Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

كيف تسرع مصر من انتشار تكنولوجيا الجيل الخامس وكسر حالة التشكك؟

مسار استراتيجي تتباه الدولة المصرية ممثلة في الحكومة والقطاع الخاص، لتسريع تطبيق تكنولوجيات الجيل الخامس بعد طرحه رسميا مطلع الشهر الجاري، لكسر حالة التشكك في قدرة نفاذ هذه التكنولوجيا في الكثير من المجالات الاقتصادية والخدمية لاعتبارات مادية وفنية، حيث تدعم تكنولوجيا الجيل الخامس معظم التطبيقات الحديثة كالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وغيرها، الأمر الذي يعود بالفائدة على تحقيق النمو الاقتصادي والناتج المحلي الإجمالي وتسهم في توفير فرص العمل المختلفة.

وأعلنت شركات الاتصالات الأربعة العاملة في السوق المحلية المصرية للاتصالات وفودافون وأورنج وإي أند مصر بدء تشغيل الجيل الخامس رسميا، بعد توقيع الحصول على التراخيص اللازمة مقابل قيمة إجمالية تبلغ 600 مليون دولار بواقع 150 مليون لكل واحدة منها.

الفكر الاستراتيجي الذي يسيطر على وزارة الاتصالات والشركات، يرتكز على محاور تشمل الشراكة الوثيقة بين أجهزة الدولة وشركات الاتصالات، والمصنعين، والأفراد، لضمان تحقيق أقصى استفادة من هذه التكنولوجيا وتسريع نفاذها، عبر البدء في قطاعات اقتصادية معينة تحمل بعض الاستعدادت المادية والفنية بجانب تعزيز تجربة الأفراد، حيث تشكل تقنيات الجيل الخامس قفزة تكنولوجية كبيرة مقارنة بالجيل الرابع حيث تتيح إمكانية توفير اتصالات الحزم العريضة بجميع استخداماتها العملية والتي تشمل سرعة التنزيل والاستجابة والقدرة على تقسيم الشبكة بحسب شرائح وحاجات المستخدمين، وربط عدد كبير من الأجهزة في توقيت واحد.

الخبراء أشاروا إلى أن إدخال أي جيل جديد من الاتصالات في أي سوق متطور أو ناشىء يمر بمرحلتين رئيستين، وهما مرحلة الاستخدام الطبيعي التي تشهد دخول القادرين على استخدام الخدمة من حيث التكلفة وامتلاك الأجهزة الداعمة، ومرحلة الاستخدام الشائع عندما تبدأ معظم شرائح المجتمع ومختلف القطاعات الاقتصادية بالاعتماد على الخدمة، وبالتالي الحكم على تكنولوجيا الجيل الخامس وجدواها أمر مبكر لكن قدرتها الاستراتيجية يجب أن يمتلكها السوق المصري في حالة الرغبة بإجراء تحول رقمي حديث.

ولفتوا إلى أن البيئة الرقمية في مصر على المستوى المؤسسي والمجتمعي، تغيرت بشكل متسارع خلال السنوات القليلة الماضية، مايحتاج معها لتقنيات الجيل الخامس وماتوفره من امتيازات اقتصادية، فالبيانات التي ينشئها المستخدمون ارتفعت بشكل كبير وأصبحت تمثل معرفة وأسلوب حياة، كما تتطلب التقنيات التحويلية الأخرى مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتعلم الآلي سرعات أعلى للعمل من تلك التي توفرها شبكات الجيلين الثالث والرابع، وهو مانراها في العديد من المشروعات التنموية التي تدشنها مصر كمراكز البيانات العملاقة والمدن الذكية والتطبيقات والخدمات الحكومية والتعليمية والطبية والصناعية والمالية وغيرها.

وأكدوا على أن مسار تسريع انتشار تكنولوجيا الجيل الخامس، يحتاج إلى عدة جوانب رئيسية  تشمل توسيع نطاق التغطية، توفير أجهزة متوافقة، خفض التكاليف، والتوعية بفوائدها، بالإضافة إلى تعزيز الأبحاث والتطوير، منوهين إلى أن ترخيص الخدمة من جانب جهاز تنظيم الاتصالات وطرحها تجاريا من جانب الشركات يشكل فقط حجر أساس، لتحويل هذه التكنولوجيا لمنصة تنموية لكافة القطاعات الرئيسية التي تراهن عليها الدولة في قيادة النمو الاقتصادي.

الرؤساء التنفيذين للشركات في سؤال مشترك لمنصة FollowICT ، أكدوا على أن أهمية ادخال نطاق الجيل الخامس تكمن في الدور الرئيس الذي سيلعبه على المديين المتوسط والطويل الأجل في تمكين قطاع تكنولوجيا المعلومات من تقديم خدمات تكنولوجية متقدمة ومواكبة التطور السريع فيها والتي هي بحاجة لشبكة قادرة على تحميل البيانات واسترجاعها ونقلها بطريقة سريعه للغاية وآمنة .

وتوقعت الرابطة الدولية لمشغلي الهواتف المتنقلة أن تتوسع قاعدة اشتراكات خدمات الجيل الخامس في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لتسجل 42 مليون اشتراك بحلول العام 2025 وأن تتجاوز اشتراكات خدمات الجيل الخامس المليار اشتراك في جميع أرجاء العالم خلال العام الحالي.

خدمات الجيل الخامس تمثل رهان استراتيجي: هذا ماأكده الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واصفا تقنياتها بأنها ركيزة أساسية للحياة والعمل والتنمية، وستحدث نقلة نوعية جديدة في مسيرة مصر الرقمية، وتدعم رؤية الدولة نحو التحول الرقمي الشامل، مشددًا على أن الوزارة مستمرة في العمل على توسيع نطاق الخدمات، وتحسين جودتها، بما يلبي احتياجات المواطنين ويعزز من قدرة الاقتصاد الوطني على التنافس عالميًا.

وهي الرؤية التي أكدها الرؤساء التنفيذيون لشركات الاتصالات في المؤتمر الرسمي لإطلاق تقنيات الجيل الخامس، حيث قال محمد نصر الدين الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات، إن إطلاق خدمات الجيل الخامس في السوق المصري ستعزز حلول الاتصالات والتحول الرقمي على كافة المستويات، منوها إلى أنها تمثل عهدًا جديدًا من السرعات الفائقة وزمن الاستجابة المنخفض، ما يمكن الأفراد والمؤسسات من الاستفادة من إمكانيات التحول الرقمي، ويدعم جهود الدولة في بناء اقتصاد رقمي مستدام.

بينما قال محمد عبد الله الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة ڤودافون مصر والرئيس الإقليمي للأسواق الدولية بمجموعة ڤوداكوم: إطلاق شبكة الجيل الخامس في مصر يمثل لحظة فارقة تساهم في تمكين الاقتصاد الرقمي المصري، وتحقيق أهداف رؤية مصر 2030.

وأعلن المهندس ياسر شاكر، الرئيس التنفيذي لشركة أورنج مصر، أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في تطوير خدمات الاتصالات وتحسين تجربة المستخدم في مصر لافتا إلى أن تقنية الجيل الخامس ستحدث طفرة في سرعات الإنترنت وخدمات البيانات، بما يعزز من أداء التطبيقات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والواقع المعزز، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة أمام مختلف القطاعات الاقتصادية.

وأكد المهندس حازم متولى، الرئيس التنفيذى لشركة إى آند مصر، أن إطلاق خدمات الجيل الخامس يمثل مرتكز رئيسي فى مسيرة التكنولوجيا والاتصالات فى مصر، مشيرًا إلى أن الأمر لا يقتصر على إدخال تكنولوجيا جديدة، بل يمثل انطلاقة نحو مرحلة رقمية متكاملة ترتقى بجودة الخدمات وتفتح آفاقا غير مسبوقة فى السوق المصري.

حمدي الليثي
حمدي الليثي

جدوى  الجيل الخامس .. أكد الدكتور حمدي الليثي، رئيس مجلس إدارة شركة«ليانتل» لحلول الاتصالات، على أن جدوى إطلاق خدمات الجيل الخامس في مصر والعديد من الدول الناشئة يتمثل بشكل رئيسي في الجدوى الاقتصادية لتطبيقه واختيار التوقيت المناسب، وأيضا توافر المقومات الفنية والتشغلية لإطلاق الخدمة خاصة وأن تكلفتها مرتفعة جدا من كافة الجوانب سواءا في استخراج الرخص أو حتى استكمال البنية التحتية للشبكات خاصة مع الارتفاع الكبير في التكلفة في الوقت الحالي.

وشدد على أنه يجب توافر مقومات استهلاكية لهذه الخدمة لتحقيق الجدوي الاقتصادية المطلوبة ، وهو مايحتاج معه إلى دخول انترنت الأشياء والتقنيات المتطورة بشكل أكبر في الصناعات والخدمات ، لخلق حالة طلب ولتعزيز أيضا النمو الاقتصادي بالشكل الأمثل ، حيث أنها دائرة محسوبة ومتوقفة على الاحتياج لهذه التقنية من عدمه.

وأشار الليثي إلى أن التداعيات الاقتصادية الحالية التى يتعرض لها العالم سيكون لها تأثيرا كبيرا على مستقبل تشغيل شبكات الجيل الخامس في العديد من الأسواق سواءا المتطورة او الناشئة ، في ظل ارتفاع التكاليف وعدم توافر العملة الصعبة، منوها إلى أن الكثير من الدول لم تستفيد بالشكل المطلوب من الجيل الرابع ومايوفره من خدمات ، او أن بعضها لايزال في طور تحسين البنية التحتية للاتصالات وتطوير الخدمات المقدمة للمستخدمين.

ولفت الدكتور حمدي الليثي إلى أن خدمات الجيل الخامس تدعم معظم التطبيقات الحديثة مثل خدمات المحتوى وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وغيرها من الاستخدامات التي تحتاج إلى تقنية سريعة ومنافسة، الأمر الذي يعود بالفائدة على تحقيق النمو الاقتصادي والناتج المحلي الإجمالي وتسهم في توفير فرص العمل المختلفة والوظائف المستحدثة ودخول شركات مساندة للسوق .

منصة اقتصادية تشكل حجر الأساس.. من جانبه قال خالد نجم، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق، أن تقنيات الجيل الخامس ليس تطوراً للأجيال السابقة، بل يعتبر منصة اقتصادية تشكل حجر الأساس لتوفير البنية التحتية اللازمة لكافة القطاعات الأخرى مثل الصحة والتعليم والتجارة والصناعة وغيرها منوها إلى أن تشغيل خدمات الجيل الخامس من كافة الشركات خطوة مهمة جدا في هذا التوقيت، وتمنح مساحة أكبر للتحرك على مستوى الاتصالات أو الإنترنت، ودعم البنية التحتية التي تدعم التكنولوجيات المتطورة القائمة على انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات التي تشهد نموا مطردا خلال الفترة الحالية .

خالد نجم
خالد نجم

وأشار إلى أنه في كل الأحوال يجب أن يكون هناك التطبيقات اللازمة لتشغيل الجيل الخامس حتى يكون هناك استفادة كبيرة منه، فالبنية التحتية موجودة بالفعل، والدولة استثمرت مبالغ كبيرة فيها، من أجل الوصول بالاتصالات والإنترنت إلى كل بيت في مصر، ولكن ليس هناك الخدمات والتطبيقات الكافية لتشغيل الجيل الخامس حتى يتم صناعة طلب واضح عليه.، هذا بجانب أهمية إتاحة استغلال الجيل الخامس للقطاع الخاص بسعر مناسب.

ونوه خالد نجم أن سرعات الإنترنت التي سيحدثها الجيل الخامس ستفيد الكثيرين خاصة من يريدون تأسيس مشروعاتهم من المنازل، فقد جربنا العمل عن بعد في فترة الكورونا، والتي أثبتت أننا لدينا بنية تحتية محترمة، مؤكدا على ضرورة العمل على تعظيم الاستفادة من الجيل الخامس حيث تحتاج إلى نطاق ترددي أعلى بكثير مما يتطلب في الكثير من الأحيان لإنشاء بنية تحتية جديدة تماما خاصة للشركات التي لم تكن في اعتباراتها الاستثمارية والفنية تشغيل هذه التكنولوجيا على المدى القريب.

ولفت إلى أن تقنية الجيل الخامس توفر سرعات بيانات فائقة السرعة، دون أي تأخير تقريبًا، كما أن لديها القدرة على التعامل مع عدد مذهل من الأجهزة في وقت واحد، وهذا ليس مجرد تحسن تدريجي بل قفزة نوعية في الاتصال، حيث قوتها ببساطة للمستخدمين العاديين تتمثل في تنزيل ملفات ضخمة في غمضة عين، وتشغيل مقاطع فيديو بدقة 4K دون تخزين مؤقت، والانخراط في الألعاب عبر الإنترنت دون حدوث أي تأخيرات.

تابع نجم “بالنظرة الشمولية الأهم، تتمثل قوة الجيل الخامس في قدرته على إحداث ثورة في إنترنت الأشياء والرعاية الصحية والتطبيب عن بعد، وتدشين المدن الذكية الكاملة، وعلوم الفضاء، والرعاية الصحية عن بعد، وتشجيع  تطوير تطبيقات جديدة وخدمات مبتكرة ، حيث إن زمن الوصول المنخفض لشبكة الجيل الخامس وقدرتها المذهلة يجعلها الخيار المثالي ، حيث يمكن تخيل عالما يتواصل فيه عدد لا يحصى من الأجهزة الذكية، وهذا يعني منازل ومدن وصناعات أكثر كفاءة.

من جانبه قال علاء عدلي، رئيس شركة “كاراد” للاتصالات، أن طرح الجيل الخامس إيجابي للغاية ويدعم تطور السوق ويضمن استدامة نموه خاصة مع الانتقال لتقديم خدمات تكنولوجيا فائقة، مشيرا إلى  أهمية الجيل الخامس لعملية التحوّل الرقمي، كونه يمكن الحكومة وشركات القطاع وكافة القطاعات الأخرى الممكنة تكنولوجيا من تحقيق فاعلية أكبر في تقديم الخدمات ومنها الخدمات غيرالممكن تقديمها أو تقديمها بفاعلية وكفاءة ضمن الشبكة الحالية.

ولفت إلى ضرورة توعية المجتمع بأهمية الجيل الخامس وأهمية تعزيزه لسرعات الإنترنت وإنجاز الأعمال بشكل أسرع، بسرعات تصل إلى 10 جيجابايت في الثانية، بجانب زمن الانتقال المنخفض، كما يعمل الجيل الخامس بآليات حماية أكثر أمانًا من المستخدمة في الأجيال السابقة، حيث يتم تأمين جميع مكونات الشبكة فيها بشكل منفصل باستخدام تقنيات تشفير حديثة، كما تدعم  شبكة الجيل الخامس اتصال عدد كبير من الأجهزة، حيث تكون قادرة على دعم اتصال حوالي مليون جهاز في كل كيلومتر مربع.

ونوه إلى ضرورة توعية المستخدمين بالتطبيقات التي يمكن أن تعمل مع الجيل الخامس، وتشجيع الشركات على العمل بتلك التطبيقات، وبذلك سيكون هناك فرص كبيرة لنجاح تطبيق الجيل الخامس خاصة في حال طرحها بأسعار مناسبة، في ظل اعتماد الأجيال الجديدة على التكنولوجيا بطريقة مدهشة.

تابع علاء عدلي، نحن نعيش حاليًا في عالم حيث البيانات هي القوة الحقيقة، وبالتالي التحكم في شبكة الجيل الخامس الأساسية يمنح الشركة أو الدولة المسؤولة ميزة كبيرة على الآخرين، ونتيجة لذلك، احتلت تكنولوجيا الجيل الخامس مكانة متقدمة في منافسة القوى العظمى المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، ففي حين أنه لا توجد شركة أمريكية لديها القدرة على بناء شبكة الجيل الخامس ، فإن شركة هواوي الصينية لديها هذه القدرة وهي تهيمن حاليًا على السوق.

 

The short URL of the present article is: https://followict.news/gfzr