على الرغم من التقدم التكنولوجي الكبير الذي سمح لأي شخص في العالم للتواصل مع الآخرين ورؤيتهم من أي مكان ولا يحتاج إلى السفر، إلا أن مازالت هناك الحاجة للشعور بالأشياء والإمساك بها عن قرب فهل يفعلها العلم؟
كشف باحثون في الهندسة الطبية الحيوية من معهد Human Fusion Institute البحثي بجامعة ”كيس وسترن ريسرف“ الأمريكية CWRU، عن تقنية ثورية، تسمح لمستخدميها بالشعور بالأشياء وكأنهم يمسكونها، وذلك من مسافات بعيدة تصل إلى آلاف الأميال.
وفي تجربة للتقنية الجديد، التقط الباحثون ثمرة موزة وشعروا بها في قبضة أيديهم وهم في معهد الجامعة بمدينة كليفلاند الأمريكية، بينما كانت الثمرة الحقيقية موجودة بالفعل على بعد 2300 ميل، في معمل الروبوتات بجامعة كاليفورنيا UCLA بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية.
قال داستن تايلر والذي يقود الفريق البحثي: ”أحد الطلاب هنا في مدينة كليفلاند الأمريكية، كان يحرك يده، حيث كان الروبوت في جامعة كاليفورنيا يقلده“.
وتابع تايلر: ”عندما قبضت اليد الآلية على الموزة، شعر الطالب في كليفلاند وكأنه يمسكها بيده“.
وأوضح أن هذه التكنولوجيا أصبحت ممكنة بفضل تقنية جديدة تسمى NeuroReality، مضيفا: ”لدينا جميعا أجهزة استشعار في أصابعنا التي تتصل بأدمغتنا، إذ تتفاعل تقنية NeuroReality مع ذلك من خلال اتصالها مع روبوت عن طريق خاتم يوضع في الإصبع؛ ما يتيح لمستخدمها الشعور بكل ما يلتقطه الروبوت“.
فائدة التقنية الجديدة
وبيّن تايلر، أن هذه التقنية بدأت مع عمل الأطراف الصناعية لمبتوري الأطراف، إذ يمكنهم عند ارتدائها لمس شيء ما والشعور به.
ولفت إلى أن تقنيتهم قطعت شوطا طويلا في ذلك، إذ عن طريقها يمكن وضع اليد الآلية في أي مكان في العالم، وسيشعر بها المستخدم وكأنها يده.
وكشف الفريق البحثي أن لهذه التقنية الواعدة تطبيقات وفيرة، خاصة الآن خلال الوباء، إذ إنه بدلا من تفاعل الطبيب مباشرة مع مريض كورونا، ويعرض نفسه بذلك لخطر انتقال العدوى، فكل ما عليه هو استخدام هذا النظام الآلي.
وأكد الباحثون أن تقنية NeoruReality جعلت طريقة لمس الروبوت للإنسان لطيفة.
ويمكن استخدام التقنية الجديدة في المجال الفضائي، مثل السماح لشخص ما بالعمل في محطة الفضاء الدولية، دون الحاجة إلى مغادرة الأرض.
كما أن بالإمكان استخدام الابتكار الجديد في الجانب العسكري، إذ قال تايلر: ”تعتبر القنابل المزروعة والعبوات الناسفة على جوانب الطرق، واحدة من أخطر وظائف أفراد الجيش، إذ يفقد نحو نصفهم حياته بسببها“، مبينا أن هذه التقنية ستحد من ذلك.
وستسمح التقنية للجنود خارج بلدهم بالإمساك بيد أطفالهم على بعد آلاف الأميال من جميع أنحاء العالم.
ومن بين المجالات الأخرى المتوقعة لهذه التقنية هو التحكم في رافعة نقل مواد البناء.