للمرة الثانية في أقل من عام، ترفع مجموعة علي بابا، برنامجها لإعادة شراء الأسهم إلى 25 مليار دولار، وذلك لوقف نزيف الخسارة في القيمة 470 مليار دولار، نتيجة حملة بكين على الإنترنت.
وقالت الشركة، في بيان، إن مجلس إدارة رائدة التجارة الإلكترونية الصينية وافق على البرنامج الممتد لعامين حتى مارس 2024،
كما عيّنت الشركة مديراً مستقلاً جديداً وهو شان ويجان، رئيس مجلس إدارة شركة إدارة الأصول البديلة “بي إيه جي” (PAG). ويحل شان، المستثمر منذ وقت طويل في الشركات الصينية، محل الرئيس التنفيذي لإريكسون، بورجي إيكولم، اعتباراً من 31 مارس.
وتمثل عملية إعادة الشراء المعززة لمجموعة علي بابا، واحدة من أكبر برامج مكافأة المساهمين في قطاع الإنترنت الصيني العملاق، ويتزامن مع إعادة ضبط للمعنويات بعد تعهد شي جين بينغ ونائبه، ليو هي، بدعم الاقتصاد والأسواق، وإنهاء الحملة على قطاع التكنولوجيا “في أقرب وقت ممكن”، ما أثار موجة صعود تاريخية في الأسهم الصينية.
واكتسبت أسهم علي بابا، ما يعادل 5.4% في هونغ كونغ، يوم الثلاثاء، وبدأت أكبر الشركات الصينية لتوها الخروج من عام شهد تدقيقاً تنظيمياً لا نظير له في قطاعات بدءاً من التجارة على الإنترنت إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وحتى وقت قريب، نادراً ما لجأت شركات التكنولوجيا الصينية إلى برامج عائد المساهمين الكبيرة مثل توزيعات الأرباح أو إعادة شراء الأسهم، لكن هيأت أكبر الشركات في الدولة نفسها لعصر جديد من التوسع الحذر، بعد خوضها عامين تقريباً من حملة مؤلمة على الإنترنت والتي اجتاحت كل شيء سريعاً بدءاً من التجارة الإلكترونية إلى خدمات نقل الركاب والتعليم الخاص.
وأعلنت شركة علي بابا، عن أبطأ نمو على الإطلاق خلال ربع ديسمبر، ومن المتوقع أن تفعل “تينسنت هولدينغز” نفس الشيء غداً الأربعاء، وأبلغت المنافسة في مجال التجارة الإلكترونية، “بيندودو” عن إيرادات أقل من التوقعات للربع الثالث على التوالي.
واستحوذت علي بابا، على 56.2 مليون شهادة إيداع أمريكية بموجب برنامج إعادة شراء السندات السابق بقيمة تناهز 9.2 مليار دولار، حسبما قالت الشركة في بيان يوم الثلاثاء.
وأوضح الرئيس التنفيذي، دانيال تشانغ، كيف أن رائدة التجارة الإلكترونية الصينية ستعطي الأولوية للاحتفاظ بالمستخدمين على حساب صفقات الاستحواذ، فيما هو تحول كبير لشركة حققت نطاقاً هائلاً من خلال قهر المنافسين مثل “إي باي”، وقاتلت منافسين في مجالات بدءاً من الإعلام إلى الحوسبة السحابية والتجارة.
ويؤكد هذا التغيير على الإدراك المتزايد للسرعة التي يجذب بها المنافسون الصاعدون من “بايت دانس” إلى “بي دي دي” (PDD) المستخدمين من الشركات الرائدة التقليدية مثل “علي بابا”، و”جيه دي دوت كوم”، حتى في الوقت الذي يكافح فيه الاقتصاد الصيني للتعافي أثناء الإغلاقات الصارمة الناجمة عن سياسة صفر كوفيد.
وقال كيري غوه، مدير الاستثمار في “كاميت كابيتال بارتنرز” (Kamet Capital Partners): “يؤمن الصينيون بشكل عام بأنه لا يجب عليك إهدار طلقة الاستغاثة عندما يكون المد معاكساً لك.. فهل يمكن أن تكون هذه إشارة على أن الإدارة تؤمن بأن الأسوأ أصبح خلفهم، لاسيما بعد إعلان ليو هي الأسبوع الماضي.