يتجه العالم إلى حلول التنقل المستدامة للمشاوير والرحلات القصيرة، من خلال الاسكوترات والدراجات الكهربائية، ومن المتوقع أن يصل حجم هذا السوق إلى 340 مليار دولار بحلول عام 2030، بقيادة أوروبا (140 مليار دولار)، والصين (80 مليار دولار)، والولايات المتحدة (35 مليار دولار)، وفقًا لتحليل ماكينزي.
وفي مصر لدينا تجربة ريادية حققت نجاحا كبيرا، من خلال شركة Rabbit Mobility، والتي تأسست على يد كمال الصوينى ومحمد المنصورى وباسم ماجد، وتقدم وسيلة مريحة ومستدامة للتنقل داخل المدن. مع أسطولها المتزايد من السكوترات الكهربائية والدراجات الكهربائية، توفر رابيت موبيلتي للمستخدمين خيار نقل موثوق به وبأسعار معقولة. تلتزم الشركة بتعزيز التنقل الحضري المستدام والحد من الازدحام المروري.
يتحدث كمال الصويني، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Rabbit Mobility، في حواره مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، حول كيفية انطلاق فكرة الشركة وما حققته خلال الفترة الماضية، وأهدافها خلال المرحلة القادمة.
كيف انطلقت فكرة Rabbit Mobility؟
بدأت الفكرة من إحساسنا بوجود فجوة في السوق؛ حيث لا توجد جهات تقدم حلولًا للمشاوير القصيرة. فهناك شركات تقدم خدمات النقل التشاركي بالسيارات لمسافات طويلة، وهناك الحافلات، لكن لا أحد يغطي المشاوير القصيرة. ومن خلال تحليلنا للسوق، اكتشفنا أن 50% من الرحلات التي تتم في مصر هي رحلات قصيرة لا تتجاوز 3 كيلومترات. فليس من المنطقي استخدام سيارة تُصدر انبعاثات كربونية لمشوار بهذا القصر، خصوصًا مع الزحام الذي يجعل الرحلة تستغرق 20 إلى 30 دقيقة بالسيارة، بينما يمكن قطعها في أقل من 12 دقيقة باستخدام الدراجة أو السكوتر. هذه الفجوة كانت السبب وراء تأسيس الشركة والتركيز على هذا القطاع تحديدًا.
أي فكرة جديدة تواجه تحديات في بدايتها.. فماذا عنكم؟
بالفعل، وأكبر التحديات تمثلت في تغيير الثقافة؛ فالكثيرون في مصر لا يستخدمون الدراجة كوسيلة مواصلات، بل كرياضة أو ترفيه، لكننا عملنا على تغيير هذا المفهوم، وهذا احتاج إلى وقت ومجهود كبيرين، كما أن جمع البيانات عن السوق في البداية كان تحديا، فجزء البيانات يمثل تحديًا كبيرًا يواجه أي مؤسس؛ فهي أول ما يطلبه المستثمرون، إذ يريدون معرفة طبيعة البيانات في السوق المتعلقة بشركتك والقطاع الذي تعمل فيه، فعندما بدأنا، نزلنا بأنفسنا لإجراء مقابلات مع شركات النقل في مصر لجمع البيانات. لو كانت هذه البيانات متاحة في مكان واحد وقتها، لوفرت علينا الكثير من الجهد. نحن شاركنا هذه البيانات مع المستثمرين بعد أن جمعناها بأنفسنا، ولكن عندما تكون هناك جهة موثوقة تجمع البيانات بشكل رسمي، فالأمر يختلف تمامًا وتكون المصداقية أعلى بكثير، ولذلك أشكر شركة “انطلاق” على اهتمامها بإصدار التقرير الخاص بالشركات الناشئة وريادة الأعمال في مصر وقيامها بهذا الدور.
وماذا عن تحد التمويل؟
استطعنا جذب المستثمرين الحمد لله، وآخر جولة كانت العام الماضي حيث حصلنا على 1.3 مليون دولار من مستثمرين أجانب ومصريين، منهم شركة Global 500، شركة رأس المال الاستثماري الشهيرة، وشركة Untapped Global ، كما شارك في الجولة مجموعة من المستثمرين الملائكة الاستراتيجيين والخبراء في التنقل المستدام عالميًا ومحليًا، ويساعدنا هذا الاستثمار على تسريع نمونا وتوسيع أسطولنا وتحسين تجربة المستخدم لدينا، مما يجعل التنقل الصغير أكثر سهولة وملاءمة بالنسبة للمصريين في جميع أنحاء البلاد، ونستهدف جولة جديدة قريبا بقيمة 5 ملايين دولار.
وما هي العوامل التي اعتمدتم عليها لجذب كل هؤلاء المستثمرين في الشركة؟
أولا الجانب المالي كان قويًا، وأرقامنا أظهرت بوضوح أن الطلب أكبر من العرض المتاح من السكوترات، بجانب أننا شركة مختلفة قليلًا عن غيرنا من الشركات الناشئة، إذ لا نعتمد على إنفاق كبير لجذب العملاء بالقوة حتى في حالة أنهم لا يريدون الخدمة، فالطلب موجود في الأساس، والناس ترغب في استخدام الخدمة، وهذا ما يجعل النمو طبيعيا ومستداما، كما أننا نحل مشكلة حقيقية في السوق.
وما الذي حققته الشركة خلال الفترة الماضية؟
الحمد لله منذ حصولنا على التمويل نمت الشركة 5 أضعاف منذ أكتوبر الماضي، وأصبح لدينا أكثر من 900 ألف مستخدم للتطبيق، نفذوا أكثر من 3 ملايين رحلة. كما ساهمنا في نشر الوعي لدى المحافظات والأحياء بأن هذه وسيلة نقل تساعد على تقليل عدد السيارات في الشوارع، واجتمعنا مؤخرا مع الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، لدعم الشركة وتوسيع عملياتها وتوفير خدمات تنقل مبتكرة ومستدامة في مختلف محافظات الجمهورية.
وما هي أهدافكم خلال الفترة القادمة؟
نهدف إلى التوسع في محافظات جديدة، ونحن متواجدون حاليًا في معظم الأحياء الكبرى بالقاهرة والجيزة والإسكندرية، ونخطط للتوسع خارج مصر، خصوصًا في شمال إفريقيا، على أن يكون هذا التوسع خلال النصف الأول من العام القادم بسوق أخرى واحدة على الأقل.
من واقع خبرتك ما هي أهم نصيحة تقدمها لرواد الأعمال؟
من أهم الأمور أن تختار شركاءك بعناية، فالتفاهم والتكامل بين المهارات أمر أساسي، كما أن اختيار الفريق المناسب ليس بالأمر السهل، وإذا وجدت أن أحد أفراد الفريق لم يعد متحمسًا أو غير مناسب، فعليك اتخاذ القرار بسرعة وعدم الانتظار طويلًا.