شيرين داود وأحمد طارق: «Jadeed» ابتكرت خلية هيدروجين ذكية.. ونستهدف جولة بمليون دولار للتصدير بأوروبا
يعيش العالم أزمة مع ارتفاع استهلاك الوقود وزيادة الانبعاثات الكربونية، ويسعى رواد الأعمال حول العالم إلى تقديم حلول ابتكارية لحل هذه الأزمة، وفي مصر هناك مجموعة من رواد الأعمال أرادوا المشاركة في تقليل استهلاك الوقود والانبعاثات الكربونية، وابتكروا جهاز جرين تربو، وهو عبارة عن خلية هيدروجين ذكية، ويتم تركيبه على أي محرك احتراق داخلي بالسيارة، وقد حققت شركتهم Jadeed نجاحا كبيرا.
ويتحدث أحمد طارق وشيرين داود، الشريكان المؤسسان لشركة Jadeed، في حوارهما مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، حول فكرة الشركة وما تقدمه وحققته خلال الفترة الماضية وأهدافها خلال الفترة القادمة.
كيف انطلقت فكرة “جديد”؟
نحن فريق لديه خبرات في العديد من المجالات مثل الهندسة الكيميائية والميكانيكية وهندسة الاتصالات والهيدروجين وإدارة الأعمال والاستشارات القانونية ذات الطبيعة الدولية، والفكرة بدأت منذ 8 سنوات، حيث كنا نريد تطوير فكرة تساعد على تقليل استهلاك الوقود والانبعاثات الكربونية، وتم الوصول للنموذج النهائي لمنتجنا منذ عامين بعد اجراء تجارب واختبارات عليه وتركيبه على ألف محرك، ومن هنا تجمعنا كمؤسسين أحمد طارق وشيرين داود ورامي أنور ومحمد عمرو، وتعمل الشركة بقطاع تكنولوجيا المناخ، حيث وجدنا أن هناك زيادة في الطلب والاحتياج للطاقة، وهذا يؤدي إلى زيادة الانبعاثات والاحتباس الحراري، فالاستهلاك العالمي لمحركات الاحتراق الداخلي يؤدي إلى 30 مليون طن كربون في اليوم، ولذلك عملنا على تقديم منتج يساهم في حل تلك المشكلة.
وما هي الحلول التي تقدمها الشركة؟
أول حل بدأنا به هو جهاز جرين تربو، وهو عبارة عن خلية هيدروجين ذكية، ويتم تركيبه على أي محرك احتراق داخلي، وبجانب ذلك هناك تطبيق للهاتف يقدم للعميل العديد من المعلومات عن الصيانة المطلوبة ومواعيدها، وقد قمنا بتسجيل طلب براءة اختراع في مصر بجانب تسجيل طلب براءة اختراع دولي، وهذا الابتكار يقلل استهلاك الوقود بنسبة 40%، بجانب زيادة كفاءة المحركات والعمر الافتراضي لها والمحافظة على قطع الغيار وتقليل أسعار الصيانات.
وهل هناك جهات أخرى تقدم هذا الابتكار؟
الفكرة قديمة وموجودة فى بعض دول العالم ، ولها بعض التطبيقات المختلفة في التكنولوجيا والمكونات المستخدمة ولكن غير فعالة أو عملية وتكلفتها مرتفعة، وهي تختلف عن بعض المميزات التي نقدمها، كما أنها تستغرق الكثير من الوقت في التركيب ومساحة كبيرة، فالتطبيقات الموجودة لا تقدم ما نقدمه، فجهازنا أقل 70% من أي اجهزة او تطبيقات أخرى من حيث الحجم وأقل في التكلفة بنسبة 70% من أي منتج آخر، بالإضافة إلى الأداء والأمان والفاعلية لمنتجات أفضل نتيجة للتطوير الذي قمنا به، كما أن المكونات الخاصة بأجهزتنا متداولة في السوق المصري بنسبة 85%، فليس لدينا مشاكل في الاستيراد.
وما الذي حققته الشركة خلال الفترة الماضية؟
في خلال 6 أشهر حققنا أشياءً جيدة، حيث أصبح لدينا 10 فروع داخل مصر، وعلى نهاية 2024 سنغطي مصر كلها من خلال 15 فرعا، وأنتجت الشركة 4 منتجات يتم تركيبها على جميع المحركات، وحصلنا على المركز الثالث على مستوى الجمهورية في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، وحصلنا على دعم فني من وزارة التخطيط وجائزة مالية بقيمة 250 ألف جنيه، ومثّلنا مصر في مؤتمر المناخ Cop28 بالإمارات، بجانب الحصول على جائزة الابتكار الصناعي من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، ومؤخرا حصلنا على جائزتي أفضل شركة ناشئة على مستوى شمال أفريقيا وجائزة أفضل خدمات التنقل والخدمات اللوجستية بمسابقة GSA Africa 2024، بجانب جائزة أخرى من أفضل مسرعات الأعمال في اليابان، بجانب حصولنا على جائزتين في مسابقة الرالي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، كما تم اختيارنا ضمن الشركات الرائدة لحلول المناخ والطاقة بمسرعة أعمال ClimaTech لتقنيات المناخ بجامعة النيل، وحصلنا على منحة من الصين، وسيكون لدينا زيارة هناك، وبذلك يكون لدينا الفرصة لفتح سوق كبير لنا هناك، والعمل على تسريع خطواتنا وخططنا، بجانب ذلك قللنا 2 مليون كيلوجرام من الكربون في مصر، والحمد لله استطاعت الشركة تحقيق ربحية.
وما هي أبرز التحديات التي واجهتكم؟
في البداية كان هناك حيرة هل يكون السوق المستهدف مصر أم بقية دول العالم، بجانب أن تطوير المنتج ليناسب السوق أخذ مننا وقتا ومجهودا كبيرا، ولكننا استطعنا تجاوز كل ذلك، وكان لظهورنا في الموسم الثاني من برنامج شارك تانك نتيجة جيدة، حيث بدأ الجميع يسمع عنا وعما نقدمه، وجاءتنا عروض استثمار والبيع خارج مصر، بجانب حصولنا على منح من خارج مصر مثل الحصول على منحة بقيمة 5 ألاف دولار من بنك التنمية الإفريقي ومنحة أخرى من دار فينتشرز بقيمة ٥٠ ألف دولار.
وما هي أهدافكم خلال الفترة القادمة؟
نريد الانتهاء من الحصول على براءة الاختراع، ونستهدف تسجيل البراءة في 10 دول، ونريد اختراق قطاعات أخرى بجانب السيارات، وخصوصا القطاع الزراعي والصناعي، فنرى أن الفرص كبيرة بالسوق لمنتجاتنا، كما نستهدف التوسع بالسعودية، وحاليا فتحنا جولة استثمارية صغيرة بقيمة مليون دولار، ولدينا مستثمر الآن، إذ نبحث عن مستثمرين يدركون أهمية الأثر الإيجابي الذي نحققه، ونريد تسريع الجولة وإغلاقها بنهاية العام الحالي، حتى نصدر منتجاتنا خارج مصر، خصوصا أن منتجاتنا أصبحت مطلوبة حتى في أوروبا.