Follow ICT
شعار الموقع الاساسى
جايزة 160
جايزة 160

فيديو| حكاية أعواد الكبريت التي صنعت إمبراطورية «آيكيا» العالمية

لم يدرك الطفل الصغير في قريته السويدية النائية أن حفنة أعواد كبريت ستشعل فتيل حلم سيكبر معه ليملأ العالم. فعندما كان في السادسة من عمره، لم يكن إنجفار كامبراد مجرد طفل يلعب بين أشجار الغابة، بل كان رجل أعمال صغيرًا، يطوف بين جيرانه بعلبة الكبريت في يده، يبيعها بفلسات بسيطة ليعين أسرته.

وبينما كان يخطو خطواته الأولى في التجارة، أدرك شيئًا مهمًا: كل تجربة، مهما بدت صغيرة، هي درس ثمين. انتقل كامبراد من بيع أعواد الكبريت إلى تجارة الأسماك، ومنها إلى بيع الأقلام، متعلمًا فن البيع والمساومة في كل صفقة، ولم يكن ليرضى بأن يكون مجرد تاجر صغير، فحلمه كان يكبر معه، يتجاوز حدود قريته الضيقة ليصل إلى العالم.

حين بلغ السابعة عشرة من عمره، وجد كامبراد ضالته في عالم الأثاث، ورأى بذكائه التجاري الفارق الهائل بين أسعار المصانع والمتاجر، فأدرك أن بإمكانه تحقيق معادلة جديدة: الجودة بسعر مناسب. لم يكن يملك رأس مال ضخمًا، لكنه امتلك شيئًا أثمن—روح الابتكار، والرغبة الجامحة في التحدي.

جمع الأخشاب من الغابات المجاورة، استعان بالعمال المحليين، وأنشأ شركته من قلب منزله المتواضع، مؤمنًا أن النجاح لا يحتاج إلى بذخ، بل إلى رؤية واضحة وإدارة حكيمة.

كبرت شركته شيئًا فشيئًا، وتوسعت في أنحاء السويد، ثم حلّقت إلى ألمانيا وسويسرا والنرويج، حتى أصبحت “آيكيا” (IKEA) اليوم إمبراطورية تمتد عبر 49 دولة، تضم 412 معرضًا، وتحمل إرثًا بدأ بأعواد كبريت في يد طفل.

وقبل أن يودّع الحياة في عام 2018، ترك كامبراد خلفه حكمته التي أصبحت نبراسًا لرواد الأعمال الجدد. كان يؤمن بأن النجاح ليس فكرة جميلة نحلم بها، بل خطوات عملية نخطوها يومًا بعد يوم، وأن المفتاح ليس في كثرة الإنفاق، بل في حسن التدبير.

واليوم، حين تجلس على كرسي أنيق أو تضع كتابك فوق مكتب متين، تذكر أن وراء هذا المنتج رحلة بدأت بعلبة كبريت في يد طفل لم يستهِن يومًا بالبدايات البسيطة.

The short URL of the present article is: https://followict.news/xpg6