الرقمي