Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

قصة «أطلب دوت كوم» و«طلبات».. حينما يتفوّق التقليد على الأصلي!

الحديث حول تغيير العلامة التجارية المصرية “أطلب دوت كوم” إلى “طلبات” لم تنقطع خلال الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبرز من بين المشاركات قصة شهدت مشاركات كثيرة تقارن بين فكرة تأسيس العلامتين التجاريتين بداية من انطلاقهم وحتى عملية الدمج والاستحواذ.

وبحسب نص القصة التي تسرد شكل المقارنة، الفكرة تعود لعام 1999، حينما كان يسير المهندس أيمن راشد بسيارته من القاهرة للإسكندرية، فكان الجوع يسيطر عليه وبدأ يفكر في طريقة لطلب الطعام دون الحاجة للذهاب إلى المطعم أو الاتصال به هاتفيا، فجاءته فكرة “أطلب دوت كوم” وبالفعل قام بتأسيس الموقع هو وشريك له.

بعدها 7 شهور فقط وتحديدا في عام 2000، قام راشد ببيع المنصة لشركة ITworx بسعر لم يفصح عنه حتى الآن، وسبب البيع هو التحديات الكبيرة التي واجهت المشروع، فكانت الفكرة تعتمد على تحصيل 5% من قيمة الأوردر، ولكن عدد الأوردرات كان قليلا للغاية، وبالتالي لم يتمكن من جني أرباح، كما أن التحدي الأكبر كان طريقة دفع قيمة الأوردر، فلم يكن متاحا وقتها أنظمة الدفع الإلكتروني.

أيمن راشد كان سعيدا ببيع المنصة وقتها لأنها أخذ المقابل المادي واستغله في عدة مشروعات أخرى، بعضها فشل وبعضها ما زال مستمرا حتى الآن.

منصة أطلب دوت كوم واصلت رحلتها من ITworx لتصل إلى شركة لينك دوت نت التي كانت مملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس وقتها، والتي تحول اسمها إلى A15 والتي استمرت في تشغيل الموقع حتى عام 2015، إلى أن قامت شركة دليفري هيرو الألمانية بالاستحواذ على “أطلب دوت كوم” بسعر زهيد جدا لم يتم الإفصاح عنه لكن التقديرات تشير إلى أنه لم يزيد عن 12 مليون دولار فقط.

والآن تم تغيير اسم “أطلب دوت كوم” إلى “طلبات”، ولكن الغريب أن العلامة التجارية “طلبات” هي علامة تجارية كويتية وناجحة جدا في الكويت والسعودية، لكن لها قصة تاريخية تشبه أطلب دوت كوم.

شركة “طلبات” أسسها الكويتي خالد العتيبي، والفكرة كانت مستوحاة من أطلب دوت كوم” التي لفتت انتباهه حينما كان يدرس في مصر، لدرجة انه عمل موظفا بخدمة عملاء أطلب عام 2001 لكي يتعرف على كواليس العمل داخل الشركة، وبالفعل قام بتدشين “طلبات” عام 2004 هو ومجموعة من زملائه، وكل مساهم دفع ألف دينار كويتي فقط، مما يعني أن “طلبات” تأسست برأسمال 4 آلاف دينار فقط.

نفس التحديات التي واجهت “أطلب دوت كوم” واجهت “طلبات”، لكن إدارة الشركة قرروا مواجهة التحديات بأفكار إبداعية، حيث قاموا بالتعاقد مع المطاعم بالمجان دون تحصيل رسوم، وبالفعل زادت الطلبات بشكل ملحوظ.

مؤسسو “طلبات” تلقوا عرضا للاستحواذ مقابل 100 ألف دينار، لكن خالد العتيبي رفض بشدة رغم موافقة شركائه، فقام بشراء حصة شركائه بالكامل، ليصبح هو المالك الوحيد لطلبات.

العتيبي قرر التوسع في أسواق أخرى وبالفعل داخل للسوق السعودي ثم عدة أسواق خليجية أخرى، لتصل إليه عروض استحواذ أخرى، أبرزها مقابل 360 ألف دينار كويتي من عبد العزيز اللوغاني، لكنه وافق حينها على البيع وتحولت الملكية للمستثمرين الجدد.

وحصل اللوغاني على عرض استحواذ جديد من محمد جعفر بقيمة 880 ألف دينار في عام 2010 ليسجل بذلك قصة نجاح متتالية لعدة مستثمرين من مشروع بدأ برأسمال 4 آلاف دينار فقط.

وقرر محمد جعفر توسيع الموقع في أسواق خليجية اخرى مستفيداً من التشابه في العادات والتقاليد والثقافة وهي فرص نمو مناسبة للشركة.

وفي 2015 قاكت دليفري هيرو أيضا بشراء “طلبات” لكن بسعر 170 مليون دولار مع احتفاظ محمد جعفر بجزء من الشركة.

لنا أن نتخيل أن شركة “طلبات” الكويتية التي نشأت كتقليد لفكرة “أطلب دوت كوم” المصرية يتم بيعها بسعر 170 مليون دولار، لنفس الشركة الألمانية التي قامت بشراء أطلب دوت كوم بسعر 12 مليون دولار فقط، وباتت “طلبات” هي العلامة التجارية داخل مصر أيضا لتنتهي علامة أطلب للأبد!