عمر منصور: «Intella» أقوى شركة بالمنطقة في تقديم نموذج ذكاء اصطناعي باللغة العربية العامية.. ورفضنا عروض استحواذ من أمريكا والصين
يشهد الذكاء الاصطناعي تطورات سريعة، ومن المتوقع أن يصل حجم هذا السوق إلى 826.70 مليار دولار بحلول عام 2030 وفقا لدراسة statista، وتتنوع القطاعات والمجالات التي أصبح يتدخل فيها الذكاء الاصطناعي، ومنها تطبيقات تحويل الكلام إلى نصوص، وسيصل حجم هذا السوق إلى أكثر من 3 مليار دولار بحلول 2027، وفقا لتقرير fortune business insights، وفي مصر لدينا تجربة ريادية مهمة، من خلال شركة Intella الناشئة، والتي تقدم نموذج ذكاء اصطناعي يحوّل الصوت إلى نص مكتوب باللغة العربية باللهجات المختلفة، وقد جمعت الشركة استثمارات وصلت إلى 4.4 مليون دولار حتى الآن.
يتحدث عمر منصور، الشريك المؤسس لشركة Intella، في حواره مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، حول التطورات التي شهدتها الشركة وما حققته وأهدافها خلال الفترة القادمة.
ما هي خبراتك قبل تأسيس Intella؟
بدأت في المجال الأكاديمي، من خلال التدريس في الجامعة الألمانية بالقاهرة، ولكنني توجهت إلى العمل الخاص، من خلال تأسيس أكثر من شركة بمجال الذكاء الاصطناعي، إلى أن تقابلت مع نور طاهر وتحدثنا عن أهمية الذكاء الاصطناعي والبيانات، وتوصلنا إلى فكرة إنتلا وتأسست الشركة في 2021.
وما هي التطورات التي مرت بها شركة Intella؟
كنت نركز من البداية على بناء نموذج ذكاء اصطناعي يحول الصوت إلى نص كتابي باللغة العربية باللهجات المختلفة بنسبة دقة 95.07%، وبناء عليه كان لدينا ميزة قوية في السوق بسبب هذا النموذج، ولكي نكمل الصورة يجب أن نتملك استثمارات، وعملنا على بيع التكنولوجيا ضمن نظام كامل لعملاء كبار لتحقيق دخل كبير ومستدام، فالتكنولوجيا بدون بيزنس لا يكون لها قيمة كبيرة، وقررنا التركيز على البنوك وشركات الاتصالات والمؤسسات الحكومية، حيث تمتلك مكالمات كثيرة من العملاء، سواء شكوى أو استفسار، هي بيانات لا يتم الاستفادة بها، بالرغم من أنها يمكن أن توضح أشياء كثيرة لتلك الجهات، ونحن نحصل على هذه المكالمات لأننا نمتلك النموذج الذي يحول الصوت إلى نصوص، ومنها نستخرج تحليلات عن المكالمة، ونعرف إذا كان العميل راضيا عن المكالمة أم أن هناك معلومات غير كاملة عند خدمة العملاء، والجانب الآخر نستطيع تأكيد أن الموظف جيد أم يحتاج إلى تدريب، فنحصل على البيانات وندرب نموذج الذكاء الاصطناعي عليها، وهناك كلمات معينة خاصة بالشكوى بمجرد ذكرها في المكالمة يتم تحويل المكالمة إلى المسئولين حتى يتم حل المشكلة، فنقلل عدد المشاكل، فنحن وظفنا التكنولوجيا لخدمة تلك الجهات، خصوصا أن تلك الجهات لا تستطيع استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على السحابة، لأنها معلومات خاصة بالبنك أو الجهة الحكومية، فنحن نخلق بيئة للذكاء الاصطناعي داخل البنك بدون أن نستمع إلى المكالمة، ونحن نتكامل مع نظم الاتصالات المختلفة داخل تلك الجهات.
وما هي أهم التحديات التي واجهتكم في الشركة؟
التحديات تتمثل في تحسين أداء النموذج الخاص بالشركة لتقليل المنافسة في السوق، فأي ذكاء اصطناعي يحتاج إلى كروت شاشة وهي أسعارها مرتفعة، ولكن وجودها ضروري، فهو تحد كبير، لأننا بنينا تكنولوجيا جيدة ولكنها تحتاج إلى تكلفة لتشغيلها، هذا بجانب العثور على المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي وندرتهم، فكنا نجذب مواهب بخبرة قليلة ونبدأ في تدريبهم للوصول إلى الجودة التي نحتاج إليها، لأننا نخدم بنوك وجهات تحتاج إلى جودة مرتفعة جدا، فهذا كان تحديا كبيرا، واستثمرنا في المواهب بشكل قوي، والتحدي الأكبر أن تحديثات الذكاء الاصطناعي وتطوره سريع جدا، والاستثمارات بالمجال كبيرة جدا، فهناك منافسة قوية جدا، وهذا يحملنا مسئولية التطور، ونحن نتميز بأننا أقوى شركة في الوطن العربي في تقديم نموذج ذكاء اصطناعي باللغة العربية العامية، ولكن هذا لن يمنع المنافسة، ولكنه سيفرق معنا بالتواجد في مكانة بعيدة وسابقة، ولكن التطور كبير وهناك استثمارات كبيرة ودول تدعم المجال بشكل قوي، وممكن في الفترة القادمة تظهر نماذج مفتوحة ومتاحة للجميع، ولذلك نحتاج إلى السرعة في التطور ونحصل على حصة سوقية أكبر ونستخدم خبراتنا، وهذا يحمينا بشكل قوي من ظهور أي نماذج أخرى، ويكون الأفضل بالنسبة للشركات الأخرى أن يتحدثوا معنا في استحواذ أو استثمار والتكامل معنا.
وهل جاءتكم عروض للاستحواذ؟
نعم جاءتنا العديد من العروض للاستحواذ من الصين وأمريكا، ولكننا نرى أننا مازال لدينا ما نقدمه، ولذلك نرى أن الوقت لم يأت من أجل الاستحواذ، فقد حصلنا على استثمارات، ونركز خلال الفترة القادمة على إغلاق جولة جديدة وبرقم كبير.
هل هناك منافسات مباشرة داخل المنطقة؟
لا يوجد منافس بشكل مباشر ويقدم نفس ما نقدمه، ولكن هناك من يقدم أشياء أخرى مشابهة، ولكن ليس بدقتنا، والعملاء يجدون أن الدقة لدينا أكبر.
وما هي أهم الأرقام المعلنة التي حققتها الشركة؟
حصلنا حتى الآن على استثمارات بقيمة 4.4 مليون دولار، والحمد لله بناءً على آراء المستثمرين حققنا أرقاما للدخل وعدد العملاء جيدة جدا.
وما هي أهدافكم خلال الفترة القادمة؟
لدينا تحديات كبيرة، ونركز على الحصول على حصة سوقية أعلى في مصر والسعودية والإمارات والأردن والكويت وقطر، وحاليا في البحث والتطوير نقوم بتحويل نص صوتي إلى نص مكتوب، وتأتينا مطالبات بتحويل النص المكتوب إلى نص صوتي، وهو تحد كبير، ويكون لدينا نموذج ذكاء اصطناعي يرد بمعلومات، وهذا يقلل التكلفة التي تتحملها البنوك في خدمة العملاء، وتقوم تلك الجهات بزيادة عدد الموظفين ويكون من خلال وجود روبوت ذكاء اصطناعي، ويرد على العملاء من خلال الصوت أو الكتابة، وهذا ما نسعى لتنفيذه بشكل قوي.
وما هي أهم العناصر التي تعتمدون عليها في إدارة الشركة؟
الثقة في فريق العمل، حيث نختار الفريق بعناية شديدة، فنحن لدينا كفاءات عالية ويجب أن يحصلوا من الشركة على ما يستحقوه، وكلهم يفكرون في نفس اتجاه الشركة، وبدون هذا الفريق لن نستطيع تحقيق النمو، ونستثمر فيهم ونطورهم، فالثقة في الفريق هي التي تمنحنا ثقة العميل، وهي أهم عنصر في الشركة.
وكيف نبني نظاما بيئيا أفضل للذكاء الاصطناعي في مصر؟
هذا يأتي من خلال التعاون المستمر بين كل الجهات والشركات، فيجب تبادل المعلومات ونستفيد من بعض ولا ندخل في منافسات، فالشركات تمتلك نموذجا قويا ونستطيع أن نتكامل ونقدم منتجا قويا للعملاء والجميع يستفيد، فيجب أن يكون هناك ترابط أكبر، ونستثمر في المواهب والخريجين، فمصر تمتلك كفاءات رائعة وجودة عالية، وهذا يعطينا ميزة عن الآخرين، والمنافسة قوية على المواهب المصرية، وهناك شركات عالمية تحصل عليهم، فيجب أن نستثمر بشكل قوي في الأجيال الجديدة.
ألم تفكروا في تأسيس مركز تدريب للذكاء الاصطناعي؟
فكرنا في ذلك، ومن خلال ITIDA كنت أمنح تدريبات للطلاب في السنة الأخيرة من الجامعة، ونحاول بقدر المستطاع مساعدة الطلاب وتدريبهم على الذكاء الاصطناعي، فهو واحد من أكبر الاتجاهات مؤخرا، ويحتاج إلى مواهب قوية، ونحاول مع وزارة الاتصالات تحقيق ذلك.