سعيد الهاملي: السوق العقاري المصري أصبح محط أنظار دول الخليج.. و«مورجانتي مصر» تتطلع لتقديم خدماتها الرائدة في رأس الحكمة
شهد القطاع العقاري المصري طفرة نوعية غير مسبوقة خلال العقد الماضي، وهو يحتل مكانة بارزة ضمن المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية مصر 2052 كـ “وعاء للتنمية”، كما يبرز مفهوم مشروعات الجيل الرابع ليشير إلى الاستثمارات الجديدة والمبتكرة في هذا القطاع، والتي تهدف إلى تحسين البنية التحتية من أجل وضع العقار المصري على خريطة الاستثمار والسياحة العالمية، الأمر الذي حفز العديد من المطورين العقاريين لتقديم منتجات عقارية وخدمات متنوعة وتنافسية.
في هذا الحوار التقينا المهندس سعيد الهاملي، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ “شركة سياتل لخدمات إدارة المشاريع” بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي إحدى مؤسسي شركة “مورجانتي مصر”، التي توسعت مؤخرا لنقل خبراتها إلى السوق المصري، عبر إدارة وتشغيل مشروع M Signature السياحي والفندقي في قلب التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، وذلك للتعرف على استثمارات شركة “مورجانتي مصر” وخططها التوسعية في مصر خلال الفترة القادمة.
بداية، كيف جاء قرار إنشاء شركة سياتل لخدمات إدارة المشاريع، وما هي أبرز أهدافها الرئيسية؟
جاء قرار إطلاق “شركة سياتل لخدمات إدارة المشاريع” بعد تقاعدي عن العمل في مجال الاتصالات، عندما بدأت أفكر في إنشاء مشروعي وشركتي الخاصة في مجال إدارة المشاريع التقنية.
كان تركيزنا في البداية هو خلق فرص عمل للمستثمرين في الخارج للعمل داخل دولة الامارات العربية المتحدة، ويشمل هذا الدعم دراسة الجدوى الاقتصادية ودراسة نوعية التراخيص المطلوبة ودعم الشركات من الناحية القانونية والتنظيمية والمحاسبية والتمويلية والتسويقية والبيع.
وعن فكرة إنشاء شركة “مورجانتي مصر”.. كيف جاء قرار إنشاء الشركة وما هي أبرز أهدافها الرئيسية؟
أجرينا دراسات الجدوى الخاصة بمجال إدارة المرافق في جمهورية مصر العربية، ووجدنا أنه يوجد نوعين رئيسيين من الشركات: (1) شركات مملوكة من المطورين العقاريين أنفسهم، و(2) شركات مستقلة ولا تتبع المطورين العقاريين.
وجدنا أن السوق المصري يحتاج إلى شركة لإدارة المرافق (Facilities Management)، مع التركيز على هدف رئيسي بضرورة أن تضاهي خدماتها في إدارة المشروعات نفس جودة الشركات العالمية، ولذلك من المتوقع أن تصبح شركتنا قريبا واحدة من أهم الشركات في تقديم خدمة إدارة المرافق والمشروعات على مستوى الشرق الأوسط.
وجاء قرار تأسيس شركة “مورجانتي مصر” في التوقيت المناسب تماشيا مع الطفرة الاقتصادية و العمرانية التي تمر بها جمهورية مصر العربية عن طريق أربع شركات رائدة في الأعمال، وهي شركة سياتل لخدمات إدارة المشاريع ، جنبا إلى جنب مع شركة فانتدج (Vantage) ومورجانتي الخليج (MORGANTI GCC) وأنيكس للاستثمار (Annex Investments).
ومن المهم ملاحظة أن هذه الشركات الأربع تلعب دورا مهما في نجاح شركة “مورجانتي مصر”، فلكل منها تخصص مهم، فشركة فانتدج متخصصة في التطوير العقاري في جمهورية مصر العربية، ومورجانتي الخليج متخصصة في مجال تقديم خدمات إدارة المنشآت منذ أكثر من 100 سنة، وشركة سياتل متخصصة في تقديم خدمات تكنولوجية متنوعة وحديثة، وشركة أنيكس للاستثمار متخصصة في الاستشارات المالية، كما أن مؤسسها السيد أحمد ناصر النويس هو ابن مالك فنادق روتانا.
ووقع اختيار شركة فانتدج للتنمية العمرانية على مورجانتي مصر من أجل إدارة وتشغيل مشروع M Signature، ليصبح هذا المشروع أول مشاريع مورجانتي مصر ضمن خطتها التوسعية لنقل خبراتها للسوق المصري، وبذلك ستكون شركة “مورجانتي مصر” مسؤولة عن إدارة مرافق وخدمات المشروع بأعلى جودة ممكنة، لأن طبيعة M Signature كمشروع يقدم وحدات سكنية فندقية، يستلزم وجود فريق دوري للصيانة على أعلى مستوى، ليشعر العميل أنه العميل الأول الذي يسكن الوحدة الفندقية، ومشروع M Signature هو ثاني مشروعات شركة فانتدج للتنمية العمرانية في قلب القاهرة الجديدة، باستثمارات تصل إلى 1.5 مليار جنيه.
وما هو حجم مشروع M Signature والمنتج العقاري والخدمات التنافسية التي سيقدمها؟
يضم مشروع M Signature وحدات سكنية فندقية تتنوع مساحاتها من 46 إلى 155 متر مربع، تتنوع ما بين استوديوهات ووحدات ذات غرفة نوم واحدة واثنين وثلاث غرف نوم، كما يوجد بالمشروع العديد من الخدمات الترفيهية التي تضمن الراحة والرفاهية للعملاء، بما فيها الكافيهات والمطاعم وصالات الجيم والمنتجعات الصحية (Spa) ومنطقة مخصصة للأطفال ومنطقة للشواء وإقامة الحفلات ومحلات تجارية، ويكفل الموقع المتميز للمشروع سهولة الوصول إلى جميع المناطق الحيوية بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة.
انطلاقا من خبرتكم الواسعة والممتدة في قطاع الاتصالات، ومن بينها عملكم كرئيس تنفيذي لشركة اتصالات مصر، كيف ترى المشهد الحالي للاقتصاد المصري والكفاءات المصرية بوجه عام؟
ساعدتني خبرتي في قطاع الاتصالات في مصر في تكوين خلفية عن السوق الاقتصادي المصري بشكل عام، خاصة مع الاحتكاك برجال الأعمال وأصحاب الكفاءات من المصريين، وقد امتلكت شبكة علاقات جيدة خلال سنوات عملي العديدة في مصر، وشركائي والمديرين في شركة سياتل لإدارة الأعمال والمشاريع هم من أصحاب الكفاءات العالية من المصريين، وجزء كبير منهم تم اختيارهم بناء على كفاءتهم التي شاهدتها أثناء عملي في مصر.
وأعتقد أن الاقتصاد المصري حاليا يولي عناية كبيرة للقطاع العقاري، والذي شهد طفرة ملحوظة خلال الأعوام السابقة، مما جعله محط أنظار المستثمرين خاصة من دول الخليج العربي لنقل تجارب جديدة ومفاهيم مبتكرة وحديثة لإدارة المجتمعات والمرافق والأصول.
وما هي أهم التحديات التي تواجه المطورين العقاريين حاليا في مصر؟
يواجه قطاع التطوير العقاري في مصر، مثل أي قطاع آخر، مجموعة من التحديات التي تؤثر على أدائه ونموه، من بينها التضخم وزيادة تكاليف المشاريع، مما يضطر المطورين إلى رفع أسعار العقارات أو تقليل هوامش الربح، والزيادات المتكررة في أسعار الفائدة التي تؤثر على تكلفة التمويل العقاري، مما يزيد من أعباء المطورين ويقلل من جاذبية الاستثمار العقاري للمشترين.
لكن ما يدخل ضمن نشاط شركائنا هو تغير أولويات المشترين، الذين أصبحوا أكثر تركيزا على جودة التشطيبات والمرافق الخدمية، مما يضع ضغوطا على المطورين لتقديم منتجات عالية الجودة، وهنا يأتي دور شركة “مورجانتي مصر” لإدارة المرافق بأن تلبي هذه الأوليات بشكل احترافي وبمعايير وجودة عالمية، من أجل تقديم منتج عقاري فريد يخدم فكرة تصدير العقار، وبالتالي فإن الاعتماد على شركات ذات خبرات عديدة وكبيرة في مجال إدارة الأصول والمجتمعات والمرافق سوف يضيف إلى قيمة المشاريع، ويحقق التوازن بين الاستثمار في العقار والسكن الترفيهي.
ماذا عن دور التكنولوجيا العقارية في مشروع M Signature، وهل يدخل تنفيذها ضمن إطار عملكم في إدارة المشروع؟
“مورجانتي مصر” حريصة على استخدام خدمات تكنولوجية حديثة ومتطورة، ولا يغيب عن المتابع للسوق العقاري الدور المحوري الذي تلعبه التكنولوجيا العقارية في تحسين جودة وإدارة المشروعات العقارية وتحسين تجربة العملاء من خلال مجموعة من الحلول المتقدمة، وكيف تساهم تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) وأجهزة الاستشعار الذكية في تحسين إدارة وصيانة المرافق، مما يقلل من التكاليف التشغيلية ويحسن من راحة السكان، وهي أولويات نحرص عليها، ونشرف على تنفيذها بجودة عالمية.
بعد انطلاقتكم المميزة بها عبر إدارة مشروع M Signature، ما هي خططكم للتوسع في السوق المصرية خلال الفترة المقبلة؟
لدينا خطة مدروسة ونسعى للتوسع في السوق المصرية، وعلى الرغم من عدم وجود سابقة أعمال لعدد كبير من المشروعات داخل مصر، لكننا نعمل على ثبات قوة الشركة وجديتها منذ مشروعنا الأول، وفي هذا الإطار نستهدف الفترة القادمة الاتجاه للعمل وإيجاد فرص عمل في رأس الحكمة، بمشروعات قوية تثبت قدرتنا التنافسية، وسيتم الإعلان عنها في وقتها.
ومن المهم أن أوضح أيضا أن نشاط “مورجانتي مصر” في إدارة وتشغيل المشاريع العقارية ينطوي أيضا على تقديم خدماتها في قطاع المرافق الحكومية، كالمطارات، وكذلك المنصات البترولية والشركات، ولا يقتصر فقط على التجمعات السكنية أو الكومباوند، وهو ما نأخذه بعين الاهتمام في خطتنا للمستقبل.
،،،،
تجدر الإشارة إلى أن المهندس سعيد الهاملي لديه خبرات كبيرة بالسوق المصري لاسيما وأنه كان رئيسًا تنفيذيًا لشركة اتصالات مصر، قبل أن تتحول إلى e& مصر، كما يمتلك خبرة واسعة في مجال الاتصالات، اكتسبها من خلال عمله في الكثير من البيئات المختلفة التي فرضت عليه تحديات تغلب عليها بجدارة. كما شغل العديد من المناصب الإدارية العليا في «مجموعة اتصالات»، من أبرزها منصب الرئيس التنفيذي لشركة «اتصالات أفغانستان».
وكان الهاملي أحد كبار المؤسسين الأوائل لـ«شركة الثريا للاتصالات الفضائية» في عام 1997، وشغل العديد من المناصب الأخرى في الشركة، بما في ذلك الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية. كما يعتبر المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«شركة سياتل لخدمات إدارة المشاريع»، وهي شركة متخصصة في إدارة المشروعات من خلال تبني أحدث التقنيات التكنولوجية الجديدة، والاستثمار في شركات التكنولوجيا الرائدة والشراكة معها.
وحصل الهاملي على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال التنفيذية من الجامعة الأميركية في الشارقة عام 2003، وشهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من «معهد فلوريدا للتكنولوجيا» عام 1991.