شهين ميران: 28% توفيرا في استهلاك مراكز البيانات للطاقة المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات بفضل حلول «شنايدر إلكتريك»
رسالة برشلونة: تامر إمام
مع ازدياد أهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يزداد الطلب على مراكز البيانات ذات القدرات الهائلة لمعالجة كميات هائلة من البيانات، وفي حوار مع منصة الاقتصاد الرقمي FollowICT، تتحدث مع شهين مهران، نائب الرئيس لتطوير الأعمال، قطاع الطاقة المؤمنة في شركة شنايدر إلكتريك، لنستشرف رؤيتها لمستقبل مراكز البيانات في ظل هيمنة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ونناقش التحديات والحلول التقنية التي تقدمها “شنايدر إلكتريك” لمعالجة هذه التحديات.
ما هي رؤيتك لمستقبل مراكز البيانات في ظل ازدياد أهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟
أعتقد أن مراكز البيانات ستشهد تحولات جوهرية لتلبية متطلبات أحمال الذكاء الاصطناعي مع التركيز على كفاءة الطاقة، وسيتجلى ذلك في عدة مجالات رئيسية، أبرزها كثافة الطاقة، فسوف تُصمّم خوادم الذكاء الاصطناعي لأغراض محددة، مما يعني استهلاك طاقة عالٍ في مساحة صغيرة، لذلك، ستصبح كثافة الطاقة محركًا رئيسيًا لتصميم مراكز البيانات الجديدة، مما سيؤثر على نوعية قدرات الطاقة المطلوبة وتأثيرها على الشبكة الكهربائية.
وعلى عكس خوادم الكمبيوتر التقليدية، تعمل خوادم الذكاء الاصطناعي المتخصصة بكفاءة 100% تقريبًا على مدار الساعة، مما يُشكل تحديًا بنيوياً لتوفير طاقة مناسبة، ويتطلب ذلك إعادة تصميم بنية تحتية للطاقة لتتوافق مع هذا الاستخدام المستمر، مما سيؤدي إلى تغييرات جوهرية.
وما هي التحديات الرئيسية التي تواجه مراكز البيانات في التعامل مع أحمال الذكاء الاصطناعي؟
تتمثل التحديات الرئيسية في كثافة الطاقة العالية كما ذكرت، حيث تتطلب خوادم الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من الطاقة في مساحة ضيقة، مما يُشكل عبئًا على أنظمة التبريد والبنية التحتية للطاقة، كما تختلف أحمال عمل الذكاء الاصطناعي بشكل كبير، من تدريب نماذج معقدة إلى تشغيل تطبيقات زمنية حقيقية، مما يتطلب بنية تحتية مرنة وقابلة للتكيف.
بالإضافة إلى ذلك، تتطلب تطبيقات الذكاء الاصطناعي، خاصةً تلك الحساسة للوقت، توفرًا للطاقة بنسبة 100%، مما يُلزم بتصميم بنية تحتية موثوقة للغاية، وكذلك، تتعرض أحمال عمل الذكاء الاصطناعي لتغيرات ديناميكية، مما يتطلب أنظمة ذكية قادرة على رصد وتكييف استهلاك الطاقة بشكل فعال.
وما هي الحلول التقنية التي تنصح بها “شنايدر إلكتريك” لمعالجة هذه التحديات؟
تشمل الحلول التقنية تقنيات تبريد متقدمة، مثل التبريد السائل وتقنيات التبريد بالتبخير، لتبديد الحرارة بكفاءة من خوادم الذكاء الاصطناعي عالية الكثافة، وكذلك بنية تحتية قابلة للتطوير باستخدام حلول مثل الحوسبة السحابية وغيرها، لضمان قابلية التكيف مع مختلف أحمال عمل الذكاء الاصطناعي.
بالإضافة إلى ذلك، يجب توفير أنظمة تخزين طاقة موثوقة، مثل بطاريات الليثيوم أيون وأنظمة تخزين الطاقة المتجددة، لضمان توفر الطاقة المستمر وتقليل الاعتماد على الشبكة الكهربائية، وبفضل حلول الذكاء الاصطناعي لإدارة الطاقة، يمكننا استخدام خوارزميات التعلم الآلي لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة وتوقع احتياجات الطاقة بشكل دقيق.
عرضتم خلال مؤتمر “شنايدر إلكتريك” العالمي حلول إدارة مراكز البيانات (DCIM)، كيف انعكست هذه الحلول على كفاءة الاستهلاك؟
أعطينا مثالا عمليا على تطبيق حلول “شنايدر إلكتريك” IT EcoStruxure في أحد المواقع في ليكسينجتون، كنتاكي، بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي حققت انخفاضا بنسبة 28% في استهلاك الطاقة المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات من خلال المحاكاة الافتراضية، ومن ثم تقليل 17 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويا، وتوفير التكاليف، وزيادة العائد على الاستثمار في السنة الواحدة، ومضاعفة القيمة مقابل تكلفة حلول إدارة مراكز البيانات بنحو 26 ضعفا.