مع قدوم فصل الربيع من كل عام، تتغير الساعة في العديد من البلدان حول العالم، لتتقدم ساعة واحدة، ولا يتم تأخير الساعة مرة أخرى إلا بحلول الخريف من كل عام!
يعرف هذا الإجراء باسم “تطبيق التوقيت الصيفي”، والذي يطبق في 40% تقريبا من دول العالم حتى الآن، من بينها مصر، والتي يتم تطبيق التوقيت الصيفي بها اعتبارا من الجمعة الأخيرة من شهر أبريل سنويا، وحتى نهاية الخميس الأخير من شهر أكتوبر من كل عام، وبذلك، يتم تقديم الساعة في مصر في يوم الخميس 25 أبريل الجاري في تمام الساعة 12 منتصف الليل، لتصبح الساعة 1 صباحا.
ويقول المؤيدون لتطبيق التوقيت الصيفي بفائدته في الحفاظ على الطاقة، فتغيير الساعة إلى الأمام خلال أشهر الصيف يجعل استهلاك الكهرباء في إضاءة المنازل أقل، حيث يتوفر المزيد من ضوء الشمس الطبيعي في المساء.
ويؤثر التوقيت الصيفي تأثرا كبيرا على الأجهزة التكنولوجية، التي تعتمد على أجهزة ضبط الوقت الداخلية أو الاتصالات المعتمدة على الوقت، ومنها اأجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة المعتمدة على خوادم مركزية لمزامنة الوقت، ويمكن أن يسبب التوقيت الصيفي ارتباكا في هذه الأنظمة.
ومع ذلك، فإن معظم البنى التحتية الحديثة لتكنولوجيا المعلومات قادرة على التعامل مع التوقيت الصيفي بشكل مناسب من خلال استخدام خوادم الشبكة التي تقوم تلقائيًا بضبط الساعة لتعكس تغير الوقت، وهذا يقلل من التأثير السلبي على المستخدمين النهائيين.
ويمكن أن يؤثر التوقيت الصيفي أيضًا على إيقاعنا اليومي واستخدام التكنولوجيا في منازلنا، مع توسع المنازل الذكية والأجهزة المتصلة، فالعديد من الأفراد يقومون ببرمجة منازلهم لضبط الإضاءة والتدفئة بناءً على الوقت.
وقد يتطلب التوقيت الصيفي إعادة برمجة هذه الأجهزة للتكيف مع الوقت الجديد، ولأن تطبيقات الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا حاسمًا في حياتنا اليومية، فيمكن أن يؤثر تغير الوقت المرتبط بالتوقيت الصيفي على كيفية استخدامنا لهذه التقنيات.
على سبيل المثال، قد تتطلب تطبيقات التقويم والتنبيه تحديثات لضمان عدم تفويت المستخدمين لمواعيد مهمة بسبب تغير الوقت.
وعلى الرغم من أن تغيير الوقت تم تنفيذه في البداية للحفاظ على الطاقة، إلا أن آثاره على كفاءة الطاقة لا زالت موضوعًا للنقاش والجدل والخلاف.
وتشير بعض الدراسات إلى أن التأثير الإيجابي على استهلاك الطاقة ضئيل أو حتى معدوم لأن فوائد انخفاض الإضاءة المنزلية قد يقابلها زيادة استخدام مكيفات الهواء في أمسيات الصيف الحارة.
إلى جانب ذلك، يعني تطبيق التوقيت الصيفي انخفاض ساعات النوم بمقدار ساعة واحدة، ولهذا السبب فإن تغيير الساعة يعد أمرا مكروها لمن اعتادوا الاستيقاظ مبكرا للذهاب إلى أعمالهم، حتى أن دراسة أجريت عام 2016 ادعت أن الحرمان من النوم في يوم التحول إلى التوقيت الصيفي يسبب زيادة في الحوادث مثل حوادث السيارات المميتة.