عمر زغلول: «AlProtein» تحل مشاكل الأمن الغذائي بالذكاء الاصطناعي وبدائل البروتين.. ولدينا تعاقدات بأكثر مليون يورو في أوروبا والخليج
تصل قيمة سوق بدائل البروتين عالميا إلى 60 مليار دولار وستتجاوز 300 مليار دولار خلال سنوات قليلة قادمة، حيث أصبحت تلك البدائل ملجأً للعديد من الدول وسط مخاطر تهدد الأمن الغذائي، ووسط غياب للشركات الناشئة العربية لإنتاج تلك البدائل، أراد رائد الأعمال عمر زغلول سد هذا الفراغ، ولذلك شارك في تأسيس AlProtein، والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنتاج بدائل البروتين.
يتحدث عمر زغلول، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة AlProtein، في حواره مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، حول فكرة الشركة وما تقدمه وحققته خلال الفترة الماضية وأهدافها خلال الفترة القادمة.
ما هي خبراتك قبل تأسيس “البروتين”؟
أنا في الأساس صيدلي، درست في جامعة زويل تخصص تصميم وتطوير الأدوية، وعملت لمدة 3 سنوات في شركات أدوية، وبعدها تعرفت على مجال ريادة الأعمال، وعملت في بعض الشركات الناشئة للتعرف على النظام الخاص بها، والتحقت بماجستير في إدارة الأعمال من جامعة برشلونة، في ذلك الوقت دخلت مجال استشارات الأعمال وخاصة بمجال الدمج والاستحواذ، واكتسبت من هذا المجال خبرة كبيرة، وعملت بإحدى شركات الاستشارات في لندن ثم أخرى في زيروخ لمدة 3 سنوات، وساعدت في دمج واستحواذ أكثر من 16 شركة في أوروبا وبريطانيا وآسيا، متخصصة في الأدوية والتكنولوجيا الحيوية.
وكيف جاءت فكرة “البروتين”؟
الفكرة بدأت في 2022، مع اشتعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهما أكبر دولتين مصدرة للغذاء في مصر، ووجدت أن الأمن الغذائي لمصر مهدد، وأن هذه الصناعة تحتاج إلى تطوير وتفتقر إلى نظرة المستقبل، وحاولت البحث عن مشاكل هذا القطاع في مصر والمنطقة، حينها تعرفت على سوق بدائل البروتين، حيث إن مصادر الغذاء ستتغير جذريا بعد 30 سنة والاعتماد على الحيوانات في الغذاء سيقل بسبب التغير المناخي وزيادة الطلب من السكان، ومن هنا ظهرت أهمية بدائل البروتين، ووجدت أن هذا السوق كبير، وتصل قيمته عالميا إلى 60 مليار دولار وسيتجاوز 300 مليار دولار خلال سنوات قليلة، واكتشفت غيابا للشركات العربية والإقليمية في هذا المجال، عكس إسرائيل على سبيل المثال التي تحتل المركز الثالث في الاستثمار ببدائل البروتين وتملك أكثر من 70 شركة في هذا المجال، فشعرت بأن الأمن الغذائي مهدد في مصر والمنطقة العربية ومستقبله مرهون بالشركات الإسرائيلية في المنطقة.
وما هي الخطوات التي اتخذتها في البداية؟
بدأنا في بداية 2023، حيث وضعت خبرتي وخبرات الشركاء، وكنا نريد تأسيس شركة في هذا المجال على أساس تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ودمجها في مجال التكنولوجية الحيوية، وفي البداية جمعنا أموالنا الشخصية وحصلنا على منحة وأصبح لدينا أقل من نصف مليون جنيه، وضممت شركاء مهندسين وأساتذة جامعة أغلبهم من جامعة زويل، واستأجرت أحد المعامل في زويل، وكان الفريق 6 أفراد، فقمنا بعمل Validation للفكرة في السوق والتكنولوجيا في المعامل، وعملنا على إطلاق منتج الحد الأدنى (MVP) وفي أبريل 2023 أصبح لدينا منتجا، وعقدنا شراكة مع شركة بريطانية متخصصة في بدائل البروتين، واستأجرت مزرعة في مصر، وعملنا على إنتاج الطحالب والنباتات المائية، وبدأنا الإنتاج لاختبار المنتج، وحققنا في البداية حوالي 200 ألف جنيه، وفي منتصف 2023 التحقنا بمسرعة الأعمال 500Global الأمريكية لتتأسس وقتها شركة البروتين للتكنولوجيا الحيوية بمقرين في مصر والولايات المتحدة.
وماذا تقدم الشركة؟
نحن نتخصص في بدائل البروتين المستخدم في صناعة الأجبان النباتية واللحوم النباتية، ونقدم مساحيق بروتين صديقة للبيئة ونباتية وخالية من الجلوتين مع خصائص مفضلة لمصنعي الأغذية باستخدام مصادر نباتية وطحالب. تستخدم الشركة منصة إنتاج البروتين مدعمة بالذكاء الاصطناعي ولدينا براءة اختراع في تكنولوجيا استخراج البروتين بأقل بصمة كربونية، لمواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية لإنتاج البروتين التقليدي مع تلبية الاحتياجات الغذائية لسكان العالم المتزايدين.
ولكن ألم تشعر بالقلق بسبب العمل في مجال لم يسبقك فيه أحد؟
كان هناك قلق، ولكن فكرة البدء في شركة لها علاقة بالأمن الغذائي وجدت فيها فرصة أكثر من تحدي، فعدم وجود دعم وبيئة جاهزة لهذا القطاع في مصر والمنطقة كعكس دول كثير في أوروبا بجانب التخوف الكبير من الأمن الغذائي في مصر هي تحديات بكل المقاييس، ولكننا رأيناها فرصة، وهذا ما حمسنا في البداية، خصوصا في ظل عدم وجود شركات أخرى في نفس المجال بالمنطقة، فوجدنا أن هذا المجال بمثابة محيط أزرق يمكننا أن نتواجد به بقوة.
وما هي أبرز التحديات التي واجهتكم؟
بدأنا في فترة كنا نعاني فيها من هروب الاستثمارات والأموال الساخنة من مصر، فوجدنا نقصا في التمويل، ونحن في مجال يحتاج إلى استثمارات كبيرة، بجانب أننا نستخدم الذكاء الاصطناعي فكل ذلك يحتاج إلى تمويل، وقد جاءتنا العديد من عروض الاستثمار حتى مايو 2023 ورفضناها، لأننا فضلنا الاحتفاظ بالتكنولوجيا وإدارة الشركة وتفادي بيع حصص ضخمة في البداية، فقد كان تحد التمويل صعبا، ولم نكن نريد التفريط في الفكرة بالخارج أيضا، والتحدي الآخر متعلق بالعثور على العمالة المدربة والخبرات، ولكنه كان أقل حدة فلدينا ميزة وجود جامعة زويل، والتي تمتلك قدرات بشرية وخبرات كبيرة، واعتمدنا بشكل كبير على تلك الخبرات التي تخرجت من الجامعة في البداية، ويضم فريق العمل المهندس محمد المعتصم والذي لديه خبرة كبيرة في مبيعات التكنولوجيا المستدامة في الإمارات، ويضم الفريق أيضا الدكتور أبانوب بدر والمهندس أحمد الغامري والمهندس رامي والمهندس عشماوي، ويضم مجلس الإدارة عدد من دكاترة الجامعات بخبرات عالمية أكثر من 100 سنة وعدد من رجال الأعمال والمستثمرين.
وكيف تعاملتم مع تحدي التمويل؟
حاولنا بقدر الإمكان تطوير التكنولوجيا الخاصة بنا بأقل الموارد الممكنة، ووضعنا كشركاء أموالنا، بجانب المنحة التي حصلنا عليها، فأعددنا قائمة بأكبر 10 مؤسسات على مستوى العالم يقدمون منحا للشركات العاملة في بدائل البروتين، وبالفعل حصلنا على منح بأكثر من 200 ألف دولار وبعد منتصف 2023 انضم إلينا أكثر من مستثمر ملائكي بعد مسرعة 500Global، ، وفي نهاية 2023 أغلقنا جولة في حدود 25 مليون جنيه، وشملت استثمار أيمن عباس من خلال برنامج شارك تانك بقيمة 10 مليون جنيه، ودخل معنا جهات استثمارية من أوروبا منها شركة Proveg وهي من أكبر الجهات الاستثمارية في بدائل البروتين في أوروبا، وكنا أول شركة يستثمرون فيها من أفريقيا والشرق الأوسط منذ تأسيسها منذ 100 عام.
وما هي أبرز الأرقام التي حققتها الشركة؟
بعد أقل من عامين أصبح لدينا براءة اختراع مصرية خالصة وأخرى مسجلة في أوروبا، وفزنا بجوائز كبيرة بسبب استخدام الذكاء الاصطناعي، والذي نستخدمه لزراعة الطحالب بخصائص فيزيائية وكيميائية مخصصة للعميل، كما أننا شركة B2B ونبيع للمصانع والشركات، ففي أقل من عامين أصبح لدينا تعاقدات وطلبات بأكثر من مليون يورو لشركات في أوروبا بالتحديد في ألمانيا وهولندا وسويسرا بجانب الخليج، وفي خلال 2025-2026 سيكون هناك انتشار لمنتجاتنا في مصر بالشراكة مع شركات مصرية.
وهل أصبح هناك منافسون لكم في السوق؟
حتى الآن ليس هناك منافس في مصر ولكننا نتوقع ذلك قريبا، بجانب ذلك أصبح هناك شركة بألمانيا تأسست حديثا تنافسنا.
وما هي أهدافكم خلال الفترة القادمة؟
في خلال الثلاث سنوات القادمة نستهدف إغلاق جولة استثمارية جديدة للتوسع في أوروبا والبيع بأكثر من ثلاثة مليون دولار، ونريد إطلاق منتجين آخرين، ونستهدف الوصول لطاقة إنتاجية بأكثر من 50 طن، ولدينا هدف استراتيجي في 2030 بأن نقلل استهلاك العالم من اللحوم بأكثر من 2500 طن، وأن تصل مبيعاتنا إلى 50 مليون دولار في 2030.